محتويات
- ١ قصيدة: عرفتُ الهوى مذ عرفتُ هواكا
- ٢ قصيدة: ما لي بٌعدٌ بعدَ بُعدك
- ٣ قصيدة: تِه دلالًا فأنت أهلٌ لذاكا
- ٤ قصيدة: عجبتُ منك ومني
- ٥ قصيدة: ما بين مُعترَكِ الأحداق والمُهجِ
- ٦ قصيدة: راحتي في خَلوتي
- ٧ قصيدة: قلبي يحدّثني بأنك متلفي
- ٨ قصيدة: زِدني بفَرط الحبّ فيك تحيّرا
- ٩ قصيدة: نسختُ بحبي آية العشق قبلي
- ١٠ قصيدة: يا سروري ومُنيتي واعتمادي
- ١١ قصيدة: لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي ونَجوائي
قصيدة: عرفتُ الهوى مذ عرفتُ هواكا
قالت الشاعرة رابعة العدوية:[١]
عَرَفْتُ الهَوى مُذْ عرفْتُ هَواكَ
- وأَغْلقتُ قلبي عّمَّن سِواكَ
وَكُنتُ أُناجِيك يا مَن تَرى
- خَفايا اقُلوبِ ولَسْنا نَراكَ
أُحبُّكَ حبّّيْن حبُّ الهَوَى
- وَحُبًّا لِأَنَّك أّهْلٌ لِذاكَ
فَأَمَّا الّذي هوَ حبُّ الهَوى
- فّشُغْلي بِذكْرِكَ عَمَّن سِواكَ
وأمَّا الَّذي أنتَ أهلٌ لَهُ
- فكَشْفكَ للحُجبِ حتَّى أراكَ
فلا الحمدُ في ذَا ولا ذَاك لي
- ولكن لك الحمد في ذا وذاَكَ
أحبُّك حبَّينِ حبُّ الهَوى
- وحبًّا لأنّك أهْلٌ لذاكَ
وأشتاقُ شوقَيْنِ.. شوْق النَّوى
- وشوقًا لقربِ الخُطى من حِماكَ
فأمَّا الَّذي هُو شوقُ النّوى
- فمَسرى الدُّموع لطولِ نواكَ
وأمّا اشتياقي لقربِ الحِمى
- فنارُ حياةٍ خبتْ في ضِياكَ
ولستُ على الشّجْو أشكو الهوى
- رضيتُ بما شئتَ لي في هُداكا
قصيدة: ما لي بٌعدٌ بعدَ بُعدك
قال الشاعر الحلاج:[٢]
فَما لِيَ بَعدَ بُعدِكَ بَعدَما
- تَيَقَّنتُ أَنَّ القُربَ وَالبُعدَ واحِدُ
وَإِنّي وَإِن أُهجِرتُ فَالهَجرُ صاحِبي
- وَكَيفَ يَصِحُّ الهَجرُ وَالحُبُّ واحِدُ
لَكَ الحَمدُ في التَوفيقِ في بَعضِ خالِصٍ
- لِعَبدٍ زَكِيٍّ ما لِغَيرِكَ ساجِدُ
قصيدة: تِه دلالًا فأنت أهلٌ لذاكا
قال الشاعر ابن الفارض:[٣]
تِهْ دَلالًا فأَنْتَ أهْلٌ لِذَاكا
- وتحَكّمْ فالحُسْنُ قد أعطاكا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاض
- فَعَلَيَّ الجَمَالُ قد وَلاّكَا
وتَلافي إن كان فيه ائتلافي
- بكَ عَجّلْ به جُعِلْتُ فِداكا
وبِمَا شِئْتَ في هَواكَ اختَبِرْنِي
- فاختياري ما كان فيِه رِضَاكَا
فعلى كُلّ حالَةٍ أنتَ مِنّي
- بيَ أَوْلى إذ لم أَكنْ لولالكا
وكَفَاني عِزًّا بحُبّكَ ذُلّي
- وخُضوعي ولستُ من أكْفاكا
وإذا ما إليكَ بالوَصْلِ عَزّتْ
- نِسْبَتِي عِزّةً وصَحّ وَلاكا
فاتّهامي بالحبّ حَسْبي وأنّي
- بَيْنَ قومي أُعَدّ مِنْ قَتْلاَكَا
لكَ في الحيّ هالِكٌ بِكَ حيٌّ
- في سبيلِ الهَوَى اسْتَلَذّ الهَلاَكَا
عَبْدُ رِقّ ما رَقّ يومًا لعَتْقٍ
- لَوْ تَخَلّيْتَ عنهُ ما خَلاّكا
بِجَمَالٍ حَجَبْتَهُ بجَلاَلٍ
- هامَ واستَعْذَبَ العذابَ هُناكا
وإذا ما أَمْنُ الرّجا منهُ أدْنا
- كَ فعَنْهُ خَوْفُ الحِجى أَقصاكا
فبِإقْدَام رَغْبَةٍ حينَ يَغْشا
- كَ بإحجامِ رَهبْةٍ يخشاكا
ذابَ فلبي فَأْذَنْ لَهْ يَتَمَنّا
- كَ وفيِه بَقِيّةٌ لِرَجَاكَا
