قصة الأميرة الصغيرة سالي

كتابة:
قصة الأميرة الصغيرة سالي

قصة الأميرة الصغيرة سالي

تدور قصة الأميرة الصغيرة سالي حول طفلة جميلة تبلغُ من العمر عشرَ سنوات، وتعيش مع أبيها وأمّها حياةً مليئة بالحب والأمان في إحدى مناطق الهند، كان والداها ينعمان بالصحة والعافية إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أصيبت فيه والدتها بأحد الأمراض الخطيرة، وبدأت حالتها تزداد سوءًا يومًا بعد يومًا إلى أن توفيت بعد فترة قصيرة، حزنت سالي على أمها حزنًا شديدًا، كما حزن والدها على فقدان زوجته لينتقل مع ابنته للعيش في مدينة لندن بعيدًا عن أجواء الهند التي تربطهما بأم سالي، وبعد أن وصلا إلى مدينة لندن بدأ والدها العملَ طيلة الوقت وخاف على سالي من أن تُترك وحيدة في المنزل أو أن يفوتها تعليمها فقرر إلحاقها بإحدى المدارس الداخلية، وبسبب انشغال والدها في العمل لم يتمكن من رؤية طفلته الصغيرة إلا في أيام الإجازات.

ومرَّتْ الأيام واضطرّ والدها إلى مغادرة لندن عائدًا إلى الهند لإكمال العمل مع صديق له هناك، حيث كان والدها يعمل تاجرًا لمنجم من الألماس، وكان يحظى بثروة مالية طائلة، ولذلك فإن مديرة المدرسة الداخلية التي كانت تدرس فيها سالي كانت تعامل سالي معاملة خاصة، وكانت تدعى الآنسة منشن، وقد حاولت سالي أن تخفف عن نفسها غربتها عن الهند وبُعدها عن والدها من خلال إقامة بعض الصداقات من البيئة المحيطة بها في المدرسة، ومن أهم صديقاتها في ذلك الوقت لوتي وآرمنغارد، بالإضافة إلى خادمتها بيكي وبيتر سائق العربة الخاصة بها، وكانت سالي في ذلك الوقت مميزة عن بقية طالبات المدرسة من ناحية المظهر الخارجي، فقد كانت ترتدي أجمل الثياب التي كان يرسلها لها والدها من الهند، وهذا الأمر جعل بعض الفتيات في المدرسة الداخلية يحسدونها على ما هي عليه من يسر الحال والثراء، وكان أهمهنّ فتاة تُدعى لافينيا التي كانت تمثل بؤرة الشر في قصة الأميرة الصغيرة.

وفي أحد الأيّام وفي ظل وجود والدها في الهند بعيدًا عن إقامتها في مدرستها الداخلية في لندن أُصيب والدها بمرض خطير وأدى ذلك إلى وفاته على الفور، وهذا الأمر أدى إلى انقلاب حالها، فبالرغم من حزنها الشديد على فقدان والدها إلا أن الآنسة منشن لم تكن لطيفة معها، وبوفاة والد سالي فقدت الطفلة السبب الذي كانت من أجله الآنسة منشن تحنو عليها وتهتم بها، وأثر ذلك على قصة الأميرة الصغيرة بشكل مباشر، حيث تطوّر الأمر إلى الحد الذي طلبت الآنسة منشن من سالي أن تعمل خادمة في المدرسة وتعيش حياة الفقراء حتى تستطيع تأمين بعض المال لتكون قادرة على المضي قدُمًا في هذه الحياة، وتجمّع حولها الأصدقاء الطيبون الذين أحبّوها لطيبتها وعفويتها، وفي الوقت نفسه ظهر بعض الأشخاص الذين سَعَوْا إلى إيذاء سالي، ونعتوها ببعض الصفات التي أظهروا من خلالها الشماتة بها بعد أن تغير حالها.

ظلّت سالت على هذه الحالة خادمة في المدرسة الداخلية التي كانت تدرس فيها إلى أن حدث الأمر الذي غيّر مجرى حياتها إلى الأبد، حيث وصلت قصة الأميرة الصغيرة إلى أحد أصدقاء والدها القدامى الذي كان يبحث عنها في كل مكان لتكون الوريثة الوحيدة لأكبر مناجم الألماس في الهند، وهكذا عادت سالي إلى ما كانت عليه قبل وفاة والدها من نعيم، واستغلت المال الذي أصبح ملكًا لها في مساعدة الفقراء وقضاء حاجاتهم والوقوف إلى جانب المحتاجين، وعاشت حياةً مليئة بالراحة والأمان.

والعبر المستفادة من قصة الأميرة الصغيرة سالي أنّ الدنيا لا تدومُ على حال، فقد يمسى الإنسان فقيرًا ويصبح غنيًا، وقد يمسى غنيًا ويصبح فقيرًا، وأن الأصدقاء الأنقياء لا يفرقهم المال، فمهما تغيرت ظروفهم وأحوالهم المادية فإن هذا لا يؤثر على علاقتهم بمن يحبون، وأنّ الحسد والشر يعود على صاحبه بالضرر، كما نتعلم من قصة الأميرة الصغيرة سالي أن الإنسان في هذه الحياة يجب عليه أن يحاول الوقوف في وجه العقبات والصعوبات مهما كانت قاسية، فلا بدّ من أنْ يأتي ذلك اليوم الذي تبتسمُ فيه الحياة لنا.

3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×