فوائد من قصة إبراهيم عليه السلام

كتابة:
فوائد من قصة إبراهيم عليه السلام

فوائد من قصة إبراهيم عليه السلام

سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- هو أبو الأنبياء،[١] وأحد أولي العزم من الرسل،[٢] وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية في كثير من المواضع، وفي قصصه الكثير من العظات والعبر والفوائد، وسنختار قصتين من تلك القصص، ونستخلص منها بعض الفوائد، بإذن الله -تعالى-.

إبراهيم عليه الصلاة والسلام يحطم الأصنام

يذكر لنا القرآن الكريم قصة سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-؛ عندما كان في مقتبل العمر، وقد رأى قومه يعبدون أحجاراً لا تضر ولا تنفع، فتفكر بعقله فوجد أن هذا العمل هو قمة الضلال وإذهاب للعقول، فأراد أن يحرك عقول قومه فقام بتكسير تلك الأصنام، وترك كبيرها؛ ووضع عليه الفأس الذي كسّر به الأصنام.[٣]

ولما رأى قومه المشهد توصلوا إلى الفاعل بسهولة؛ لأن إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كان دائماً ما يعيب عليهم عبادتهم للأصنام على حداثة سنه، فقرروا أن يلقوه في نار عظيمة، انتقاماً لآلهتهم.[٣]

نستخلص من هذه القصة عدة فوائد؛ منها:[٣]
  • استخدام العقل السليم

والذي يوصل بالإنسان إلى أن ربه -سبحانه وتعالى- هو المستحق للعبادة.

  • جرأة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في قول الحق أمام قومه، تدعو كل صاحب حق أن يجهر بحقه.
  • استخدام الحجة والبرهان المنطقي؛ في الدعوة إلى الحق ودحض الباطل.
  • عندما يعجز الباطل عن مقابلة الحجة بالحجة يلجأ إلى استخدام القوة والعنف.
  • تسليم إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لقضاء ربه -سبحانه وتعالى-؛ بتحمل أعباء قول الحق، والدعوة إليه.
  • الله -سبحانه وتعالى- لا يترك أنبياءه وأوليائه الذين يصدعون بالحق؛ بل ينصرهم، ويبطل كيد أعدائهم مهما بلغ.

إبراهيم عليه الصلاة والسلام يرسل أهله إلى واد غير ذي زرع

أمر الله -سبحانه وتعالى- إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أن يسكن زوجته وولده الرضيع عند البيت الحرام، وكان بيت الله الحرام آنذاك وادٍ لا يسكنه أحد، ولا ينبت به زرعاً، ولا يوجد فيه ماءً.[٤]

وقد نفذ سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الأمر، وقبلت زوجته بقضاء الله -عز وجل-، بعد أن ترك إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أهله هناك دعا ربه -سبحانه وتعالى- أن يجعل هذا المكان آمناً ويرزقهم، ويجعل قلوب الناس تهوي إليه.[٤]

ولما عطشت السيدة هاجر -عليها السلام- وبحثت عن الماء أكرمها الله بنبع زمزم؛ فأكرم الله سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وزجته وابنه؛ بأن استجاب دعاء نبيه وأوجد الماء لأهله، وجمع من حولهم الناس والثمار.[٤]

ويمكن أن نستخلص بعض العبر والفوائد من هذه القصة كما يأتي:[٥]

  • المؤمن يُسلم لقضاء الله عز وجل

فهو على يقين تام بأن الله -سبحانه وتعالى- لا يضيع عباده، وله حكمة في كل أمر.

  • على المؤمن أن يسعى ويعمل ليحصل على الرزق، والله -سبحانه وتعالى- هو من يتكفل بذلك.
  • دعوة الأنبياء مستجابة بإذن الله سبحانه وتعالى

حيث استجاب الله -عز وجل- لدعوة سيدنا -عليه الصلاة والسلام-، وما زلنا نستشعر صدى هذه الدعوة إلى يومنا هذا، فالناس في شوق متصل لزيارة الكعبة المشرفة، يرتون من نبع زمزم.

  • قد يأتي الفرج من الله -سبحانه وتعالى- من حيث لا يحتسب الإنسان.

المراجع

  1. [عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 1. بتصرّف.
  2. [أسامة سليمان]، دروس الشيخ أسامة سليمان، صفحة 7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 73-86، جزء 17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ابن كثير (1986)، البداية والنهاية، صفحة 154-155، جزء 1. بتصرّف.
  5. راغب السرجاني (2014/09/28)، "دروس من قصة هاجر عليها السلام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×