قرحة الاثني عشر أسبابها وعلاجها

كتابة:
قرحة الاثني عشر أسبابها وعلاجها

قرحة الاثني عشر

تُعرف قرحة الاثني عشر أو قرحة العفج بأنّها التقرّح الذي يصيب بطانة المنطقة الموجودة في بداية الأمعاء الدقيقة، وتتشكّل القرحة بشكل عام نتيجة للإصابة بالجرثومة الملوية البوابية، وتتضمّن عوامل الخطر الأخرى التي يمكن أن تؤدّي لهذه الحالة أيضًا تناول الأدوية المضادة للالتهاب وتدخين السجائر، ولا يتناسب الألم المرافق للقرحة عادة مع شدّة القرحة، ويعتمد تشخيص القرحة على الصورة الشعاعية البسيطة أو التنظير الهضمي العلوي، أمّا اختلاطاتها فتتضمّن النزيف والانثقاب والانسداد، ويتضمن العلاج عادة استخدام المضادات الحيوية من أجل القضاء على الملوية البوابية، واستبعاد عوامل الخطر، والوقاية من حدوث المضاعفات واردة الحدوث. [١]

أسباب قرحة الاثني عشر

تُعدّ الإصابة بالجرثومة الملوية البوابية H.pylori أشيع أسباب الإصابة بالقرحة العفجية أو القرحة الهضمية، وهذه البكتيريا تقوم بالتأثير على المخاط الذي يحمي المعدة والأمعاء الدقيقة، ممّا يزيد من أذية المخاط المعدي على البطانة الهضمية، وتُقدّر نسبة المصابين بجرثومة الملوية البوابية في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 30% إلى 40%، ومن غير الواضح تمامًا كيف تنتشر هذه البكتيريا، إلّا أنّ الباحثين يعتقدون أنّ معظم حالات العدوى تحصل عبر التعامل مع الماء أو الطعام أو الأواني غير النظيفة، كما أنّ الأشخاص المصابين بهذه البكتيريا يمكن أن ينقلوها بشكل مباشر عبر اللعاب، وكثير من الأشخاص يُصابون بهذه العدوى البكتيرية في سنّ الطفولة، ولكنّ ذلك نادرًا ما يؤدّي للقرحة الهضمية، ومعظم الأشخاص لا يلاحظون الأعراض إلّا بعد التقدّم بالسن، ومن الممكن ألّا تحدث الأعراض بالمطلق. [٢]

ومن الممكن أن تحدث قرحة الاثني عشر أيضًا عند الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الأدوية المضادة للالتهاب اللاستروئيدية NSAIDs، مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، حيث تُعدّ هذه الأدوية ثاني أكبر مسبّبات القرحة الهضمية بعد العدوى بالملوية البوابية، ومن الممكن أن تؤدّي أدوية NSAIDs إلى تخريش وأذية البطانة المعوية والمعدية، ومن الجدير بالذكر أنّ الأسيتامينوفين -أو الباراسيتامول- لا يُعدّ من أدوية NSAIDs، ولذلك يُنصح بتناوله على الغالب عند المصابين بالقرحات الهضمية أو المشاكل الهضمية الأخرى. [٢]

ومن الحالات النادرة ما يُعرف بمتلازمة زولينجر أليسون، وهي من الحالات التي يمكن أن تؤدّي لتطور الأورام السرطانية وغير السرطانية التي تقوم بإنتاج الهرمونات التي بدورها تُحرّض إنتاج كميات كبيرة جدًّا من حمض المعدة، وهذا ما يقود لحدوث القرحات الهضمية والقرحات الاثني عشرية، وغالبًا ما تتشكّل هذه الأورام في البنكرياس والاثني عشر، ولكنّها يمكن أن تحدث في مناطق أخرى ضمن الجسم. [٢]

أعراض قرحة الاثني عشر

تتشابه أعراض قرحة الاثني عشر مع أعراض القرحة المعدية بشكل عام، وتُعدّ الشكوى الرئيسة التي يلاحظها مرضى القرحات الهضمية هي الألم الحارق في منطقة المعدة، كما أنّ القرحات العفجية يمكن أن تودّي أيضًا إلى الألم البطني قبل تناول الطعام ببضعة ساعات، وهذا الألم غالبًا ما يتحسّن بشكل جيد بعد تناول الأدوية أو الأطعمة التي تخفض من الحمض المعدي، ولكن حالما تزول تأثيرات هذه العلاجات، فإنّ الألم عادة ما يعود مجدّدًا، ومن الممكن أن يكون الألم البطني الناجم عن قرحة الاثني عشر أسوأ عندما تكون المعدة فارغة، أي على سبيل المثال بين الوجبات وفي الليل وبداية الصباح، وتتضمّن الأعراض الأخرى للقرحة الهضمية أيضًا ما يأتي: [٣]

  • حرقة الفؤاد أو عسر الهضم.
  • الشعور بالامتلاء حتّى عند كون المعدة فارغة.
  • انتفاخ البطن وإخراج الغازات.
  • الغثيان.

