فوائد الكمون للقولون العصبي فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

الكمون

عشب حولي ينتمي لعائلة للفصيلة الخيمية ويُعرف باسمه العلمي (Cuminum cyminum)، موطنه الأصلي منطقة البحر الأبيض المتوسط وتتم زراعته الآن في أنحاء مختلفة من العالم مثل الهند، الصين والمكسيك، حيث يتم استخدام بذوره البيضاوية ذات اللون البني لتصنيع التوابل والصلصات، ويتم استخدامها في الطب التقليدي كأدوية لتعزيز علاج بعض الحالات الصحية، إضافتها لإعطاء نكهة في المشروبات الحكولية بالإضافة إلى استخدامها في الطب البيطري حاليًا، ويعود السبب في استخداماتها المتعددة إلى المواد الفعالة التي تحتويها مثل الزيت العطري بنسبة 2.5 إلى 4.5 بالمئة والذي يُعد المكون الأساسي من هذه الزيوت هو مركب الكومينالدهايد،^[١] وخاصة في علاج بعض الحالات الطبية مثل الإسهال، المغص، الغازات والانتفاخ، احتباس السوائل كونه مُدر للبول، مشاكل الدورة الشهرية، زيادة الرغبة الجنسية كونه منشط جنسي بالإضافة إلى تشنجات الأمعاء،^[٢] ومن أهم ما يميز الكمون أن تناوله بكميات كبيرة يُعد آمن نسبيًا، كما سيتم توجيه المقال للحديث حول فوائده في تعزيز علاج القولون العصبي ومدى صحة ذلك.^[٣]

فوائد الكمون للقولون العصبي: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

يٌعرف القولون العصبي على أنَّه اضطراب مزمن في الأمعاء ينتج عنه تشنجات وآلام في البطن، انتفاخ، غازات بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك أو كليهما، وهذه الأعراض يمكن السيطرة عليها في حال اتباع نظام غذائي مناسب، نمط حياة صحي وصحيح والإبتعاد عن التوتر، أمَّا في حال كانت الأعراض حادة وشديدة جدًا فيمكن السيطرة عليها من خلال بعض الأدوية، حيث تتعدد أسباب الإصابة بالقولون العصبي ويمكن أن تكون نتيجة تشوهات في أعصاب الجهاز الهضمي، الانقباضات العضلية القوية في الأمعاء، التهاب الأمعاء أو إصابتها بعدوى شديدة وتغيرات في البكتيريا الموجودة في الأمعاء،^[٤] حيث يلجأ بعض الناس إلى التحكم في الأعراض بطرق طبيعية ومنتجات عشبية، وتم اختيار الكمون كونه نوع من الأعشاب المستخدمة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي وأعراض متلازمة القولون العصبي،^[٥] وما يلي عبارة عن الفوائد المحتملة للكمون في تخفيف أعراض القولون العصبي:

هل يفيد الكمون في التقليل من أعراض القولون العصبي؟

للتحقق من هذه الفائدة، "تم إجراء دراسة على 57 مريض مصابين بالقولون العصبي وإلغاء علاجاتهم المتبعة من قِبلهم وإستبدالها بزيت الكمون الأساسي حيث يحصل كل مريض على 20 قطرة من هذا الزيت في اليوم الواحد، ومن ثمَّ تم تقييم نتائج العلاج في الأسبوعين الثاني والرابع من بدء العلاج، بالإضافة إلى الأسبوعين الثاني والرابع من التوقف عن العلاج"، وبينت النتائج أنَّ أعراض القولون العصبي بما فيها آلام البطن، الانتفاخ، التغوط غير الكامل، الحاجة الملحة للتبرز بالإضافة إلى الإفرازات المخاطية التي ترافق البراز جميعها انخفضت بنسبة ملحوظة، كما تم تنظيم عملية التغوط والتبرز.^[٥]

"وفي دراسة أخرى تم إجراؤها على 50 شخص وإعطائهم قطرات الكمون مرتين يوميًا، في كل مرة يتم تناول 10 قطرات وُجد بعد أسبوعين وأربعة أسابيع أنَّ الأعراض انخفضت بشكلٍ كبيرٍ خاصةً أعراض آلام البطن"، حيث يلجأ العديد من لناس إلى التخفيف من أعراض القولون العصبي عن طريق الكمون كونه منخفض التكلفة ومتوفر لدى العديد من الناس.^[٥]

