محتويات
قصيدة: خليلي من كعب أعينا أخاكما
قال بشار بن برد في هجاء عبيدالله بن قزعة:[١]
خَليلَيَّ مِن كَعبٍ أَعينا أَخاكُما
- عَلى دَهرِهِ إِنَّ الكَريمَ مُعينُ
وَلا تَبخَلا بُخلَ اِبنِ قَزعَةَ إِنَّهُ
- مَخافَةَ أَن يُرجى نَداهُ حَزينُ
كَأَنَّ عُبَيدَ اللَهِ لَم يَلقَ ماجِداً
- وَلَم يَدرِ أَنَّ المَكرُماتِ تَكونُ
فَقُل لِأَبي يَحيى مَتى تُدرِكُ العُلا
- وَفي كُلِّ مَعروفٍ عَلَيكَ يَمينُ
إِذا جِئتَهُ في حاجَةٍ سَدَّ بابَهُ
- فَلَم تَلقَهُ إِلّا وَأَنتَ كَمينُ.
قصيدة: أعادك طيفها وبما يعود
قال بشار بن برد في هجاء ابن قزعة:[٢]
أَعادَكَ طَيفُها وَبِما يَعودُ
- وَحُبُّ الغانِياتِ جَوىً يَؤودُ
ذَكَرتُ القاطِعاتِ عَلى بِلادٍ
- فَلِلعَينَينِ مِن سَبَلٍ فَريدُ
غَداةَ يَروقُهُ كَفَلٌ نَبيلٌ
- وَعَينٌ في النِقابِ لَها ضَيودُ
وَيَومَ الحِنوِ حِنوِ بَني زِيادٍ
- قَفا نَبَأٌ وَأَعيُنُهُم شُهودُ
يُحَيّي بَعضُنا بَعضاً جِهاراً
- كَأَنّا لا نُكادُ وَلا نَكيدُ
وَمِن بالي وَإِن رَغِموا كَعابٌ
- غَدَت في الخَزِّ أَو كادَت تَميدُ
مُشَهَّرَةُ الجَمالِ بِعارِضَيها
- إِذا سَفَرَت لَها نَظَرٌ جَديدُ
مِنَ الخَفِراتِ لَم تَطلُع بِفُحشٍ
- عَلى جارٍ وَلا بَكَرَت تَرودُ
عَفا أَثَرٌ لِعَبدَةَ كانَ عَفّاً
- وَأَبقى الحُزنُ ما ضَرَبَ الوَريدُ
وَقَد طَفِقَ الوَليدُ يَلومُ فيها
- وَأَيَّ الدَهرِ ساعَفَكَ الوَليدُ
فَمَهلاً لا أَبا لَكَ بَعضَ لَومي
- ضَجِجتَ مِنَ الهَوى وَأَنا العَميدُ
لَقَد تَرَكَ الفُؤادُ لِتِلكَ وُدّاً
- وَسُؤلاً لا يَشيدُ بِهِ مُشيدُ
لَيالِيَ نَلتَقي بِحِمادِ حَوضى
- عَلى لَطَفٍ يُطالِعُهُ الحَسودُ
فَأَصبَحَ عَيشُنا فيها تَوَلّى
- وَهَل لِلعَيشِ في الدُنيا خُلودُ
وَلَمّا قُرِّبَت لِبُكورِ ثَنيٍ
- جِمالُ الحَيِّ فَاِنقَعَرَ العَمودُ
تَصَدَّت تَستَزيدُكَ في هَواها
- عُبَيدَةُ بَعدَما جَهِدَ المَزيدُ
فَيا كَبِدا مِنَ الطَرَبِ المُعَنّى
- إِلَيها إِنَّ أَهوَنَهُ شَديدُ
فَقَدتُ الحُبَّ مِن شَرعٍ لِصادٍ
- فَبِئسَ الوِردُ يَألَفُهُ الوَرودُ
رَأَيتُ الدَهرَ يَشعَبُ كُلَّ إِلفٍ
- وَلا يَبقى لِوَحدَتِهِ الوَحيدُ
قَريبٌ ما مَلَكتَ وَإِن تَراخى
- وَبَيتُ الجارِ مَطلَبُهُ بَعيدُ
بِجَدِّكَ يا اِبنَ قَزعَةَ نِلتَ مالاً
- أَلا إنّ اللِئامَ لَهُم جُدودُ
وَلَو تُعطى بِسَعيِكَ مُتَّ جوعاً
