قصة أبو عبيدة بن الجراح

كتابة:
قصة أبو عبيدة بن الجراح

العشرة المبشرون بالجنة

العشرة المبشرون بالجنة هم عشرة من الصحابة، وردت أسماؤهم في حديث نبوي بشرهم به الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّهم من أهل الجنّة، وجاء في الحديث: "أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجنَّةِ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ"[١]، وهؤلاء ليسوا الوحيدين الذين بُشّروا بدخول الجنة؛ ويأتي تاليًا حديث عن قصة أبو عبيدة بن الجراح، ومواقفه في الإسلام.[٢]

قصة أبو عبيدة بن الجراح

هو عامر بن عبد الله بن جراح الفهري القرشي، لقبه أبو عبيدة، ولقّبه النّبي بأمين هذه الأمّة فيما ورد عن أنس بن مالك: "أنَّ وَفدًا مِن أهلِ اليَمَنِ قَدِموا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأرادَ أنْ يَبعَثَ معهم رَجُلًا.. فقال: أبعَثُ معكم أمينَ هذه الأُمَّةِ، فبعَثَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاحِ"[٣]، ولد سنة 40 قبل الهجرة، ومات بطاعون عمواس سنة 18هـ، ويُذكر في قصة أبو عبيدة بن الجراح أنّه أحد السابقين في الإسلام، أسلم على يد الصدّيق، ولزم النّبي في دار الأرقم، وهاجر في الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم التحق بالمسلمين في المدينة، وشهد غزوة بدر وكان ممن ثبتوا مع النبي يوم أحد.[٤]

كما يُذكر في قصة أبو عبيدة بن الجراح أن النّبي أرسله في العام السادس على رأس سريّة ضدّ من يريدون الإغارة على سرح المدينة، وفي العام الثامن قاد أبو عبيدة سرية الخبط، وفيها عانى الصحابة من الجوع لنفاد الزاد حتى أكلوا ورق الخبط، وحين توفي النبي كان مع أبي بكر وعمر حين قدموا إلى سقيفة بني ساعدة ليناقشوا مع الأنصار أمر من يخلف النبي.[٥]

قيادة أبو عبيدة لجيوش الفتح

بعد انتهاء حروب الردة اتخذ الخليفة أبو بكر القرار بفتح الشام والعراق فوجّه إلى جبهة الشام أربعة جيوش قادها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص على أن يقود الجيوش إذا اجتمعت في إحدى المعارك أبو عبيدة، وفي الشام برزت البطولات العظيمة في قصة أبو عبيدة بن الجراح الذي قاد جيوش المسلمين باقتدار، وعندما استقدم أبو بكر خالد بن الوليد من العراق إلى الشام كان أبو عبيدة خير معينٍ لخالد في قيادة جيوش المسلمين التي فتحت بصرى، ثم اجتمعت لقتال الروم في معركة أجنادين، وهزمتهم في معركة كبرى مهّدت لفتح الشام.[٥]

حين توفي أبو بكر الصديق وولي عمر بن الخطاب الخلافة أرسل إلى أبي عبيدة أمر عزل خالد بن الوليد عن إمارة الجند وتوليته قيادة الجيوش في الشام، فأخفى أبو عبيدة الخبر عن خالد، وكانوا في حصار دمشق، فلم يرد أبو عبيدة أن يوهن عزيمة الجند بخبر وفاة الخليفة، وكان شديد الزهد بالإمارة، يعرف مدى قدرة خالد وحنكته في قيادة الجيوش إلى أن شاع الخبر، وعرف به خالد، فعاتب أبا عبيدة لإخفائه الخبر، ولم يسأله عن أمر العزل، بل ظهر زهد خالدٍ بالإمارة أيضًا، واتفقا على طاعة أمر الخليفة بعد الله الذي أكرمهم بالجهاد في سبيله.[٦]

فتحت دمشق وعدّة مدنٍ تحت قيادة أبي عبيدة، ثم حشد الروم جمعًا كبيرًا يريدون استئصال شوكة المسلمين، فاتفق أبو عبيدة مع قادة الجيوش على الانسحاب من المدن المفتوحة والتمركز بالقرب من وادي اليرموك جنوبًا، حيث حقق المسلمون النصر رغم الفارق الكبير بالعدد، وأعادوا فتح دمشق وحمص، وتابعت جيوش أبو عبيدة شمالًا إلى حلب وفتح أنطاكيا بنفسه صلحًا، ثم أرسل الجيوش تباعًا لاسكمال فتح المدن تباعًا، ثم فتحت مدن الساحل الشامي قبل أن يلتحق أبو عبيدة بعمرو بن العاص في حصار القدس التي سلّم أهلها بالنهاية على أن تفتح بيد الخليفة.[٥]

وتنتهي قصة أبو عبيدة بن الجراح في الشام بالقرب من بلدة عمواس في العام 18هـ؛ حيث دبّ الطاعون في جيوش المسلمين المتمركزة فيها، فمات عدد كبير من المقاتلين، وحاول الخليفة استخراج أبا عبيدة، فرفض، وأراد البقاء مع جنده، فأصيب بالمرض، وتوفي ودفن في أغوار الأردن.[٥]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 3747، حديث صحيح.
  2. "العشرة المبشرون بالجنة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12789، حديث صحيح.
  4. "أبو عبيدة بن الجراح"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث "أبو عبيدة بن الجراح"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  6. "عزل خالد بن الوليد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2019. بتصرّف.
3566 مشاهدة
للأعلى للسفل
×