محتويات
قراءة في رواية نطفة
رواية نطفة هي رواية لأدهم شرقاوي تدور أحداثها في غزة، في زمن هدنة بين حربين، بطلها حمزة، شاب جامعي ضاق عليه سطح الأرض فاتخذ من باطنها متسعًا، إذ أنه يحفر الأنفاق استعدادًا للمعركة القادمة، وأسماء، الفتاة الجميلة في بدايات العشرين من عمرها، والتي يلتقي بها حمزة صدفة فتعجبه، وتقلب حياته رأسًا على عقب، وتنشأ بينهما علاقة حب قوية وجارفة تكلل بالزواج.[١]
وبعد شهر يتم اعتقال حمزة ويزج بالسجن ويحكم عليه بالبقاء هناك لسنوات، فيقرران هو وأسماء أن يهربا نطفة لكي ينجبا رغمًا عن أنف إسرائيل وزنازينها، لأن كلاهما يؤمن أنهما لن ينجبان أطفالًا، بل جنود للمعركة القادمة،[١]
الأسلوب في رواية نطفة
الرواية اتخذت شكل رسالة طويلة تخاطب شخص معين، وهذا الأسلوب هو أسلوب الشرقاوي في الكتابة دائمًا، إذ أن هذه هي نقطة قوته الأدبية، وكان هذا الأسلوب هو سبب شهرته، لكن تكرار الأسلوب ربما يجعل القارئ يشعر أنه يقرأ نفس الرواية السابقة له أو نسخة مقلدة منها، إذ يخيل للقراء هنا أن بعض الجزيئات تشابه رواية للكاتب تسمى نبض، وتتشابه الشخصيات وطريقة حديثهم حتى.[٢]
الحوارفي رواية نطفة
في أول 150 صفحة من الرواية كان الحوار قائم على الكثير من كلمات الحب والغزل، الذي ربما تشعر الكثير بأنها كلمات حب تقليدي بحيث يمكن أن تبعث على الملل، كما أن الحوار بين الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية متشابه، ولم يراعي الكاتب إلى حد ما وجوب تباين اللغة والفهم والتعبير بين الشخصين.[٢]
الحبكة في رواية نطفة
حبكة الرواية يمكن أن تكون خيالية بعض الشيء، كما أن أفكار بطلي الرواية حمزة وأسماء مثالية جدًا، وهذا فوق حدود الواقعية بكثير، وهذا ما يجعل الكاتب يصب أفكاره عن العلاقة المثالية في شخصيات روايته، إذ ظهرت الشخصيات مثالية، دون شتائم، دون تذمر ودون أخطاء بشرية.[٢]
كما أن حمل أسماء رغم سجن حمزة جعل الدكتور سامي يغيظ مأمور السجن بما حدث، وبهذه الطريقة فإن ما قاله كان من المفترض أن يتسبب بمشاكل لبقية السجناء ويتم تغيير شروط الزيارة أو منعها، وبالتالي فإن هذا الأمر لن يمكنه أن يتكرر، لكن الكاتب تجاهل ذلك حين قال أن السجناء الفلسطينيين عزموا على أن يفعلوا ما قام به حمزة وزوجته.
- اللغة والتعبير
اللغة والتعبير في الرواية قوي، إذ يشعر القارئ بأن الرواية كنز لغوي بين يديه، كما أن الحديث عن غزة والتعبيرات التي قالها الكاتب فيما يخص ذلك، أضاف للرواية قيمة أكبر، كما أن الرواية تحتوي على نصوص قوية كثيرة في نقاش الشبهات، والرد عليها بأسلوب سردي طويل.
- الفكرة
فكرة الرواية بالنسبة للكثيرين غير مقنعة إلى حد ما، لا سيما وأن الدافع لحدوث ذلك لم يكن كبيرًا أو ملحًا، فالبطلة عروس جديدة وطالبة ما تزال صغيرة في السن، والبطل لا يقضي حكمًا طويلًا لهذا الحد كحال الأسرى الذين خاضوا هذه التجربة مجبرين.
نبذة عن كاتب رواية نطفة
كاتب رواية نطفة هو أدهم الشرقاوي، كاتب فلسطيني الأصل، ولد ونشأ في لبنان، حاصل على ماجستير في الأدب العربي، وأصدر أولى كتبه عام 2012م بعنوان أحاديث الصباح، ويقوم بالنشر تحت اسم مستعار وهو "قس بن ساعدة".[٣]
ومن أبرز مؤلفاته: عندما التقيت عمر بن الخطاب، خربشات خارجة عن القانون، حديث المساء، عن شيء اسمه، للرجال فقط، حديث الصباح، الأم في أدب غسان كنفاني، ليطمئن قلبي وغيرهم.[٣]
اقتباسات من رواية نطفة
هناك العديد من الاقتباسات التي يمكن أخذها من رواية نطفة، والتي استطاع بها الكاتب التأثير في قلوب القراء، فقد كانت لغة الرواية قوية ومحكمة، ومن أجمل هذه الاقتباسات ما يأتي:[٣]
- هذه حكايتنا يا أسماء، بدأتُ أكتبها وأنا لا أعرف نهاية لها، أول حرف خططته كان في زنزانة، وآخر حرف أخطه الآن في بيتٍ يجمعنا، أنت الآن نائمة على مرمى متر من قلبي، وأمل على ذراعكِ، أنظر إليكما، وقد عرفت الآن فقط ماذا عني درويش حين قال: على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
- سنبقى على هذه الأرض رغمًا عنهم، سنبقى في منامهم كابوسًا وفي يقظتهم غصة.
- إن قيمتنا في هذه الحياة تأتي من قيمة المسؤولية التي نحملها.
- غزة لا يدميها سوط جلادها بقدر ما يدميها صمت إخوتنا، فلطالما كانت غزة كيوسف في إخوته، ذنبه الوحيد أنه كان جميلًا.