هل يفيد الكمون في التقليل من آلام البطن والانتفاخ؟

يُعدّ القولون العصبي مرضًا شائعًا لا علاج جذري له، إلَّا أنَّ العلاجات التي يتم تقديمها هدفها الرئيس هو التخفيف من أعراض القولون العصبي مثل النتفاخ والآلام المتكررة أسفل البطن والمصحوبة بتغيرات غير طبيعية في حركة الأمعاء، "حيث أظهرت دراسة تم إجراؤها في ألمانيا عام 1996 أنَّ الكمون قادرٌ على السيطرة على آلام البطن لدى مرضى اضطرابات الجهاز الهضمي، وهذا يعود إلى الزيت العطري العشبي، وفي دراسةٍ أخرى تم إجراؤها عام 1999 على 20 مريض يعانون من القولون العصبي وأعراضه خاصةً آلام البطن كان الكمون ذو تأثير إيجابي في التأثير على آلام البطن".^[٥]

في دراسة أخرى بينت أن 44% من الأشخاص يعانون من ألمٍ معتدلٍ في البطن و28% يعانون من آلامٍ شديدةٍ، حيث تغيّرت هذه النسب بعد أربعة أسابيع من تناول مستخلصات الكمون، حيث انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعانون من آلامٍ معتدلة إلى 44%، كما لم يعاني أي مريض من آلامٍ شديدة في البطن، أمَّا بالنسبة للانتفاخ فإنَّه كان شديدًا لدى 54% من المرضى ومعتدل لدى 46% من المرضى، وانخفضت هذه النسب بعد تناول الكمون لمدة أربعة أسابيع لتصل إلى 8% من الأشخاص الذين يعانون من انتفاخٍ معتدل، ولم يعاني أي شخص من ألمٍ شديدٍ، ولكن هذه الأعراض قد تظهر مرة أخرى بعد التوقّف عن تناول الكمون لدى بعض الأشخاص وليس جميعهم.^[٥]

هل يفيد الكمون في تغيير حركة الأمعاء؟

تحدث هذه التغيرات وفقًا لحاجة الجسم المرضية، حيث يزيد الكمون من عدد مرات التغوّط في حال الإصابة بالإمساك، ويقلّل من عددها في حال الإصابة بالإسهال، وهذه العملية تعتمد على تغيرات في حركة الأمعاء، "حيث تم تأكيد ذلك بدراسة تم إجراؤها على 17 شخص يعانون من إسهال مائي و9 منهم لديهم براز سائل، وبعد أربعة أسابيع من العلاج بالكمون انخفض عدد الأشخاص اللذين يعانون من الإسهال بأنواعه، أمَّا بالنسبة للإمساك فإنَّ عدد مرات التغوط زادت بعد أربعة أسابيع من العلاج وبالتالي فإنَّ نسبة الأشخاص اللذين يعانون من الإمساك قلت".^[٥]

هل يعمل الكمون كمضاد للبكتيريا والفطريات؟

يعود السبب في كون الكمون مضاد للبكتيريا والفطريات إلى زيته الأساسي والذي يتم استخلاصه من بذور الكمون، حيث بينت أبحاث إحدى الجامعات الهندية أنَّ زيت الكمن الأساسي يمنع الفطريات بشكل كبير خاصة فطريات الرشاشية الصفراء التي تنتج السموم الفطرية، كما يعمل على تثبيط أنواع مختلفة من البكتيريا والخمائر مثل المبيضات والإشريكية القولونية، "أظهرت دراسة تم إجراؤها عام 2011 أنَّ الكمون له القدرة على تثبيط نمو الطفيليات المعوية بالإضافة إلى المتبرعمة الكيسية البشرية".^[٦]

هل يفيد الكمون في التقليل من الإمساك والإسهال؟

إنَّ قدرة الكمون على التحكم في علاج الإمساك والإسهال تعتمد بشكل أساسي على تغير حركة الأمعاء، تتباطئ حركة الأمعاء من مرتين إلى ست مرات في الأسبوع لدى الأشخاص المصابين بالإمساك، وتزداد بعد تناول الكمون لمدة أربعة أسابيع من ست مرات إلى 12 مرة في الأسبوع، كما تتسارع حركة الأمعاء من 14مرة إلى 50 مرة في الأسبوع لدى الأشخاص المصابين بالإسهال، وتقل بعد تناول الكمون إلى ما بين 6 إلى 23 مرة في الأسبوع، ولكن هذه النتائج تتغير وتظهر مرة أخرى من جديد بعد أربعة أسابيع من الانقطاع عن تناول الكمون^[٦].