- وَلَم تَظفَر يَداكَ بِما تُريدُ
أَمِن خَوفِ الزِيادَةِ في الهَدايا
- أَقَمتَ دَجاجَةً فيمَن يَزيدُ
كَسَوتُكَ حُلَّةً مِمّا أُسَدّي
- بُروداً لا يُفارِقُها بُرودُ
مَلابِسَ لا تَرِثُّ عَلى اللَيالي
- وَلا تَبلى وَإِن بَلِيَت جُلودُ
جَلَستُ أَحوكُها وَاللَيلُ داجٍ
- مُحَبَّرَةً تُبيدُ وَلا تَبيدُ
يُوَرِّثُها بَنوكَ بَني بَنيهِم
- إِذا هَلِكوا وَمَنشَرُها جَديدُ
كَذاكَ الدَهرُ يُبلي كُلَّ شَيءٍ
- وَلا يَفنى عَلى الدَهرِ القَصيدُ
فَهَل مِن عارِفٍ شُرباً لِصادٍ
- يَنالُ بِجودِهِ ما لا تَجودُ
صَبَبتُ عَلى اِبنِ قَزعَةَ مِن عَذابي
- أَذاةً لا يُسَكِّنُها البَرودُ
عَلى الضُعَفاءِ لَيثٌ حينَ يَسطو
- وَتوعِدُهُ فَيُسهِرُهُ الوَعيدُ
مولَينا عَلى الأُمّاتِ جَلدٌ
- عَلى وَجَلٍ فَدِرهَمُهُ قَيودُ
يَخالُ البُخلَ مُفتَرَضاً عَلَيهِ
- فَيَجمَدُ مِثلَ ما جَمَدَ الحَديدُ
فَأَفرَخَ رَوعُهُ لا أَجتَديهِ
- وَلَكِن سَوفَ يَبلُغُهُ النَشيدُ
لَهُ وَجهٌ يَخِفُّ عَلى المَوالي
- وَكَفٌّ لا يُؤَمِّلُها الوُفودُ
يَقومُ بِهِ القَليلُ إِلى المَخازي
- وَيَخزِلُهُ عَنِ المَجدِ القُعودُ
غَبِيُّ العَينِ عَن طَلَبِ المَعالي
- وَفي السَوآتِ شَيطانٌ مَريدُ
أَبا يَحيى عَلامَ تَكونُ وَغداً
- كَبِرتَ وَفيكَ عَن كَرَمٍ صُدودُ
فَإِن تَكُ ناقِصاً مِن كُلِّ خَيرٍ
- فَما لَكَ في مَساءَتِنا تَزيدُ
سَتَهجُرُكَ الكِرامُ فَبِن ذَميماً
- فَإِنَّكَ لِلِّئامِ أَخٌ وَدودُ.
قصيدة: ظل اليسار على العباس ممدود
قال بشار بن برد في هجاء محمد بن عباس:[٣]
ظِلُّ اليَسارِ عَلى العَبّاسِ مَمدودُ
- وَقَلبُهُ أَبَداً بِالبُخلِ مَعقودُ
إِنَّ الكَريمَ لَتَخفى عَنكَ عُسرَتُهُ
- حَتّى تَراهُ غَنِيّاً وَهوَ مَجهودُ
وَلِلبَخيلِ عَلى أَموالِهِ عِلَلٌ
- زُرقُ العُيونِ عَلَيها أَوجُهٌ سودُ
إِذا تَكَرَّهتَ أَن تُعطي القَليلَ وَلَم
- تَقدِر عَلى سَعَةٍ لَم يَظهَرِ الجودُ
أَورِق بِخَيرٍ تُرَجّى لِلنَوالِ فَما
- تُرجى الثِمارُ إِذا لَم يورِقِ العودُ
بُثَّ النَوالَ وَلا تَمنَعكَ قِلَّتُهُ
- فَكُلُّ ما سَدَّ فَقراً فَهوَ مَحمودُ.
قصيدة: كأن بني سدوس رهط ثور
قال بشار بن برد في هجاء بني سدوس:[٤]
كَأَنَّ بَني سَدوسٍ رَهطِ ثَورٍ
- خَنافِسُ تَحتَ مُنكَسِرِ الجِدارِ
تَحَرِّكُ لِلفَخارِ زُبانَيَيها
- وَفَخرُ الخُنفُساءِ مِنَ الصَغارِ.
