محتويات
- ١ قصيدة: تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا
- ٢ قصيدة: أبا العوف إن الشول ينفع رسلها
- ٣ قصيدة: باع أباه المستنير وأمه
- ٤ قصيدة: جزيت الطيبات أخًا لقوم
- ٥ قصيدة: إن الذي بعث النبي محمدًا
- ٦ قصيدة: يا عين جودي بدمع هاجه الذكر
- ٧ قصيدة: ليس زمان بالكميتين راجعًا
- ٨ قصيدة: ما أرضى بنصح بني كليب
- ٩ قصيدة: يا تيم ما القارون في شدة القرى
- ١٠ قصيدة: أسرى لخالدة الخيال ولا أرى
- ١١ قصيدة: أمست طهية كالبكار أفزها
- ١٢ قصيدة: أمسى خليطك قد أجد فراقا
- ١٣ قصيدة: لا تحسبي سباسب العراق
- ١٤ قصيدة: ألا حي دار الهاجرية بالزرق
- ١٥ قصيدة: ألا حي الديار وإن تعفت
- ١٦ قصيدة: لعمري لقد أشجى تميمًا وهدها
- ١٧ قصيدة: طرقت لميس وليتها لم تطرق
- ١٨ قصيدة: عفا نهيا حمامة فالجواء
- ١٩ قصيدة: ولقد رحلت إليكم عيدية
- ٢٠ قصيدة: حيوا أمامة واذكروا عهدا مضى
- ٢١ قصيدة: بان الخليط ولو طوعت ما بانا
قصيدة: تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا
تَنعى النُعاةُ أَميرَ المُؤمِنينَ لَنا
- يا خَيرَ مَن حَجَّ بَيتَ اللَهِ وَاِعتَمَرا
حُمِّلتَ أَمرًا عَظيمًا فَاِصطَبَرتَ لَهُ
- وَقُمتَ فيهِ بِأَمرِ اللَهِ يا عُمَرا
فَالشَمسُ كاسِفَةٌ لَيسَت بِطالِعَةٍ
- تَبكي عَلَيكَ نُجومَ اللَيلِ وَالقَمَرا[١]
قصيدة: أبا العوف إن الشول ينفع رسلها
أَبا العَوفِ إِنَّ الشَولَ يَنقَعُ رِسلُها
- وَلَكِن دَمُ الثَأرِ النُمَيرِيِّ أَنقَعُ
تُبَكّي عَلى سَلمى إِذا الحَيُّ أَصعَدوا
- وَتَترُكُ رَيّانَ القَتيلَ المُضَيَّعا
إِذا صُبَّ ما في القَعبِ فَاِعلَم بِأَنَّهُ
- دَمُ الشَيخِ فَاِشرَب مِن دَمِ الشَيخِ أَو دَعا[٢]
قصيدة: باع أباه المستنير وأمه
باعَ أَباهُ المُستَنير وَأُمَّهُ
- بِأَشخابِ عَنزٍ بِئسَ رِبحُ المُبايِعِ
تَعَرَّضتَ لي مِن دونِ بَرزَةَ وَاِبنِها
- أَلُؤمَ اِبنَ لُؤمٍ يا دَعِيَّ البَلاتِعِ
نَهَيتُ بَناتِ المُستَنيرِ عَنِ الرُقى
- وَعَن مَشيِهِنَّ اللَيلَ بَينَ المَزارِعِ
وَما مُستَنيرُ الخُبثِ إِلّا فَراشَةٌ
- هَوَت بَينَ مُؤتَجِّ الحَريقَينِ ساطِعِ[٣]
قصيدة: جزيت الطيبات أخًا لقوم
جُزيتَ الطَيِّباتِ أَخًا لِقَومٍ
- أَخاً يا عُروَ كُنتَ لَهُم جِماعا
وَثَغرٍ قَد شَهِدتَ فَلَم تُضِعهُ
- وَلَولا ما شَهِدتَ لَكانَ ضاعا
وَكَم مِن مَأزِقٍ جَلَّيتَ عَنهُ
- إِذا كانَ الرِجالُ بِهِ رَعاعا
تَخَيَّرَتِ المَنايا يَومَ زارَت
- نَواصِيَنا تُقَمِّعُها اِنقِماعا[٤]
قصيدة: إن الذي بعث النبي محمدًا
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّدًا
- جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجًا
- مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا
- فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيرًا عاجِلًا
- وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً
- لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ[٥]
قصيدة: يا عين جودي بدمع هاجه الذكر
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ
- فَما لِدَمعِكَ بَعدَ اليَومِ مُدَّخَرُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد وارى شَمائِلَهُ
- غَبراءُ مَلحودَةٌ في جولِها زَوَرُ
أَمسى بَنوها وَقَد جَلَّت مُصيبَتُهُم
- مِثلَ النُجومِ هَوى مِن بَينِها القَمَرُ
كانوا شُهودًا فَلَم يَدفَع مَنِيَّتَهُ
- عَبدُ العَزيزِ وَلا رَوحٌ وَلا عُمَرُ
وَخالِدٌ لَو أَرادَ الدَهرُ فِديَتَهُ
- أَغلَوا مُخاطَرَةً لَو يُقبَلُ الخَطَرُ
قَد شَفَّني رَوعَةُ العَبّاسِ مِن فَزَعٍ
- لَمّا أَتاهُ بِدَيرِ القَسطَلِ الخَبَرُ[٦]
قصيدة: ليس زمان بالكميتين راجعًا
لَيسَ زَمانٌ بِالكُمَيتَينِ راجِعًا
- وَلَيسَ إِلى ذاكَ الزَمانِ رُجوعُ
لَيالِيَ لا سَرّي إِلَيهِنَّ شائِعُ
- وَلا أَنتَ لِلمُستَودَعاتِ مُشيعُ
فَلَو أَنجَبَت أُمُّ الفَرَزدَقِ لَم يَعِب
- فَوارِسَنا لا ماتَ وَهوَ جَميعُ
أَلا رُبَّما فَدّى بُكورًا فَوارِسي
- بِأُمّيهِ مَلهوفُ الفُؤادِ مَروعُ
هُوَ النَخبَةُ الخَوّارُ ما دونَ قَلبِهِ
- حِجابٌ وَلا حَولَ الفُؤادِ ضُلوعُ
أَصابَ قَرارَ اللُؤمِ في بَطنِ أُمِّهِ
- وَراضَعَ ثَديَ اللُؤمِ وَهوَ رَضيعُ[٧]
قصيدة: ما أرضى بنصح بني كليب
ما أَرضى بِنُصحِ بَني كُلَيبٍ
- وَما أَنا عَن عَريفِهِمُ بِراضي
وَما أَنسى صَنيعَهُمُ بِحَجرٍ
- وَبِالقَصَباتِ مَحبِسَهُم مَخاضي
وَلَو شاءَ الأَطِبَّةُ أَخبَروني
- بِداءٍ في قُلوبِهِمِ المِراضِ
وَكَم دافَعتُ مِن خَطِلٍ ظَلومٍ
- وَأَشوَسَ في الحُكومَةِ ذي اِعتِراضِ
شَديدٌ مِن وَرائِهِمُ ضَريري
- بَطيءٌ بَعدَ مِرَّتِيَ اِنتِقاضي[٨]
قصيدة: يا تيم ما القارون في شدة القرى
يا تيمُ ما القارونَ في شِدَّةِ القِرى
- بِتَيمٍ وَلا الحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَتَيمٌ تُماشيها الكِلابُ إِذا غَدَوا
- وَلَم تَمشِ تَيمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَتَيمٌ بِأَبوابِ الزُروبِ أَذِلَّةٌ
- وَما تَهتَدي تَيمٌ لِبابِ السُرادِقِ
وَما أَحسَنَ التَيمِيُّ في جاهِلِيَّةٍ
- مُنادَمَةَ الجَبّارِ فَوقَ النَمارِقِ
تَعادى عَلى الثَغرِ المَخوفِ جِيادُنا
- وَتَيمٌ تَحاسى جُنَّحاً في المَعالِقِ
وَما أَنتُمُ يا تَيمُ قَد تَعلَمونَهُ
- بِفُرسانِ غاراتِ الصَباحِ الدَوالِقِ[٩]
قصيدة: أسرى لخالدة الخيال ولا أرى
أَسَرى لِخالِدَةَ الخَيالُ وَلا أَرى
- طَلَلًا أَحَبَّ مِنَ الخَيالِ الطارِقِ
إِنَّ البَلِيَّةَ مَن يُمَلُّ حَديثُهُ
