محتويات
قراءة في رواية كيغار
رواية كيغار هي رواية للكاتبة والروائية منى سلامة نشرتها عام 2015م، تتناول فيها عالم العشوائيات في مصر، وتنقل للقارئ المعاناة التي يعيشها الناس في هذا العالم، ومدى القهر والظلم والألم الذي يتعرضوا له كونهم الفئة المهمشة في المجتمع.[١]
كما وتتناول الرواية طبيعة الحياة داخل الأحداث (المؤسسات العقابية)، والقوانين وما يحدث لها من انتهاكات محرمة وغير آدمية تعاني منها النزيلات في تلك المؤسسات، وبعد ذلك تنتقل بنا الكاتبة باستخدام بطلة الرواية إلى سيوة، وتصف عادات وطباع أهلها وتقاليدهم، وكيف أن الطابع الاجتماعي الرومانسي يسيطر عليهم.[١]
وتدور الفكرة الرئيسية للرواية عن البطلة التي كانت بمثابة وردة صغيرة تم انتزاعها من تربتها لتتفتح في أرض أخرى لا تليق بها على الإطلاق، وحاولت جاهدة أن تتشبث بالحياة، إلا أنها عانت مرارة الظروف والحظ التعس.[٢]
وسقتها الحياة من الألم كؤوسًا، حتى نبتت لها أشواك، وتلونت بلون الهلاك، وأخفت رحيقها خوفًا من الزمان وبطشه، حتى جرحتها هذه الأشواك، فهل يمكن لهذه الزهرة الرقيقة أن تستعيد طهرها وبراءتها، وتبعث بحياة جديدة مرة أخرى؟[٢]
نبذة عن مؤلف رواية كيغار
كاتبة رواية كيغار هي الكاتبة والروائية منى سلامة، طبيبة بيطرية مصرية ولدت في المنصورة عام 1985م، وتخرجت من كلية الطب البيطري عام 2008م، وتدور أعمالها الروائية حول الحياة الاجتماعية التي تمزج فيها الواقع بالخيال.[٣]
وقد بدأت سلامة بنشر كتاباتها إلكترونيًا في البداية، وهذه الأعمال مثل: العشق الممنوع، جواد بلا فارس، مزرعة الدموع وقطة في عرين الأسد، ثم بدأت بتشر بعض الأعمال الورقية، مثل رواية كيغار، من وراء حجاب، ثاني أكسيد الحب وغيرهم.[٣]
آراء نقدية في رواية كيغار
رواية كيغار من الروايات التي قد تخدع القارئ في البداية، إذ أن الثلث الأول من القصة قد يوحي للقارئ بأنه يشاهد فيلم قديم وأحداثه متوقعة، لكن ما يلبث ذلك أن يتغير فيما بعد، فالرواية تدور حول وعد، المراهقة التي تعيش في عشوائيات ملاصقة لأفخم الأبراج في القاهرة، وعلى الرغم من تفوقها إلا أن لها أخطائها وهفواتها.[٢]
وتتعرض لظلم كبير يتسبب في إرسالها للأحداث، وبعد عدة أحداث ميلودرامية تخرج من الأحداث بأعجوبة، وبعدها تأخذنا الكاتبة إلى سيوة حيث جمال الطبيعة الخلاب، وتجعلنا نلتقي بزوج وعد، وتصف لنا المكان بدقة وبطريقة مبهرة تجعل القارئ يود الذهاب فورًا إلى هناك، وهذا شيء من مميزات الرواية يحسب لها.[٢]
ومن جانب آخر فإن الرواية لا تصنف من الأدب الرومانسي الذي يبعث الملل، بل هي قصة ومشوار فتاة من القاع للقمة، استخدمت فيها الكاتبة جزء ميتافيزيقي رائع، كما أن اللغة التي استخدمتها لغة جيدة للغاية، والنضج والحرفية العالية يسيطران على الرواية، إذ استطاعت الكاتبة أن تستخدم كل أدواتها الفنية ببراعة.[٢]
وعلى الرغم من أن الحوار كان باللهجة العامية المصرية، إلا أن الرواية كانت تحتاج حقًا لاستخدام العامية، ولم تؤثر على أصالتها وقوتها وجودتها، بمعنى آخر استطاعت الكاتبة أن تناقش من خلال الرواية الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية المختلفة، وتقدم الكثير من المعلومات غير المتوقعة للقارئ، وتنتقل به بين حدث وآخر بطريقة لا تخطر على عقله، مما يجعله هذا في ترقب دائم لما سيحدث.[٢]
اقتباسات من رواية كيغار
تحتوي رواية كيغار على العديد من العبارات القوية والمؤثرة، التي تترك أثر كبير في النفس، ومن أجمل هذه الاقتباسات ما يأتي:[٤]
- الحب القوى لا يقاس بعدد دقات القلب فى الدقيقة، ولا بما ترسله بقوتها فى العروق من فوران الدم الثائر، بل يقاس بما أضاف الطرف الآخر لهذا القلب؛ بما عمَّر أركانه؛ بماذا بناه، حب بنَّاء يبنى المحب ويجبر كسره، فإن لم يضف فى قلب المحب جديداً تساوت ضربات القلب بتلك التى تنبض داخل حشرة انجذبت بإنبهار إلى ضوء مصباح أو ساعق.
- أينسى الأب ابنته؟ تهرب بعقلها من السؤال، تتجاهل انقباض قلبها وتلك الغصة في حلقها، تجيب متظاهرة بالسعادة دون تفكير، لأنها تخشى التفكير: لا، لا ينسى الأب ابنته!