قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب

كتابة:
قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب يبحث عن أويس القرني!

من أي جاء أويس القرني إلى عمر بن الخطّاب؟

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستقبل الوفود الآتيةَ من أهل اليمن، فكان كلّما جاءه نفرٌ منهم سألهم عن رجلٍ اسمه أويس القرني فيقول: "أفيكم أويس بن عامر".[١]


لماذا كان يبحث عمر بن الخطاب عن أويس القرني؟

كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قد سمع من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حديثًّا بشأن هذا التّابعيّ، حيث يقول عمر في الحديث الصّحيح: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ"،[٢] وكان هذا الحديث هو سبب أنّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أراد ملاقاة أويس بن عامر القرني.[٣]


ما الحديث الذي دار بين أويس القرني وعمر بن الخطّاب؟

لمّا وجد عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أويس بن عامر القرنيّ في وفدٍ من الوفود الآتية من اليمن تأكّدَ من صفته التي أخبره بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فسأله عن نسبه، فكان هو النّسبُ الذي أخبره به النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ سأله عن برصٍ كان فيه ثمّ عافاه الله منه إلّا موضعَ درهم، فكان كذلك فعلًا، ثمّ سأله عن والدته فكان هو هو، فلمّا تأكّد من أنّ أويس الذي أمامه هو ذاته أويس الذي أوصى النّبيّ به أخبره بحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي فيه أنّ أويسًا لو أقسم على الله لأبرّه، ثم قال له عمر: "استغفر لي" فاستغفر له.[١]


فسأل عمر -رضي الله عنه- أويسَ عن مُراده، فأجابه بأنّه يريد الكوفة، فأراد عمرُ أن يكتبَ إلى عامله على الكوفة ليُكرم مثوى أويس، فقال أويس: "أكون في غبراء الناس أحب إليّ"، فذهب أويس إلى الكوفة ليسكنها، فلمّا جاء العام المقبل سأل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- رجلُا يطلب الحج من الكوفة عن أويس، فأجابَه أنّ أويسًا يسكن بيتًا رثّ الحال قليل المتاع، فأخبرَ عمرُ الرّجلَ بحديث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أويس، فلمّا عاد الرّجل إلى الكوفةِ ذهب إلى أويس وطلب منه أن يستغفر له وألحّ عليه في ذلك حتّى فعل، ثمّ اشتهر حديث النّبيّ فيه بين النّاس.[١]


العبر المستفادة من قصة أويس القرني مع عمر بن الخطاب

يحسُنُ بالمسلم أن يتّعظَ بقصص السّالفين، ففي كلّ حادثةٍ له عبر وفوائد، ومن ذلك في قصّة أويس:[٤]

  • إدراك أنّ جهلَ النّاسِ لإنسانٍ في الدّنيا لا يعني إلّا جهلهم إيّاه في الدّنيا، فكم من مجهولٍ في الأرض معروفٍ في السّماء.
  • تصحيح رؤيةِ الإنسان المسلم للدنيا، وتعاطيه مع ملذّاتها، فذاك أويسٌ رفضَ ما يراه أهل الدّنيا محمودًا من عطاء السّلطان والقرب من الوالي؛ لأنّه أدركَ حقيقةَ الدّنيا وأنّ الآخرة خير له وأبقى.
  • إظهار حاجة المسلمِ إلى الغفران مهما بلغ عمله وعلمه، وعدم الاتّكال إلى العمل، فذاك عمر بن الخطّاب خليفة المسلمين -رضي الله عنه- يطلبُ من رجلٍ أقلّ منه خدمةً لدين الله أن يستغفر له.

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 621. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:2542 ، حديث صحيح.
  3. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 25. بتصرّف.
  4. محمد الأمين الهرري، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم، صفحة 237. بتصرّف.
6144 مشاهدة
للأعلى للسفل
×