- فَاِنشَح فُؤادَكَ مِن حَديثِ الوامِقِ
أَهواكِ فَوقَ هَوى النُفوسِ وَلَم يَزَل
- مُذ بِنتِ قَلبِيَ كَالجَناحِ الخافِقِ
طَرَباً إِلَيكَ وَلَم تُبالي حاجَتي
- لَيسَ المُكاذِبُ كَالخَليلِ الصادِقِ
هَل رامَ بَعدَ مَحَلِّنا رَوضُ القَطا
- فَرُوَيَّتانِ إِلى غَديرِ الخانِقِ
ما يُقحِمونَ عَلَيَّ مِن مُتَمَرِّدٍ
- إِلّا سَبَقتُ فَنِعمَ قَومُ السابِقِ[١٠]
قصيدة: أمست طهية كالبكار أفزها
أَمسَت طُهَيَّةُ كَالبِكارِ أَفَزَّها
- بَعدَ الكَشيشِ هَديرُ قَرمٍ بازِلِ
يا يَحيَ هَل لِيَ في حَياتِكَ حاجَةٌ
- مِن قَبلِ فاقِرَةٍ وَمَوتٍ عاجِلِ
حَلَّت طُهَيَّةُ مِن سَفاهَةِ رَأيِها
- مِنّي عَلى سَنَنِ المُلِحِّ الوابِلِ
أَطُهَيُّ قَد غَرِقَ الفَرَزدَقُ فَاِعلَموا
- في اليَمِّ ثُمَّ رَمى بِهِ في الساحِلِ
مَن كانَ يَمنَعُ يا طُهَيُّ نِساءَكُم
- أَم مَن يَكُرَّ وَراءَ سَرحِ الجامِلِ
ذاكَ الَّذي وَأَبيكِ تَعرِفُ مالِكٌ
- وَالحَقُّ يَدمَغُ تُرَّهاتِ الباطِلِ
إِنّا تَزيدُ عَلى الحُلومِ حُلومُنا
- فَضلًا وَنَجهَلُ فَوقَ جَهلِ الجاهِلِ[١١]
قصيدة: أمسى خليطك قد أجد فراقا
أَمسى خَليطُكَ قَد أَجَدَّ فِراقا
- هاجَ الحَزينَ وَذَكَّرَ الأَشواقا
هَل تُبصِرانِ ظَعائِنًا بِعُنَيزَةٍ
- أَم هَل تَقولُ لَنا بِهِنَّ لَحاقا
حَثَّ الحُداةُ بِهِم وَراءَ حُمولِهِم
- بُزلاً تَجاسَرُ لَم يَكُنَّ حِقاقا
يا رُبَّ قائِلَةٍ تَقولُ وَقائِلٍ
- أَسُراقَ إِنَّكَ قَد خَزيتَ سُراقا
إِنَّ الَّذينَ عَوَوا عُواءَكَ قَد لَقوا
- مِنّي صَواعِقَ تُخضِعُ الأَعناقا
فَإِذا لَقيتَ مُجَيلِسًا مِن بارِقٍ
- لاقَيتَ أَطبَعَ مَجلِسٍ أَخلاقا
الناقِصينَ إِذا يُعَدُّ حَصاهُمُ
- وَالجامِعينَ مَذَلَّةً وَنِفاقا
وَلَقَد هَمَمتُ بِأَن أُدَمِّرَ بارِقًا
- فَرَقَبتُ فيهِم عَمَّنا إِسحاقا[١٢]
قصيدة: لا تحسبي سباسب العراق
لا تَحسِبي سَباسِبَ العِراقِ
- وَنَغَضانَ القُلُصِ المَناقي
كَأَنَّما يَرقَينَ في مَراقي
- نَومَ الضُحى واضِعَةَ الرِواقِ
هانَ عَلى ذاتِ الحَشا الخَفّاقِ
- ما لَقِيَت نَفسي مِنَ الإِشفاقِ
وَما تُلاقي قَدَمي وَساقي
- مِنَ الحَفا وَعَدَمِ السُواقِ
جارِيَةٌ مِن ساكِني الأَسواقِ
- لَبّاسَةٌ لِلقُمُصِ الرِقاقِ
أَبغَضُ ثَوبَيها إِلَيها الباقي
- تَأكُلُ مِن كيسِ اِمرِئٍ وَرّاقِ
قَد وَثِقَت إِن ماتَ بِالنَفاقِ
- فَهوَ عَلَيها هَيِّنُ الفِراقِ
تَضحَكُ عَن ذي أُشُرٍ بَرّاقِ
- كَالأُقحُوانِ اِهتَزَّ في البِراقِ[١٣]
قصيدة: ألا حي دار الهاجرية بالزرق
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ
- وَأَحبِب بِها دارًا عَلى البُعدِ وَالسُحقِ
سَقَتكِ الغَوادي هَل بِرَبعِكِ قاطِنٌ
- أَمِ الحَيُّ ساروا نَحوَ فَيحانَ فَالعَمقِ
