محتويات
السجود
يعرّف السجود لغةً بأنه الخضوع، والتذلّل، ووضع الجبهة على الأرض، وسمّي بذلك لِما يتضمنّه من الخضوع والذل والتضرّع إلى الله سبحانه، ويُقال: سجد الرجل، ويقصد به أنه انحنى وطأطأ رأسه، أما اصطلاحاً فهو وضع الجبهة أو بعضها وما اتّصل بها من المستقرّ الثابت على الأرض على صفةٍ مخصوصةٍ بالصلاة،[١] والسجود ركنٌ من أركان الصلاة، دلّ على ذلك القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهّرة، والإجماع، مصداقاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)،[٢] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: (ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً)،[٣] وقد نقل ابن حزم وابن هبيرة إجماع العلماء على ذلك.[٤]
فوائد السجود الصحية
من ناحية طبية لا توجد دراسات علمية مثبتة تتناول موضوع السجود على وجه التحديد وأثره في الصحة الجسدية حتى الآن، ولكن بشكل عام يمكن القول بأنّ السجود وغيره من الحركات التي يؤديها الفرد أثناء الصلاة يساعد على تمديد عضلات الجسم وزيادة مرونتها.[٥]
الفوائد الروحية للسجود
إن الله -عز وجل- عظيمٌ جليلٌ، يسجد إليه كل من في السماوات والأرض، ويسجد له المؤمنون والملائكة اختياراً وطوعاً، ويسجد له الكفّار اضطراراً وكرهاً، وقد وردت ألفاظ السجود في القرآن الكريم في اثنين وتسعين موضعاً، وللسجود فوائد روحانية عظيمة، وفيما يأتي ذكرها:[٦][٧]
- صفةٌ من صفات المؤمنين الذين يبتغون الجنة ورضوان الله تعالى.
- التذلّل والانطراح بين يدي الله الجبار القهّار، والهروب من قيود الدنيا وأسْرها وأهوائها إلى الله العظيم.
- العبودية الحقيقية والتواضع لله عز وجل، وإظهار الخشوع والإذعان والافتقار إليه سبحانه.
- انشراح الصدر والطمأنينة واللّذة التي لا توصف، فالسجود جنّةٌ للقلب والروح.
- القرب من الله تعالى، فالعبد يكون أقرب ما يكون من ربّه وهو ساجدٌ يدعوه، ويلجأ إليه، ويطرح همومه وحاجاته، فيستجيب الله له، ويزيح عنه الغم والتعب، فيسعد القلب ويطمئن.
- لقاءٌ خاص تختلط فيه الدعوات مع الدموع، والخوف مع الرجاء، والفرح مع البكاء.
- اعتزال الشيطان وبكائه عند رؤيته للإنسان ساجداً لله تبارك وتعالى.
- السعادة الحقيقية بالسجود، يقول ابن القيم -رحمه الله- عن سحرة فرعون لمّا أسلموا: "ولمّا عَلِمت السحرةُ صِدْقَ موسى وكَذِبَ فرعون، خرُّوا سُجَّدًا لربِّهم، فكانت تلك السجدة أولَ سعادتهم، وغفران ما أفنَوا فيه أعمارَهم من السِّحْر".
فضائل وأهمية السجود
يتقرّب العبد في السجود من الله تعالى، فتمتزج روحه بالفرح، وتتلاشى عنه الأحزان، وفضائل السجود كثيرةٌ بيانها فيما يأتي:[٦][٧]
- زيادة الحسنات: حيث تزيد حسنات المسلم، وتُحطّ عنه السيّئات، وتُرفع درجاته، وأقرب ما يكون العبد لخالقه وهو ساجد، وبكلّ سجدةٍ يطمئن فيها يرفعه الله بها درجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليك بالسجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة).[٨]
- النار لا تأكل أثر السجود: حيث إن الله حرّم على النار أن تأكل من آثار السجود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَأْكُلُ النَّارُ مِنَ ابْنِ آدَمَ إلَّا أثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ علَى النَّارِ أنْ تَأْكُلَ أثَرَ السُّجُودِ).[٩]
- سبب لدخول الجنة: فالإكثار من السجود سببٌ في مرافقة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الجنة بإذن الله تعالى.
- تفريج الهموم والكربات: بالسجود يطمئن الإنسان، وينشرح صدره، ويثبت إيمانه، وتُفرّج همومه، وتُنفّس كرباته، فقد يعرض للمسلم الكثير من الصعوبات والمشاكل في الحياة، أو الإعراض والإيذاء بسبب دعوته إلى الله تعالى، فيستعين على ذلك بالصلاة وكثرة السجود.
- دحر الشيطان: حيث يعدّ السجود مراغمةٌ للشيطان، وهو يُبعد الشيطان ويفرّقه عن الإنسان.
- موطن استجابة للدعاء: فمن مواطن إجابة الدعاء؛ الدعاء في السجود.
صفة السجود
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد على سبعة أعضاءٍ وهي: الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، وبطون أصابع القدمين، وكان يضع راحتيه حذو منكبيه، ويبسطهما ويضمّ أصابعه مستقبلاً بهما القبلة، ويكون رافعاً ذراعيه عن الأرض، وكان -صلى الله عليه وسلم- يمكّن جبهته وأنفه من الأرض، وينصب قدميه، ويرصّ على عقبيه مستقبلاً بأطراف أصابع قدميه الشريفة القبلة، فيطمئنّ ويعتدل في سجوده، ويقول في سجوده ثلاث مرات: "سبحان ربّي الأعلى"، أو يقول: "سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح"، ويجتهد فيه بالدعاء إلى الله تعالى.[١٠]
المراجع
- ↑ "السجود"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 77.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6251، صحيح.
- ↑ الشيخ د. عبد الله الفريح (19-10-2016)، "شرح أركان الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "8 Relaxing Total Body Stretches", www.verywellfit.com, Retrieved 29-05-2019. Edited.
- ^ أ ب فهد بن عبد العزيز الشويرخ (9-1-2018)، "السجود لله عز وجل قرب وقربة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب أمير المدري، "من رسائل الإيمان (31) السجود بستان العابدين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي فاطمة الإيادي، الصفحة أو الرقم: 1937، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 182، صحيح.
- ↑ "صفة سجود النبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، 2005-2-27، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2019. بتصرّف.