"بعض الدراسات التي تم إجراؤها تثبت ذلك، حيث عانى 87% من الإمساك وحركات الأمعاء المؤلمة، وانخفضت هذه النسبة إلى 25% بعد تلقي العلاج بالكمون، وزادت إلى 72% بعد أربعة أسابيع من التوقف عن العلاج، أمَّا بالنسبة للإسهال فإنَّ نسبة المصابين انخفضت بعد أربعة أسابيع من تلقي العلاج بالكمون، حيث كانت نسبة الأشخاص اللذين يعانون من إسهال مائي 11%، ونسبة الأشخاص اللذين يتبرزون بشكل طبيعي 88%". ^[٦]

هل يفيد الكمون في تخفيف التبرز المؤلم؟

يعمل الكمون عند تناوله على التخفيف من أعراض التبرز المؤلم، ولكن المشكلة تكمن في حال الإنقطاع عن تناوله فإنَّ الألم يظهر مرة أخرى، "حيث تم إجراء دراسة على 21 شخص مصابين بالقولون العصبي ويعانون من صعوبة في التبرز يرافقها ألم، بعد العلاج لمدة أربعة أسابيع تم تقيم النتائج في الأسبوعين الثاني والرابع ووجد أنَّ عدد الأشخاص اللذين يعانون من ألم أثناء التبرز انخفض إلى 6 أشخاص من أصل 21 شخص، ولكن بعد أربعة أسابيع من الإنقطاع عن تناول الكمون زادت نسبة الأشخاص اللذين يعانون من ألم أثناء التبرز لتصل إلى 19 شخص".^[٥]

هل من محاذير لتناول الكمون؟

على الرغم من أنَّ الكمون عبارة عن منتج عشبي نباتي ويتم اللجوء إليه كونه متوفر في العديد من متاجر الأعشاب، إلَّا أنَّه لا يخضع للرقابة من قبل إدراة الدواء والغذاء كأي منتج عشبي آخر بالإضافة إلى أنَّ الدراسات والتجارب السريرية غير كافية ومتفاوتة حول درجة مأمونيته خاصة، وهذه عبارة عن أسباب كافية لاستشارة الطبيب قبل الشروع باستخدامه للحد من مخاطره والبقاء في الجانب الآمن،^[٧] كما يٌفضل الإطّلاع على محاذير تناول الكمون قبل استخدامه، وتشمل هذه المحاذير ما يلي:^[٢]

• تجنب استخدام الكمون من قِبل الحوامل والمرضعات لأنَّ الدراسات حول درجة مأمونيته غير كافية، وبالتالي البقاء في الجانب الآمن.
• غير مناسب للمرضى الذين يعانون من الضطرابات النزفية لأنَّه يبطئتخثر الدم وبالتالي يزداد النزيف.
• الحذر عند استخدامه من قِبل مرضى السكري كونه يعمل على تخفيض نسبة سكر الدم، ويٌفضل مراقبة علامات ونسبة انخفاض السكر في الدم عند استخدامه للبقاء في الجانب الآمن.
• تجنب استخدام الكمون قبل العمليات الجراحية بأسبوعين كونه يعمل على خفض مستويات السكر في الدم وبالتالي يتداخل مع نسبة السكر أثناء الجراحة وبعدها.

المراجع

1. ↑ "Cumin", www.britannica.com, 2020-08-17. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "CUMIN", www.webmd.com, 2020-08-17. Edited.
3. ↑ "Cumin Benefits", www.healthline.com, 2020-08-18. Edited.
4. ↑ "Irritable bowel syndrome", www.mayoclinic.org, 2020-08-18. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ} "Cumin Extract for Symptom Control in Patients with Irritable Bowel Syndrome: A Case Series", www.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-08-18. Edited.
6. ^ ^{أ ب ت} "cumin oil treats irritable bowel disease", plantmedicines.org, 2020-08-18. Edited.
7. ↑ "Herbal Medicine", www.hopkinsmedicine.org, 2020-08-17. Edited.