فَقَد كُنتِ إِذ لَيلى تَحُلُّكِ مَرَّةً
- لَنا بِكِ شَوقٌ غَيرُ طَرقٍ وَلا رَنقِ
أَلا قُل لِبَرّادٍ إِذا ما لَقيتَهُ
- وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
أَحَقٌّ بَلاغاتٌ أَتَتني مَشابِهًا
- وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
فَإِيّاكَ لا تَبدُر إِلَيكَ قَصيدَةٌ
- تُغَنّي بِها الرُكبانُ في الغَربِ وَالشَرقِ
فَلَولا أَبو زَيدٍ وَزَيدٌ أَكَلتُمُ
- جَنى ما اِجتَنَيتُم مِن مَريرٍ وَمِن حَذقِ
بَني أَرقَمٍ لا توعِدوني فَإِنَّني
- أَرى لَكُمُ حَقًّا فَلا تَجهَلوا حَقّي
وَرُبّوا الَّذي بَيني وَبَينَ قَديمِكُم
- وَكُفّوا الأَذى عَنّي يَلِن لَكُمُ خُلقي
فَإِنّي لَسَهلٌ لِلصَديقِ مُلاطِفٌ
- وَلِلكاشِحِ العادي شَجًا داخِلَ الحَلقِ[١٤]
قصيدة: ألا حي الديار وإن تعفت
أَلا حَيِّ الدِيارَ وَإِن تَعَفَّت
- وَقَد ذَكَّرنَ عَهدَكَ بِالخَميلِ
وَكَم لَكَ بِالمُجَيمِرِ مِن مَحَلٍّ
- وَبِالعَزّافِ مِن طَلَلٍ مُحيلِ
وَقَد خَلَتِ الطُلولُ مِن آلِ لَيلى
- فَما لَكَ لا تُفيقُ عَنِ الطُلولِ
وَإِن قالَ العَواذِلُ قَد شَجاهُ
- مَحَلُّ الحَيِّ مِن لَبَبِ الأَميلِ
لَقَد شَعَفَ الفُؤادَ غَداةَ رَهبى
- تَفَرُّقُ نِيَّةِ الأَنَسِ الحُلولِ
إِذا رَحَلوا جَزِعتَ وَإِن أَقاموا
- فَما يُجدي المُقامُ على الرَحيلِ
أَخِلّايَ الكِرامُ سِوى سَدوسٍ
- وَما لي في سَدوسٍ مِن خَليلِ
إِذا أَنزَلتَ رَحلَكَ في سَدوسٍ
- فَقَد أُنزِلتَ مَنزِلَةَ الذَليلِ
وَقَد عَلِمَت سَدوسٌ أَنَّ فيها
- مَنارَ اللُؤمِ واضِحَةَ السَبيلِ
فَما أَعطَت سَدوسٌ مِن كَثيرٍ
- وَلا حامَت سَدوسٌ عَن قَليلِ[١٥]
قصيدة: لعمري لقد أشجى تميمًا وهدها
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميمًا وَهَدَّها
- عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ بِنَعشِهِ
- إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ
لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي
- إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ
- وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها
- وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ
فَمَن لِذَوي الأَرحامِ بَعدَ اِبنِ غالِبٍ
- لِجارٍ وَعانٍ في السَلاسِلِ موثَقِ
وَمَن لِيَتيمٍ بَعدَ مَوتِ اِبنِ غالِبٍ
- وَأُمِّ عِيالٍ ساغِبينَ وَدَردَقِ
وَمَن يُطلِقُ الأَسرى وَمَن يَحقُنُ الدِما
- يَداهُ وَيَشفي صَدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وَكَم مِن دَمٍ غالٍ تَحَمَّلَ ثِقلَهُ
- وَكانَ حَمولًا في وَفاءٍ وَمَصدَقِ
وَكَم حِصنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسوقَةٍ
- إِذا ما أَتى أَبوابَهُ لَم تُغَلَّقِ