قصيدة: أعاذل لا أنام على اقتسار
قال بشار بن برد في هجاء أعرابي:[٥]
أَعاذِلَ لا أَنامُ عَلى اِقتِسارِ
- وَلا أَلقى عَلى مَولىً وَجارِ
سَأُخبِرُ فاخِرَ الأَعرابِ عَنّي
- وَعَنهُ حينَ بارَزَ لِلفَخارِ
أَنا اِبنُ الأَكرَمينَ أَباً وَأُمّاً
- تَنازَعَني المَرازِبُ مِن طُخارِ
نُغاذى الدَرمَكَ المَنفوطَ عِزّاً
- وَنَشرَبُ في اللُجَينِ وَفي النُظارِ
وَنَركَبُ في الفَريدِ إِلى النَدامى
- وَفي الديباجِ لِلحَربِ الحِبارِ
أُسِرتُ وَكَم تَقَدَّمَ مِن أَسيرٍ
- يُزَيِّنُ وَجهُهُ عَقدَ الأَسارِ
كَكَعبٍ أَو كَبِسطامِ بنِ قَيسٍ
- أُصيبا ثُمَّ ما دَنِسا بِعارِ
فَكَيفَ يَنالُني ما لَم يَنَلهُم
- أَعِد نَظَراً فَإِنَّ الحَقَّ عارِ
إِذا اِنقَلَبَ الزَمانُ عَلا بَعَبدٍ
- وَسَفَّلَ بِالبَطاريقِ الكِبارِ
مَلَكناكُم فَغَطَّينا عَلَيكُم
- وَلَم نَنصِبكُمُ غَرَضاً لِزارِ
أَحينَ لَبِستَ بَعدَ العُريِ خَزّاً
- وَنادَمتَ الكِرامَ عَلى العُقارِ
وَنِلتَ مِنَ الشَبارِقِ وَالقَلايا
- وَأُعطيتَ البَنَفسَجَ في الخُمارِ
تُفاخِرُ يا اِبنَ راعِيَةٍ وَراعٍ
- بَني الأَحرارِ حَسبُكَ مِن خَسارِ
لَعَمرُ أَبي لَقَد بُدِّلتَ عَيشاً
- بِعَيشِكَ وَالأُمورُ إِلى مَجارِ
وَكُنتَ إِذا ظَمِئتَ إِلى قَراح
- شَرِكتَ الكَلبَ في ذاكَ الإِطارِ
تُريعُ بِخَطبِهِ كِسَرَ المَوالي
- وَتَرقُصُ لِلعَصيرِ وَلِلسِمارِ
وَتَقضُمُ هامَةَ الجُعَلِ المُصَلّى
- وَلا تُعنى بِدُرّاجِ الدِيارِ
وَتُدلِجُ لِلقَنافِذِ تَدَّريها
- وَيُنسيكَ المَكارِمَ صَيدُ فارِ
وَتَغبِطُ شاوِيَ الحِرباءِ حَتّى
- تَروحَ إِلَيهِ مِن حُبِّ القُتارِ
وَتَرتَعِدُ النُقادَ أَوِ البَكاعا
- مُسارَقَةً وَتَرضى بِالصَغارِ
وَتغدو في الكَراءِ لِنَيلِ زادٍ
- وَلَيسَ بِسَيِّدِ القَومِ المُكاري
وَفَخرُكَ بَينَ يَربوعٍ وَضَبٍّ
- عَلى مِثلي مِنَ الحَدَثِ الكِبارِ
مَقامُكَ بَينَنا دَنَسٌ عَلَينا
- فَلَيتَكَ غائِبٌ في حَرِّ نارِ.
قصيدة: ارفق بعمرو إذا حركت نسبته
قال بشار بن برد في هجاء عمرو بن العلاء:[٦]
اِرفُق بِعَمرٍو إِذا حَرَّكتَ نِسبَتَهُ
- فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ مِن قَواريرِ
ما زالَ في كيرِ حَدّادٍ يُرَدِّدُهُ
- حَتّى بَدا عَرَبِيّاً مُظلِمَ النورِ
إِن جازَ آباؤُهُ الأَنذالُ في مُضَرٍ
- جازَت فُلوسُ بُخارى في الدَنانير
وَاِشدُد يَدَيكَ بِحَمّادٍ أَبي عُمَرٍ
- فَإِنَّهُ نَبَطِيٌّ مِن دَنانيرِ.
المراجع
- ↑ "خليلي من كعب أعينا أخاكما"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.
- ↑ " أعادك طيفهما وبما يعود"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.
- ↑ "ظل اليسار على العباس ممدود"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.
- ↑ "كأن بني سدوس رهط ثور"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.
- ↑ "أعاذل لا أنام على اقتسار"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.
- ↑ " ارفق بعمرو إذا حركت نسبته"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021.