فوائد صحبة الصالحين الأخيار

كتابة:
فوائد صحبة الصالحين الأخيار


فوائد صحبة الصالحين الأخيار

إنّ الصاحب يؤثّر في صاحبه سلبًا وإيجابًا، ولهذا فعلى المرء أن يختار أصحابه بعناية، فالصّحبة الصّالحة تُحسّن من سلوك العبد وتؤثّر فيه ويجني منها فوائد جمّة، نذكر بعضها فيما يأتي:


الإعانة على الطاعة

إنّ صحبة الصالحين الأخيار تُعين على الطاعة وتحضّ على العبادة، فالصاحب الصالح ينصح صاحبه ويحثّه على فعل الخيرات وينهاه عن المنكرات، وقد يقوم المرء بترك فعلٍ ما حياءً من أصحابه الصالحين، ولكنّ ذلك يكون فيما بعد سببًا لالتزامه بطاعة أو إقلاعه عن ذنبٍ بشكل دائم ومستمر.[١]


والصّحبة الصّالحة هي خير معين على الاستقامة والالتزام، وخير سبيل لدوام التذكير بأوامر الله -تعالى- ونواهيه والرغبة في طاعته،[٢] وقد أمر الله -تعالى- بمصاحبة ومجالسة الأخيار، حيث قال -سبحانه-: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ)،[٣] فهؤلاء يسعون في نشر الفضائل والعلوم، ومَن جالسهم انتفع بهم واهتدى بهديهم.[٤]


التنافس في الأعمال الصالحة

إنّ النفس البشريّة مجبولة على حب التنافس والتفوّق، وفي صحبة الأخيار يكون هذا التنافس تنافسًا محببًا خاليًا من الحسد والغيرة، حيث يتنافس أهل الخير في الطاعات وفي الأعمال الصالحة، فالعبد عندما يُجالس الصالحين ويصاحبهم يتّجه في البداية للاقتداء بهم وهم يوجّهونه ويحرصون على نفعه.[٥]


ثمّ يشعر في نفسه رغبة في مجاراتهم، فيبدأ بالاستزادة من أعمال البر والخير؛ فلربما زاد على أصحابه وفاقهم علمًا وورعًا وهو الذي كان في بادئ الأمر يتعلّم منهم، فهذا تنافس لا يُفسد المحبة والود بل يزيدهما ويقوّي رابطتهما.[٥]


الثبات على الدين

إنّ مصاحبة الصالحين الأخيار والإكثار من الجلوس معهم والتردّد عليهم هو وسيلة مهمّة من وسائل الثبات على الدين في مواجهة الفتن والمغريات، فالدنيا لها أهلها الذين يلهثون في طلبها، وليس لهم هم سوى تحصيل محبوباتها.[٦]


أمّا الصالحين فهم من أهل الآخرة الذين يعملون لها ويُذكّرون بها، ويكونون عونًا لغيرهم على ذلك،[٦] كما يُمكن للعبد أن يُجالس أهل الخير ويتأثر بهم عن طريق مطالعة أخبارهم والقراءة في كتبهم، والانتفاع بما تركوه من العلم النافع والأخلاق الرفيعة.[٦]


محبة الله تعالى

إنّ مصاحبة الأخيار ومجالستهم تزيد من محبة الله -تعالى- للعبد، فأهل الصلاح والخير هم العباد المحبوبين لدى ربّهم -تبارك وتعالى-، وفي الإكثار من مجالستهم تعريض للنفس لنفحات من هذه المحبة والرضا.[٧]


كما أنّ العبد عندما يكون مدار حبّه وبغضه هو ما يرضي الله؛ فلا يحب إلّا في الله، ولا يُبغض إلّا لله، فإنّه سيكون محبوبًا لربّه -سبحانه-، وصحبة الصالحين الأخيار من العلاقات التي غالبًا ما تكون المحبّة فيها خالصة لله وليس فيها غاية أو سبب دنيوي.[٧]


تهذيب السلوك

إنّ لصحبة الصّالحين أثراً بيّن في تهذيب السلوك وتقويمه والتحلّي بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، فالطبيعة الإنسانية تقتضي ذلك، والواقع المشاهد يدلّ على ذلك، فالعبد يؤثّر ويتأثر، والمرء عندما يُجالس الصّالحين ويُصاحبهم فإنّه سيكتسب شيئًا من أخلاقهم.[٨]


وستسري فيه طباعهم وسلوكياتهم شيئًا فشيئًا،[٨] فيكون ذلك خير وسيلة في اكتساب الزينة والفضل في الدنيا والآخرة، فالسلوك الحسن والخصال الطيّبة هي زينة للعبد في الدنيا ورفعة له في الآخرة.[٨]


المراجع

  1. محمد نصر الدين محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 279. بتصرّف.
  2. مجدي الهلالي، كتاب عودة المجد وهم أم حقيقة، صفحة 15. بتصرّف.
  3. سورة الكهف، آية:28
  4. ليلى عطار، كتاب آراء ابن الجوزي التربوية، صفحة 181. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الرحمن السعدي، كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار، صفحة 139-140. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت محمد حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 12. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 18. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 8. بتصرّف.
5990 مشاهدة
للأعلى للسفل
×