تَفَتَّحُ أَبوابُ المُلوكِ لِوَجهِهِ
- بِغَيرِ حِجابٍ دونَهُ أَو تَمَلُّقِ
لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوى
- فَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ
فَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةً
- وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي
فَما ماتَ حَتّى لَم يُخَلِّف وَرائَهُ
- بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غَيرَ مُصعَقِ[١٦]
قصيدة: طرقت لميس وليتها لم تطرق
طَرَقَت لَميسُ وَلَيتَها لَم تَطرُقِ
- حَتّى تَفُكَّ حِبالَ عانٍ موثَقِ
حَيَّيتُ دارَكِ بِالسَلامِ تَحِيَّةً
- يَومَ السُلَيَّ فَما لَها لَم تَنطِقِ
وَاِستَنكَرَ الفَتَياتُ شَيبَ المَفرِقِ
- مِن بَعدِ طولِ صَبابَةٍ وَتَشَوُّقِ
قَد كُنتُ أَتبَعُ حَبلَ قائِدَةِ الصِبا
- إِذ لِلشَبابِ بَشاشَةٌ لَم تُخلَقِ
أَقُفَيرَ قَد عَلِمَ الزُبَيرُ وَرَهطُهُ
- أَن لَيسَ حَبلُ مُجاشِعٍ بِالأَوثَقِ
ذُكِرَ البَلاءُ فَلَم يَكُن لِمُجاشِعٍ
- حَملُ اللِواءَ وَلا حُماةُ المَصدَقِ
نَحنُ الحُماةُ بِكُلِّ ثَغرٍ يُتَّقى
- وَبِنا يُفَرَّجُ كُلُّ بابٍ مُغلَقِ
وَبِنا يُدافَعُ كُلُّ أَمرِ عَظيمَةٍ
- لَيسَت كَنَزوِكَ في ثِيابِ الكَرَّقِ
قَد أَنكَرَت شَبَهَ الفَرَزدَقِ مالِكٌ
- وَنَزَلتَ مَنزِلَةَ الذَليلِ المُلصَقِ
حَوضُ الحِمارِ أَبو الفَرَزدَقِ فَاِعلَموا
- عَقَدَ الأَخادِعِ وَاِنشِناجَ المِرفَقِ
شَرُّ الخَليقَةِ مَن عَلِمنا مِنكُمُ
- حَوضُ الحِمارِ وَشَرُّ مَن لَم يُخلَقِ
كَم قَد أُثيرَ عَلَيكُمُ مِن خِزيَةٍ
- لَيسَ الفَرَزدَقُ بَعدَها بِفَرَزدَقِ
ذَكوانُ شَدَّ عَلى ظَعائِنَكُم ضُحًى
- وَسَقى أَباكَ مِنَ الأَمَرِّ الأَعلَقِ[١٧]
قصيدة: عفا نهيا حمامة فالجواء
عَفا نَهيا حَمامَةَ فَالجَواءُ
- لِطولِ تَبايُنٍ جَرَتِ الظِباءُ
فَمِنهُم مَن يَقولُ نَوىً قَذوفٌ
- وَمِنهُم مَن يَقولُ هُوَ الجَلاءُ
أَحِنُّ إِذا نَظَرتُ إِلى سُهَيلٍ
- وَعِندَ اليَأسِ يَنقَطِعُ الرَجاءُ
يَلوحُ كَأَنَّهُ لَهَقٌ شَبوبٌ
- أَشَذَّتهُ عَنِ البَقَرِ الضِراءُ
وَبانوا ثُمَّ قيلَ أَلا تَعَزّى
- وَأَنّى يَومَ واقِصَةَ العَزاءُ
سَنَذكُرُكُم وَلَيسَ إِذا ذُكِرتُم
- بِنا صَبرٌ فَهَل لَكُمُ لِقاءُ
وَكَم قَطَعَ القَرينَةَ مِن قَرينٍ
- إِذا اِختَلَفا وَفي القَرنِ اِلتِواءُ
فَماذا تَنظُرونَ بِها وَفيكُم
- جُسورٌ بِالعَظائِمِ وَاِعتِلاءُ
إِلى عَبدِ العَزيزِ سَمَت عُيونُ ال
- رَعِيَّةِ إِن تُخُيِّرَتِ الرِعاءُ
إِلَيهِ دَعَت دَواعيهِ إِذا ما
- عِمادُ المُلكِ خَرَّت وَالسَماءُ
وَقالَ أولوا الحُكومَةِ مِن قُرَيشٍ
- عَلَينا البَيعُ إِذ بَلَغَ الغَلاءُ
رَأوا عَبدَ العَزيزِ وَلِيَّ عَهدٍ
