قصة الأسد والثعلب
كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك أسدٌ عُرف بسطوته وسيطرته على الغابة بالقوّة، وكانت جميع حيوانات الغابة تخاف منه وترتعد خوفًا ما إن يمرّ من جانبها، ولأنّ الأسد كان قويًا جدًا لم يكن يجد الصعوبة في اصطياد فرائسه، وكان الأسد في بعض الأحيان يشعر بالكسل، فيفرض على الحيوانات أنت تحضر له الطعام وهو يجلس براحةٍ ودعةٍ في عرينه، بدأت الحيوانات تضيق ذرعًا بسطوة الأسد وقوته، ولكنّ أحدًا منها لم يجرؤ على عصيانِ الأسد.
وفي يومٍ من الأيّام، وبينما الثعلب يسير في الغابة إذْ بصخرة بيضاء كبيرة لفتت نظره اقترب منها وتفحصها، فوجدها تشبه قطعة الشحم الكبيرة، فخطرت في باله فكرة تساعده على التخلص من الأسد، اتجه مباشرة لعرين الأسد وأخذ يحدث نفسه عن الشرك الذي سيوقعه فيه الأسد، ولكن نهايته ستكون وخيمة إن لم تنجح خطته، وما إن وصل لعرين الأسد حتى صرخ من بعيد سيدي ومولاي الأسد، فقال الأسد والثعلب ينتظره في الخارج: من يناديني ويُقلقُ راحتي، فأجابه الثعلب: أنا الثعلب يا مولاي الملك خادمُك المطيع، ابتسمَ الأسد والثعلب يطري عليه ويناديه بهذه الأسماء الفخمة، وقال الأسد للثعلب: وماذا تريد مني في هذا الوقت، قال له يا سيّدي هناك غنيمةٌ كبيرة، وأحببت أن أفاجئك بها.
ذهب الأسد والثعلب لمكانِ تواجد الصخرة ،وفي الطريق سأله الأسد، وقال له: ولكن لماذا أخبرتَني عن الغنيمة ولم تأخذها لنفسك، فأجابه الثعلب لم أقوَ عليها يا سيدي؛ فتقطيعها يحتاج لمخالب وأسنان قوية كمخالب وأسنان الملك، ابتسم الأسد ابتسامةً ملؤها التغطرس والتعجرف وقال للثعلب: وأنت أيها الثعلب الماكر ماذا تبغي من فعلك هذا، فأجابه الثعلب بمكر وخبث: لا أطمع إلّا في رضاك يا سيدي الملك، ثم قال الثعلب: لحظاتٍ قليلة وسنصل للتلّ الذي توجد عليه قطعة الشحم.
وصل الأسد والثعلب لمكان تواجد الصخرة وقال الثعلب للأسد هذه هي قطعة الشحم يا سيدي، نظر الأسد والثعلب يبتعد عنه قليلًا خوفًا من أن يكشف خطته فينقض عليه وقال: حقًا يالها من قطعة شحم كبيرة، التفت الأسد والثعلب يقف بعيدًا عنه وقال له إني راضٍ عنك فهذه غنيمة لذيذة، وانقض الأسد على الصخرة وأنشب مخالبه وأسنانه ولكنه لم يستطع قطعها، فقرر الصعود لأعلى التلة وبذلك يستطيع ن يحضرها ويقطعها، فوجد شقًا في أعلى الصخرة فانقض برأسه ومخالبه على الشق، فحُشِر رأسه داخل الشق وماعاد باستطاعته أن يخلص نفسه، وبدأ بالزئير والصراخ عاليًا.
اقترب الثعلب من الأسد بحذر وقال له: ما بكَ يا سيّدي، فقال له الأسد بغضب: ألا ترى لقد حُشر رأسي وأنا عاجزٌ عن إخراجه، هيّا أيُّها الثعلب ساعدني للخروج من هذه الورطة، اعتذر الثعلب من الأسد وقال له: لا أستطيع إخراجَك ولكن انظرْ ماذا سأفعل بك، زأر الأسد والثعلب يبتعد عنه ليحضر عصا أو غصن شجرة، اقترب الثعلب من الأسد عندما تأكّد من أنه لا يستطيع إفلات نفسه وبدأ بضربه بالعصا والأسد يزأر، فقال له الثعلب: ازأرْ واصرخْ كما تشاء، فكَمْ من الحيوانات صرخت بين مخالبِكَ ولم ترحَمْها!