أو مُرِ الغُمْضَ أَنْ يَمُرّ بجَفْنِي
- فكأني بِهِ مُطِيعًا عَصَاكا
فعسى في المَنام يَعْرِضُ لي الوَهْ
- مُ فيوحي سِرًّا إليّ سُراكا
وإذا لم تُنْعِشْ بِرَوْحِ التّمَنّي
- رَمَقِي واقتضى فنائي بَقاكا
وحَمَتْ سُنّةُ الهوَى سِنَةَ الغُمْ
- ضِ جُفُونِي وحَرّمَتْ لُقْياكا
أبْقِ لي مقْلَةً لَعَلّيَ يومًا
- قبل مَوتي أَرَى بها مَنْ رآكا
أينَ مِنّي ما رُمْتُ هيهات بل أي
- نَ لعَيْنِي بالجَفْنِ لثمُ ثَراكا
فبَشيري لو جاء منكَ بعَطْفٍ
- وَوُجُودي في قَبْضَتِي قلتُ هاكا
قد كفى ما جرَى دمًا من جُفُونٍ
- بك قرحَي فهل جرى ما كفاكا
فأَجِرْ من قِلاَكَ فيك مُعَنّىً
- قبلَ أَن يعرفَ الهَوَى يَهواكا
هَبْكَ أنَ اللاّحي نَهاهُ بِجَهْلٍ
- عنك قل لي عن وَصْلِهِ من نَهاكا
وإلى عِشْقِكَ الجَمالُ دعاهُ
- فإلى هجَرِهِ تُرى من دعاكا
أتُرى من أفتَاكَ بالصّدّ عنّي
- ولغَيري بالوُدّ مَن أفتاكا
بانْكِسَاري بِذِلّتي بخُضوعي
- بافْتِقَاري بفَاقَتي بغِناكا
لا تَكِلْنِي إلى قُوَى جَلَدٍ خا
- نَ فإنّي أَصْبَحْتُ من ضُعَفَاكَا
كُنْتَ تجْفُو وكان لي بعضُ صَبْرٍ
- أحسَنَ الله في اصطباري عَزاكا
كم صُدودًا عساكَ ترْحَمُ شكْوا
- يَ ولو باسْتِمَاعِ قولي عساكا
شَنّعَ المُرْجِفونَ عنكَ بِهَجري
- وأشاعُوا أنّي سَلَوْتُ هَواكا
ما بأحشائهِمْ عشِقْتُ فأسلُو
- عنك يوماً دعْ يهجُروا حاشاكا
قصيدة: عجبتُ منك ومني
قال الشاعر الحلاج:[٤]
عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي
- يا مُنيَةَ المُتَمَنّي
أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى
- ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني
وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى
- أَفنَيتَني بِكَ عَنّي
يا نِعمَتي في حَياتي
- وَراحَتي بَعدَ دَفني
ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ
- إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني
يا مَن رِياضُ مَعاني
- هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ
وَإِن تَمَنَّتُ شَيئًا
- فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي
قصيدة: ما بين مُعترَكِ الأحداق والمُهجِ
قال الشاعر ابن الفارض:[٥]
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
- أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
- عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
- شوقًا إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ
وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
- من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ
وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن
- نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ
وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها
- عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي
أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِبًا
- ولم أقُلْ جَزَعًا يا أزمَةُ انفَرجي
أهْفُو إلى كلّ قَلْبٍ بالغرام لهُ
- شُغْلٌ وكُلِّ لسانٍ بالهوى لَهِجِ
وكُلِّ سَمعٍ عن اللاحي به صَمَمٌ
- وكلِّ جَفنٍ إلى الإِغفاء لم يَعُجِ
لا كانَ وَجْدٌ بِه الآماقُ جامدةٌ
- ولا غرامٌ به الأشواقُ لم تَهِجِ
عذّب بما شئتَ غيرَ البُعدِ عنكَ تجدْ
- أوفى محِبّ بما يُرضيكَ مُبْتَهجِ
وخُذْ بقيّةَ ما أبقَيتَ من رمَقٍ
- لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ
مَن لي بإتلاف روحي في هوَى رَشَإٍ
- حُلْوِ الشمائل بالأرواحِ مُمتَزِجِ
مَن ماتَ فيه غَرامًا عاشَ مُرْتَقِيًا
- ما بينَ أهلِ الهوَى في أرفع الدّرَجِ
مُحَجَّبٌ لو سَرى في مِثلِ طُرَّتِهِ
- أغنَتْهُ غُرّتُهُ الغَرّا عن السُّرُجِ
وإن ضَلِلْتُ بلَيْلٍ من ذوائِبهِ
- أهدى لعيني الهدى صُبحٌ من البَلجِ
وإن تنَفّس قال المِسْكُ مُعْترفًا
- لعارفي طِيبِه مِن نَشْرِهِ أَرَجي
أعوامُ إقبالِهِ كاليَّومِ في قِصَرٍ
- ويومُ إعراضِه في الطّول كالحِججِ
فإن نأى سائرًا يا مُهجَتي ارتحلي
- وإن دَنا زائرًا يا مُقلتي ابتهِجي
قُل للّذي لامني فيه وعنّفَني
- دعني وشأني وعُد عن نُصْحك السمِجِ
فاللّوْمُ لؤمٌ ولم يُمْدَحْ بِهِ أحَدٌ
- وهل رأيتَ مُحِبًّا بالغرام هُجي
يا ساكِنَ القلبِ لا تنظُرْ إلى سكَني
- وارْبَحْ فؤادك واحذَرْ فتنةَ الدّعجِ
يا صاحبي وأنا البَرّ الرّؤوفُ وقد
- بذَلْتُ نُصْحِي بذاكَ الحيّ لا تَعُجِ
فيه خَلَعْتُ عِذَاري واطّرَحْتُ بِهِ
- قَبولَ نُسْكيَ والمقبولَ من حِججي
وابيَضّ وجهُ غَرامي في محَبّتِهِ
- واسْوَدّ وجْهُ ملامي فيه بالحُجَجِ
تبارَكَ اللَّهُ ما أحلى شمائلَهُ
- فكمْ أماتَتْ وأحْيَتْ فيه من مُهَجِ
يهوي لذِكْرِ اسمه مَنْ لَجّ في عَذَلِي
- سَمعي وإن كان عَذلي فيه لم يَلِجِ
وأرحَمُ البرْقَ في مَسراهُ مُنْتَسِبًا
- لثَغْرِهِ وهوَ مُسْتَحيٍ من الفلَجِ
تراهُ إن غابَ عنّي كُلُّ جارحةٍ
- في كلّ مَعنى لطيفٍ رائقٍ بَهجِ
في نغْمَةِ العودِ والنّايِ الرّخيم إذا
- تَألّقا بينَ ألحانٍ من الهَزَجِ
وفي مَسَارحِ غِزْلاَنِ الخمائلِ في
- بَرْدِ الأصائلِ والإِصباحِ في البلَجِ
وفي مَساقط أنْداء الغَمامِ على
- بِساط نَوْر من الأَزهارِ مُنْتَسِجِ
وفي مساحِب أذيالِ النّسيم إذا
- أهْدى إليّ سُحَيْراً أطيَبَ الأرَجِ
قصيدة: راحتي في خَلوتي
قالت الشاعرة رابعة العدوية:[٦]
راحتي يا إخوتِي في خُلوتي
- وحبيبي دائمًا في حَضْرتي
لم أجدْ لي عن هواهُ عِوَضًا
- وهَواهُ في البرايا محنَتِي
حيْثُما كنت أشاهدُ حُسْنَه
- فهُو مِحرابي إليه قِبلتِي
إن أمُتْ وَجْداً ومن ثمّ رضًا
- وأعْناني في الوَرَى وشَقْوتِي
يا طبيبَ القلبِ يا كلِّ المُنى
- جِدْ بوصلٍ منك يشفي مُهْجَتي
يا سروري وحياتِي دائمًا
- نشأتِي منك وأيضًا نشوتِي
قد هجرتُ الخَلقَ جَميعًا أرتَجي
- منكَ وصْلًا فهَل أقضِي أُمنيتي!