- وَما ظَلَموا بِذاكَ وَلا أَساؤوا
فَزَحلِفها بِأَزفُلِها إِلَيهِ
- أَميرَ المُؤمِنينَ إِذا تَشاءُ
فَإِنَّ الناسَ قَد مَدّوا إِلَيهِ
- أَكُفَّهُم وَقَد بَرِحَ الخَفاءُ
وَلَو قَد بايَعوكَ وَلِيَّ عَهدٍ
- لَقامَ القِسطُ وَاِعتَدَلَ البِناءُ[١٨]
قصيدة: ولقد رحلت إليكم عيدية
وَلَقَد رَحَلتُ إِلَيكُمُ عيدِيَّةً
- لا يَرعَوينَ إِلى جَنينٍ مُجهَضِ
أَصبَحنَ مِن نَقَوى حَفيرٍ دُلَّحًا
- بِلِوى أُشَيقِرَ جائِلاتِ الأَعرُضِ
وَلَقَد عَلَونَ مِنَ السَماوَةِ مَعلَمًا
- خُلُجًا مَوارِدُهُ بَعيدَ المَركَضِ
وَإِذا الإِدَلَّةُ خاطَروا مَجهولَها
- مَشَقوا لَيالِيَ خِمسِها المُستَوفِضِ
يَسرونَ لَيلَهُم فَلَمّا غَوَّروا
- خَفَقَ الخِباءُ بِمَنزِلٍ لَم يُخفَضِ
جَعَلوا القِسِيَّ مِنَ السَراءِ عِمادَهُ
- وَبِكُلِّ أَبيَضَ في الغِمادِ مُفَضَّضِ
وَإِذا قَرُبنَ خَوامِسًا مِن صَلصَلٍ
- صَبَّحنَ دومَةَ وَالحَصى لَم يَرمَضِ
إِنّي لَمُعتَمِدُ الخَليفَةِ زائِرًا
- وَأَراهُ أَهلَ زِيارَتي وَتَعَرُّضي
لَيسَ البَرِيُّ كَمَن يُمَرَّضُ قَلبُهُ
- فَأَنا المُشايِعُ قَلبُهُ لَم يَمرَضِ
فَوَثِقتُ ما سَلِمَ الخَليفَةُ بِالغِنى
- لَيسَ البُحورُ إِلى الثِمادِ البُرَّضِ
بَحرٌ تَفيضُ لَهُ سِجالٌ بِالنَدى
- وَإِلَيهِ جارِيَةُ البُحورِ الفُيَّضِ
يَجزيكَ رَبُّكَ حُسنَ قَرضِكَ إِنَّهُ
- حَسَنُ المَعونَةِ واسِعُ المُتَقَرَّضِ
وَاللَهُ قَدَّرَ أَن تَكونَ خَليفَةً
- خَيرَ البَرِيَّةِ وَاِرتَضاكَ المُرتَضي
يا اِبنَ الفَوارِعِ وَاِلتَقَت أَعياصُهُ
- لُفّاً بِمُتَّسَعِ البِطاحِ الأَعرَضِ
أَعطاكَ رَبُّكَ مِن جَزيلِ عَطائِهِ
- مُلكًا كُعوبُ قَناتِهِ لَم تُرفَضِ
هَل تَزجُرَنِّيَ أَن أَقولَ لِظالِمٍ
- إِن كُنتَ صاحِبَ خُلَّةٍ فَتَحَمَّضِ
وَإِذا أُمَيَّةُ حُصِّلَت أَنسابُها
- كُنتَ المَجانَ مِنَ الصَريحِ الأَمخَضِ[١٩]
قصيدة: حيوا أمامة واذكروا عهدا مضى
حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهدًا مَضى
- قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا
- لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
أَأُمامُ غَيَّرَني وَأَنتِ غَريرَةٌ
- حاجاتُ ذي أَرَبٍ وَهَمٌّ كَالجَوى
قالَت أُمامَةُ ما لِجَهلِكَ ما لَهُ
- كَيفَ الصَبابَةُ بَعدَ ما ذَهَبَ الصِبا
وَرَأَت أُمامَةُ في العِظامِ تَحَنِّيًا
- بَعدَ استِقامَتِها وَقَصرًا في الخُطا
وَرَأَت بِلِحيَتِهِ خِضابًا راعَها
- وَالوَيلُ لِلفَتَياتِ مِن خَضبِ اللِحى
وَتَقولُ إِنّي قَد لَقيتُ بَلِيَّةً
- مِن مَسحِ عَينِكَ ما يَزالُ بِها قَذى
لَولا اِبنُ عائِشَةَ المُبارَكُ سَيبُهُ
- أَبكى بَنِيَّ وَأُمَّهُم طولُ الطَوى
إِنَّ الرُصافَةَ مَنزِلٌ لِخَليفَةٍ