ومن الممكن أن يطوّر مريض القرحة أيضًا عدم تحمّل بعض الأطعمة، فقد توجد بعض الأطعمة التي تزيد من شدّة الأعراض الحاصلة لديه، ومن الأعراض الأقل شيوعًا للقرحة الهضمية ولكنّها أكثر شدّة ما يأتي: [٣]

  • الشعور بخفّة الرأس.
  • فقدان الوزن.
  • وجود دم في البراز.
  • التقيؤ.
  • تقيؤ الدم.
  • صعوبة التنفس.

علاج قرحة الاثني عشر

يعتمد علاج قرحة الاثني عشر بشكل رئيس على الأسباب التي أدّت لحدوثها وعلى شدّة الأعراض المشاهدة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يصف الطبيب مضادات الهستامين H2 أو مثبّطات مضخة البروتون PPIs من أجل تخفيض كمية الحمض المعدي وحماية مخاطية المعدة، أمّا فيما يخصّ الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية، فإنّ الطبيب يصف المضادات الحيوية ومثبّطات مضخة البروتون PPIs وبعض الأدوية الأخرى من أجل القضاء على هذه البكتيريا وتعزيز عملية الشفاء، وتتضمّن الأدوية بشكلٍ عام ما يساعد في حماية الطبقة المخاطية، وعندما يكون سبب القرحة الهضمية تناول الأدوية المضادة للالتهاب اللاستروئيدية NSAIDs، فإنّ المريض غالبًا ما يُنصح بتخفيف أو إيقاف تناول هذه الأدوية، وعندما تكون القرحة نازفة بشكلٍ فعّال، فإنّ الطبيب يستخدم بعض الأدوات الخاصة لإيقاف النزف عبر التنظير الهضمي العلوي. [٢]

وفي حال فشل الأدوية والعلاجات التنظيرية في علاج قرحة الاثني عشر، فإنّ الطبيب يمكن أن يوصي بالإجراءات الجراحية، أمّا في حال وصلت القرحة إلى منطقة عميقة جدًا لدرجة أنّها شكّلت ثقبًا في جدار المعدة أو الاثني عشر، فإنّ ذلك يُعدّ حالة طبية إسعافية، وغالبًا ما تُجرى الجراحة من أجل علاج هذه المشكلة. [٢]

الوقاية من قرحة الاثني عشر

قد لا يستطيع الشخص إزالة كامل عوامل الخطر التي تطوّر القرحة الهضمية أو قرحة الاثني عشر، ولكن هناك بعض الأمور التي يستطيع القيام بها من أجل تخفيف خطر حدوث هذه المشكلة، فمن الأساليب المتّبعة من أجل الوقاية من قرحة الاثني عشر ما يأتي: [٢]

  • تخفيف الكمية المتناولة من أدوية NSAIDs، أو التحويل لأدوية من زمرة دوائية أخرى.
  • عند تناول أدوية NSAIDs، فإنّه يُفضل تناولها مع الوجبات أو الأدوية التي تحمي مخاطية المعدة.
  • الابتعاد عن التدخين، لأنّه يؤخّر من شفاء القرحة ويزيد من خطورة حدوث سرطانات السبيل الهضمي.
  • عند تشخيص المريض بالإصابة بالملوية البوابية، فإنّ عليه تناول جميع المضادات الحيوية كما تمّ وصفها بدقّة، وذلك لأنّ عدم الالتزام بالخطة العلاجية بشكل كامل يمكن أن يُبقي على وجود البكتيريا في الجسم.
  • زيادة النشاط الجسدي بشكلٍ عام، فالقيام بالتمارين الرياضية يحفّز الجهاز المناعي ويساعد في تخفيف حالة الالتهاب في خلايا الجسم.

المراجع

  1. "Medical Definition of Duodenal ulcer", www.medicinenet.com, Retrieved 07-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "What’s the Difference Between Gastric and Duodenal Ulcers?", www.healthline.com, Retrieved 07-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "What are gastric and duodenal ulcers?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 07-12-2019. Edited.
5353 مشاهدة
للأعلى للسفل
×