فوائد سورة الشمس

كتابة:
فوائد سورة الشمس

فوائد سورة الشمس

إنّ لسورة الشمس فوائد ولطائف عديدة، نذكر منها ما يأتي:[١]

  • أقسم الله -تبارك وتعالى- فيها 11 قسماً، وهذا أكبر عدد من الأقسام، والتي ترد في سورة واحدة؛ وذلك لعظم المقسوم عليه وهي: النفس التي تتزكى، وخيبة النفس التي تتدسى.
  • ذكر قصة ثمود دون غيرهم من الأقوام السابقة

وذلك لبيان أنَّ الله -تبارك وتعالى- بيّن لقوم ثمود الحق، وأراهم إياه واضحاً كوضوح الشمس، والتي جاءت السورة في الحديث عنه، لكنهم تجبّروا وطغوا، واستحقّوا العذاب بذلك، في قوله -تبارك وتعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا)،[٢] نسب الفعل إلى الجميع لرضاهم بهذا الفعل، وسكوتهم عنه.

  • العلاقة بين الشمس وتزكية النفس، هي الإشراق؛ فكما أنَّ للشمس إشراق، فإنَّ للنفس نور وإشراق.
  • إرجاع سبب عدد من الظواهر إلى الشمس

وذلك في قوله -تبارك وتعالى-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)،[٣] فنور القمر وجلاء النهار واشتداد الضحى ومغيب الشمس وحدوث الليل، كله مرتبط بالشمس وضيائها.

  • كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا)،[٤] وهذا الدعاء مستخلص من الآيات الكريمة، وطلب التزكية من المولى -عز وجل-.

التعريف بسورة الشمس

سورة الشمس سورة مكية، يبلغ عدد آياتها 15 آية، وقد نزلت بعد سورة القدر، وتتميز سورة الشمس بعدة مميزات، تلخيصها ما يأتي:[٥]

  • سورة قصيرة.
  • الفاصلة القرآنية فيها على قافية واحدة.
  • تحدثت عن بعض مظاهر الحياة، وظواهر الكون.
  • تناولت الإشارة إلى العديد من اللمسات الوجدانية.
  • تحدثت عن النفس البشرية، وعن فطرتها، ودور الإنسان في تحديد مصيرها.
  • تحدثت عن بعض المشاهد الناتجة عن فجور النفس، وعدم تزكيتها؛ وقصة قوم ثمود أنموذجاً.
  • تحدثت عن مشاهد الكون الثابتة؛ كإشراق الشمس، وتعاقب الليل والنهار.
  • ذات اتصال وثيق بسورة البلد، والتي تسبقها في ترتيب المصحف؛ فأصحاب الميمنة في سورة البلد هم المقصودون في قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)،[٦] وأصحاب المشأمة هم المقصودون في قوله -تعالى-: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا).[٧][٨]
  • يأتي تفصيل إجمال هذه السورة ومعانيها في سورة الليل التي تتبعها في ترتيب المصحف؛ فقوله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى)،[٩] هي تفصيل لإجمال قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)،[٦] وقوله -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى)،[١٠] تفصيل لقوله -تعالى-: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا).[٧][١١]

فضل سورة الشمس

ذُكر في سورة الشمس عدة أحاديث نبوية تبيّن فضلها، نذكر منها ما يأتي:

  • أنَّها من السور التي كان يقرأها النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل، وكانت تسمى بالنظائر على حد تعبير عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ إذ ثبت في صحيح مسلم أنَّه قال: (إنِّي لأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتي كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يَقْرُنُ بيْنَهُنَّ سُورَتَيْنِ في كُلِّ رَكْعَةٍ).[١٢]
  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رَأْيَ عينٍ! فليقرأْ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت).[١٣]
  • ما ورد عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنَّه قال: (سألْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ما شَيَّبَكَ؟ قال: سُورةُ هُودٍ، والواقعةُ، وعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).[١٤]

المراجع

  1. عادل خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 298-299. بتصرّف.
  2. سورة الشمس، آية:14
  3. سورة الشمس، آية:1-4
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:2722، صحيح.
  5. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 277. بتصرّف.
  6. ^ أ ب سورة الشمس، آية:9
  7. ^ أ ب سورة الشمس، آية:10
  8. السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، صفحة 159. بتصرّف.
  9. سورة الليل، آية:5
  10. سورة الليل، آية:8
  11. السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، صفحة 160. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شقيق بن سلمة، الصفحة أو الرقم:822، صحيح.
  13. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3333، حسن غريب.
  14. رواه الترمذي، في تخريج مسند أبي بكر، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3297، إسناده قوي لكنه مرسل.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×