- جَمَعَ المَكارِمَ وَالعَزائِمَ وَالتُقى
ما كانَ جُرَّبَ عِندَ مَدِّ حِبالِكُم
- ضَعفُ المُتونِ وَلا اِنفِصامٌ في العُرى
ما إِن تَرَكتَ مِنَ البِلادِ مَضِلَّةً
- إِلّا رَفَعتَ بِها مَنارًا لِلهُدى
أُعطيتَ عافِيَةً وَنَصرًا عاجِلًا
- آمينَ ثُمَّ وُقيتَ أَسبابَ الرَدى
أَلحَمدُ لِلّاهِ الَّذي أَعطاكُمُ
- حُسنَ الصَنائِعِ وَالدَسائِعِ وَالعُلى
يا اِبنَ الخَضارِمِ لا يَعيبُ جُباكُمُ
- صِغرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجَبا
لا تَجفُوَنَّ بَني تَميمٍ إِنَّهُم
- تابوا النَصوحَ وَراجَعوا حُسنَ الهُدى
مَن كانَ يَمرَضُ قَلبُهُ مِن ريبَةٍ
- خافوا عِقابَكَ وَاِنتَهى أَهلُ النُهى
وَاِذكُر قَرابَةَ قَومِ بَرَّةَ مِنكُمُ
- فَالرِحمُ طالِبَةٌ وَتَرضى بِالرِضا
سَوَّستَ مُجتَمَعَ الأَباطِحِ كُلِّها
- وَنَزَلتَ مِن جَبَلَي قُرَيشٍ في الذُرى
أَخَذوا وَثائِقَ أَمرِهِم بِعَزائِمٍ
- لِلعالَمينَ وَلا تَرى أَمرًا سُدى
يا اِبنَ الحُماةِ فَما يُرامُ حِماهُمُ
- وَالسابِقينَ بِكُلِّ حَمدٍ يُشتَرى
ما زِلتُ مُعتَصِمًا بِحَبلٍ مِنكُمُ
- مَن حَلَّ نُجوَتَكُم بِأَسبابٍ نَجا[٢٠]
قصيدة: بان الخليط ولو طوعت ما بانا
بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا
- وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا
حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلًا
- بِالدارِ دارًا وَلا الجيرانِ جيرانا
قَد كُنتُ في أَثَرِ الأَظعانِ ذا طَرَبٍ
- مُرَوَّعًا مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا
يا رَبُّ مُكتَإِبٍ لَو قَد نُعيتُ لَهُ
- باكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنعانا
لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا
- أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا
كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ
- يَدعو إِلى اللَهِ إِسرارًا وَإِعلانا
يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ
- بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا
بَلِّغ رَسائِلَ عَنّا خَفَّ مَحمَلُها
- عَلى قَلائِصَ لَم يَحمِلنَ حيرانا
كَيما نَقولُ إِذا بَلَّغتَ حاجَتَنا
- أَنتَ الأَمينُ إِذا مُستَأمَنٌ خانا
تُهدي السَلامَ لِأَهلِ الغَورِ مِن مَلَحٍ
- هَيهاتَ مِن مَلَحٍ بِالغَورِ مُهدانا
أَحبِب إِلَيَّ بِذاكَ الجِزعِ مَنزِلَةً
- بِالطَلحِ طَلحًا وَبِالأَعطانِ أَعطانا
يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
- أَو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا
أَو لَيتَها لَم تُعَلِّقنا عُلاقَتَها
- وَلَم يَكُن داخِلَ الحُبُّ الَّذي كانا
هَلّا تَحَرَّجتِ مِمّا تَفعَلينَ بِنا
