قصة الأسلام

كتابة:
قصة الأسلام

حول قصة الإسلام

قصة الإسلام قصةٌ بدأت منذ بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي قصةٌ ممتدةٌ بامتداد الدّهر، قائمة على أساس توحيد الله وإفراد العبودية له وحده، وقد نُظِّمت فيها حياة الأفراد والمجتمعات في كافة المجالات، ولعلّ من أبرز المحطّات في قصّة الإسلام ما يأتي:

نزول الوحي وبعثة النبي

كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخلو مع نفسه في غار حراء، فيتعبّد ويتأمل في خلق الله -تعالى-، وبينما هو كذلك إذ نزل عليه الملك جبريل -عليه السلام-، فقال للنبيّ: "اقرأ"، فأوجس النبي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- منه الخيفة وأخبره أنّه أمّي لا يستطيع القراءة، فضمّه جبريل -عليه السلام- ضمّة قوية، وكرّر عليه ذلك الطلب.[١]

إلا أنّ النبي المصطفى كان يكرّر جوابه فيقول: (ما أنا بقارئ)،[٢] وفي المرة الثالثة قال له جبريل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[٣] فكانت هذه طلائع بعثة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان عمره آنذاك أربعين عاماً.[١]

الدعوة النبوية في مكة

نزل الوحي على النبي بآيات كريمة تدعوه إلى البدء بالدعوة إلى الإسلام، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ* وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ* وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)،[٤] وعندها أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس سرّاً في مكة لمدة ثلاث سنين، وقد بدأ بالأقربين، فصدّقه وأسلم على يديه 40 شخصاً،[٥] وكان النبي يعلّمهم أمور دينهم في دار الأرقم.[٦]

ثمّ بعد ذلك نزل قوله -تعالى-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)،[٧] وحينها انتقلت الدعوة من المرحلة السريّة إلى الجهرية، فأخذ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو القبائل والعشائر في مكة، لكنّ قريش تصدّت لدعوته، وآذته هو ومَن آمن معه أذىً شديداً.[٨]

الهجرة إلى المدينة وبناء الدولة

بعد اشتداد الأذى على النبي وأصحابه مدة ثلاث عشرة سنة أذِن له الله -عز وجل- للنبي وأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، وبعد الهجرة أصبح الإسلام ديناً يسنده القوة، وحقٌ له دولة، وكان من الدعائم التي رسّخها النبي في ذلك المجتمع والتي كانت لبنة أساسية لقيام الدولة الإسلامية ما يأتي:

  • بناء المسجد

كان المسجد أوّل ما أسّسه النبي عندما وصل إلى المدينة، ولم يكن مكاناً للصلاة فحسب، بل كانوا يجتمعون فيه ويتلقّون آداب وتشريعات الإسلام، وكانوا يتعلّمون فيه أحكام إسلامهم، وفيه عُقدت الاجتماعات المهمّة في شؤون الدولة، وذابت الفوارق الطبقية والاجتماعية.[٩]

  • المؤاخاة بين المسلمين

حيث آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وصوله للمدينة بين المهاجرين والأنصار، فأصبحوا كالجسد الواحد، وذابت بينهم فروقات اللون والنسب، وصارت حميّتهم للإسلام وحده.

  • وثيقة المدينة

إذ وضع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- معاهدة نظّم فيها العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى.

  • بناء وتنظيم السّوق

إذْ جعل النبيّ نظام السوق قائماً على مبادئ الإسلام وأحكامه، ودعا إلى تحريم الرّبا والغشّ والنجش وغيره من البيوع المحرّمة.

  • إنشاء الجيوش والسرايا

إذ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قائد الجيوش المسلمة، وكان حب الصحابة لدينهم دافعاً لأن يكون كل واحد منهم جندياً يُجاهد في سبيل الله، ويُضحّي بماله وبنفسه في سبيل إعلاء كلمة الدين.[١٠]

انتشار الإسلام خارج حدود الجزيرة العربية

بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- تولّى أمر الإسلام الخلفاء الأربعة؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم-، وفي عهودهم انتشر الإسلام إلى خارج حدود الجزيرة العربية، وشهد العالم توسّع الدعوة الإسلامية بشتى الأساليب والوسائل الدعوية، كما اهتمّ المسلمون بعمارة الأرض، وجمعوا بين الدين والدنيا، فكانت الحضارة الإسلامية خير شاهد على جهود المسلمين العظيمة.

قصة الإسلام مستمرة

ما زالت قصة الإسلام مستمرة إلى بقاء الدهر، ولا أدلّ على ذلك من زيادة أعداد المسلمين في العالم، وتنامي المنتسبين إليه والمعتنقين له، ويشهد على ذلك أيضاً المآذن والقباب التي تزيّن سماء كثير من دول العالم اليوم، وسيبقى هذا الدين بهمّة أتباعه يدعو الناس إلى وحدانية الله، وسيبلغ ما بلغ الليل والنهار، وينشر الفضيلة وثقافة التسامح بين الناس، ويحارب الرّذيلة وينبذ التّطرف والفساد.

المراجع

  1. ^ أ ب راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 6، جزء 4. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
  3. سورة العلق، آية:1-5
  4. سورة المدثر، آية:1-7
  5. جامعة إفريقيا العالمية/ المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية، تنزيل مقاصد الشرع وتعميق محبة الرسول، صفحة 13-14. بتصرّف.
  6. فريد الأنصاري، كتاب الأمة، صفحة 79. بتصرّف.
  7. سورة الشعراء، آية:214
  8. جامعة إفريقيا العالمية، تنزيل مقاصد الشرع وتعميق محبة الرسول، صفحة 14-15. بتصرّف.
  9. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 167-168. بتصرّف.
  10. أ.د. راغب السرجاني، "الجيش وتطوره في النظام الإسلامي"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 4/7/2022. بتصرّف.
4078 مشاهدة
للأعلى للسفل
×