قصيدة: قلبي يحدّثني بأنك متلفي
قال الشاعر ابن الفارض:[٧]
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
- روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
- لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
- في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
- يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
- ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
- منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
- والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ
- سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ
واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى
- جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ
لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها
- عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ
وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ
- ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ
إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به
- أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي
فالمَطْلُ منكَ لدَيّ إنْ عزّ الوفا
- يحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ مُسْعِفِ
أهْفُو لأنفاسِ النّسِيمِ تَعِلّةً
- ولوَجْه مَن نقَلَتْ شَذَاهُ تشوّفي
فلَعَلّ نارَ جوانحي بهُبُوبِها
- أن تنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي
يا أهلَ وُدّي أنتم أَمَلي ومَن
- نَادَاكُمُ يا أَهْلَ وُدّي قد كُفي
عُودوا لِما كُنْتُم عليه من الوفا
- كَرَمًا فإنّي ذَلِكَ الخِلّ الوَفي
وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ قَسَمًا وفي
- عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِف
لو أَنّ رُوحي في يدي وَوَهَبْتُها
- لمُبَشّري بِقُدُومكمْ لم أُنْصِف
لا تحسَبُوني في الهوى مُتَصَنّعًا
- كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ بغيرِ تكلُّف
أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً
- حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي
وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ
- لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي
ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى
- عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف
أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ
- فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي
قُلْ للعذولِ أطلْتَ لومي طامعًا
- إنَّ الملامَ عن الهوى مُستوقِفي
دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى
- فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَنّف
بَرَحَ الخَفاء بحُبّ مَنْ لَوْ في الدّجى
- سَفَرَ اللّثامَ لقُلْتُ يا بدرُ اختَفِ
وإن اكتفى غَيري بطَيفِ خيالِهِ
- فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي
وَقْفًا عليِه مَحَبتِّي ولِمِحنتي
- بأَقَلّ مِن تَلَفي به لا أشتَفي
وهَواهُ وهْوَ أليّتي وكَفَى بِه
- قَسَمًا أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
لَوْ قالَ تِيهًا قِفْ على جَمْر الغَضا
- لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلًا ولم أتوَقّف
أوْ كان مَنْ يرضى بخدّي موْطِئًا
- لَوَضَعْتُهُ أرْضًا ولم أستنكِف
لا تُنْكِروا شغَفِي بما يرضَى وإن
- هو بالوِصَالِ عليّ لم يتعطّف
غَلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ أمْرَ صَبابتي
- من حيثُ فيه عصَيتُ نهْيَ مُعنّفي
مني لَهُ ذُلّ الخَضُوعِ ومنهُ لي
- عِزّ المَنوعِ وقوّة المستضْعِف
ألِفَ الصّدُودَ ولي فؤادٌ لم يزَلْ
- مُذْ كُنتُ غيرَ وِدَادِهِ لم يألَف
يا ما أُمَيْلَحَ كُلَّ ما يرْضَى بِهِ
- ورُضابُهُ يا ما أحَيْلاَهُ بفي
لو أسمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ
- في وجهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي
أو لو رأهُ عائِدًا أيّوبُ في
- سِنَةِ الكَرَى قدمًا من البلوى شُفي
كُلُّ البُدُورِ إذا تَجَلّى مُقْبِلًا
- تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ أهيَف
إن قُلْتُ عندي فيكَ كُلُّ صَبَابَةٍ
- قالَ المَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو أَهدى السّنا
- للبَدْرِ عند تَمامِهِ لم يُخْسَف
وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ
- يَفنى الزّمانُ وفيه ما لم يُوصف
ولقد صَرَفْتُ لحُبّه كُلّي على
- يَدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ حُسْنَ تصرّفي
فالعينُ تهوى صورةَ الحُسْنِ التي
- روحي بها تَصبو إلى مَغْنىً خَفي
أسْعِدْ أُخَيَّ وغَنني بحديثه
- وانْثُر على سَمْعي حِلاهُ وشَنِّف
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حُسْنِهِ
- معنىً فأتحِفْني بذاكَ وشَرّف
يا أخْتَ سعْدٍ مِن حَبيبي جئتِني
- بِرِسالةٍ أدّيتِها بِتَلَطّف
فسَمِعْتُ ما لم تسمَعِي ونَظَرْتُ ما
- لم تنظُري وعَرَفْتُ ما لم تعرِفي
إنْ زارَ يومًا يا حشايَ تَقَطَّعِي
- كَلَفاً بِه أو سارَ يا عينُ اذرِفي