- يا أَطيَبَ الناسِ يَومَ الدَجنِ أَردانا
قالَت أَلِمَّ بِنا إِن كُنتَ مُنطَلِقًا
- وَلا إِخالُكَ بَعدَ اليَومِ تَلقانا
يا طَيبَ هَل مِن مَتاعٍ تُمتِعينَ بِهِ
- ضَيفًا لَكُم باكِرًا يا طَيبَ عَجلانا
ما كُنتُ أَوَّلَ مُشتاقٍ أَخا طَرَبٍ
- هاجَت لَهُ غَدَواتُ البَينِ أَحزانا
يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً
- رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا
أَلَستِ أَحسَنَ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ
- يا أَملَحَ الناسِ كُلِّ الناسِ إِنسانا
يَلقى غَريمُكُمُ مِن غَيرِ عُسرَتِكُم
- بِالبَذلِ بُخلًا وَبِالإِحسانِ حِرمانا[٢١]
للاطّلاع على سيرة الشّاعر، ننصحك بقراءة هذا المقال: نبذة عن الشاعر جرير.
المراجع
- ↑ "تنعى النعاة أمير المؤمنين لنا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "أبا العوف إن الشول ينقع رسلها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "باع أباه المستنير وأمه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "جزيت الطيبات أخا لقوم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "إن الذي بعث النبي محمدا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "يا عين جودي بدمع هاجه الذكر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ " ليس زمان بالكميتين راجعاً"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "ما أرضى بنصح بني كليب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "يا تيم ما القارون في شدة القرى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "أسرى لخالدة الخيال ولا أرى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "أمست طهية كالبكار أفزها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "أمسى خليطك قد أجد فراقا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "لا تحسبي سباسب العراق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "ألا حي دار الهاجرية بالزرق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "ألا حي الديار وإن تعفت"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "لعمري لقد أشجى تميما وهدها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ "طرقت لميس وليتها لم تطرق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، ديوان جرير، صفحة 13-14.
- ↑ "ولقد رحلت إليكم عيدية"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.
- ↑ جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي، ديوان جرير، صفحة 9.
- ↑ "بان الخليط ولو طوعت ما بانا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020.