فوائد من حديث (ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)

كتابة:
فوائد من حديث (ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)

فوائد من حديث (ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)

إنّ من يمنحه الله العلم الشرعي يريد له علو الدرجات، والفضل، والشرف في هذا الوجود؛ لأنّ العلم الشرعي هو ميراث الأنبياء، والله -سبحانه وتعالى- هو الذي يهب عبده الفطنة التي توصله إلى معرفة حقيقة هذا الدين، والنظر على ما يحتويه من أسرار وحكم.[١]

ويخبره الله -عز وجل- من خلال هذا العلم بأنّ الإسلام هو الوسيلة العظمى إلى نيل سعادة الدارين السعادة الكاملة، فمن تفقّه في الإسلام فهو ممن أراد الله به خيراً كثيراً، ومن لم يكن كذلك فهو من الذين ذُكّروا بآيات ربهم، فأعرضوا عنها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وفي الحديث الآتي ذكرٌ لفضل العلم وفضل تعلمه،[١]وللحديث فوائد عديدة منها:[٢]

  • إثبات الإرادة لله تعالى في كل ما يريده، فالأمور كلها بمشيئة الله تعالى وتقديره.
  • أن يحرص المسلم على التفقه في دين الله لكونه طريقاً لينال الخير من الله.
  • العلم في غير الدين إن كان سببًا لشيء محمود يحمد وإن كان وسيلة لغير ذلك لم يكن محمودًا.
  • الفقيه في الدين هو الذي يعلم الأحكام الشرعية ويعمل بها ويتعبد الله بمقتضاها.
  • العلم الشرعي يقود إلى تقوى الله ويحمل صاحبه على الامتثال لأوامره.
  • يتفاوت الناس في حمل العلم الشرعي، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا.
  • استدل به العلماء على امتناع خلو العصر عن المجتهد.
  • فضل العلماء على سائر الناس.
  • فضل الفقه في الدين على سائر العلوم لكونه يقود إلى خشية الله.
  • التفقه في الدين علامة على حسن الخاتمة.
  • من أراد الله به الخير كتب له السعادة.

نص الحديث

عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وإنَّما أنا قاسِمٌ ويُعْطِي اللَّهُ، ولَنْ يَزالَ أمْرُ هذِه الأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أوْ: حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ).[٣]

شرح الحديث

الفقه لغة هو الفهم، وأما اصطلاحًا فقد اشتهر إطلاقه على فهم الدين والمعرفة بأحكام الشريعة وأدلتها، فالعالم بالدين والشريعة يسمى فقيهًا، والفقه في الدين يعني فهم أوامر الله ونواهيه التي تدل المرء على دينه، لقوله تعالى في سورة التوبة: (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).[٤]

ويُراد بالحديث الشريف أنه: من أراد الله به خيرًا يعلمه ما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجب الإنسان التصديق والإيمان والعمل به.[٥]

والفقه في الدين يشتمل على العلم بكتاب الله -عز وجل- وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقه في أصول الشريعة والأحكام الشرعية وأوامر الله، ونواهيه، والفرائض، والعبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، والفقه بما يحمل العبد على خشية الله وتعظيمه ومراقبته وتعظيم حرمات الله.

المراجع

  1. ^ أ ب "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  2. "تتمة فوائد حديث :( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )."، أهل الحديث والأثر، 7/9/2004، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:7312، صحيح.
  4. سورة التوبة، آية:122
  5. "شرح حديث : ( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ) ."، الإسلام سؤال وجواب، 24/5/2014، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2022. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×