ما للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ أهوَى مَعي
- إن غابَ عن إنسانِ عيني فهْوَ في
قصيدة: زِدني بفَرط الحبّ فيك تحيّرا
قال الشاعر ابن الفارض:[٨]
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
- وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
- فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
- صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
- صَبًّا فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
- بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
- وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
- سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
- فَغَدَوْتُ معروفًا وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
- وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
- تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
- ورآهُ كان مُهَلِّلًا ومُكَبِّرا
قصيدة: نسختُ بحبي آية العشق قبلي
قال الشاعر ابن الفارض:[٩]
نسخْتُ بِحَبّي آية العِشْقِ من قبلي
- فأهْلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلّ
وكلُّ فَتىً يهوى فإنّي إمَامُهُ
- وإني بَريءٌ من فَتىً سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صفاتُهُ
- ومن لم يُفَقّهه الهوى فهْو في جهل
ومن لم يكنْ في عِزّةِ الحبِّ تائهًا
- بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّل
إذا جادَ أقوامٌ بمالٍ رأيْتَهُمْ
- يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُمْ بِلا بُخل
وإن أودِعوا سِرًا رأيتَ صُدورهم
- قُبوراً لأسرارٍ تُنَزّهُ عن نَقلِ
وإن هُدّدوا بالهَجْرِ ماتوا مَخافَةً
- وإن أوعِدوا بالقَتْلِ حنّوا إلى القتل
لَعَمري هُمُ العُشّاقُ عندي حقيقةً
- على الجِدّ والباقون منهم على الهَزْل
قصيدة: يا سروري ومُنيتي واعتمادي
قالت الشاعرة رابعة العدوية:[١٠]
يا سُروري ومُنيَتي وعِمَادِي
- وَأَنيسي وعدَّتي ومُرادِي
أنتَ روحُ الفؤادِ أنتَ رَجائِي
- أنتَ لِي مُؤْنِسِي وشَوْقُكَ زادِي
كمْ بدَتْ مِنّة وكَمْ لكَ عِندي
- منْ عَطاءٍ ونعمةٍ وأيَادي
حبّك الآن بُغيتِي ونَعيمي
- وجلاء لِعينِ قلبي الصَّادي
قصيدة: لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي ونَجوائي
قال الشاعر الحلاج:[١١]
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
- لَبَّيكَ لَبَّيك يا قَصدي وَمَعنائي
أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل
- نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي
- يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
- يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ
- وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت
- وَجدًا فَصِرتُ رَهينًا تَحتَ أَهوائي
أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني
- طَوعِا وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني
- شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ
- مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم
- يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني
- فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ
- فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي
- عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ
- تَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ
- إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي
ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ
- وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي
يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني
- يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي
قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري
- لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي
إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِبًا
- فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي
لقراءة المزيد من القصائد الصوفية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أجمل أشعار الحلاج.
المراجع
- ↑ " قصيدة عرفت الهوى مذ عرفت هواكا"، بينات، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "فما لي بعد بعدك بعدما"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "ته دلالا فأنت أهل لذاكا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "عجبت منك ومني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "عذب بما شئت"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "قصيدة راحتي في خلوتي"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "قلبي يحدثني بأنك متلفي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "زدني بفرط الحب فيك تحيرا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "نسخت بحبي آية العشق من قبلي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "يا سروري"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "لبيك لبيك يا سري ونجوائي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.