قصة البطة السوداء

كتابة:
قصة البطة السوداء

وضع البطة البيضاء لأربعة بيضات

كانت في يوم من الأيام بطّة بيضاء كبيرة وجميلة وذات ريش ناعم، وكانت تلك البطة تعيش في مكان جميل بالقرب من بحيرة صافية وكبيرة، وكانت لها أمنية وحيدة ترغب أن تتحقق، وهي أن يكون لديها فراخ صغار من البط حتى لا تبقى في ذلك المكان حزينة ووحيدة، وبعد فترة قرّرت أن تضع أربع بيضات حتى تفقس وتخرج منها الفراخ الصغيرة.


وبعد أن وضعت البيضات بدأت بالاعتناء والاهتمام بها، مرَّت عدّة أيام على هذه الحال حتى لاحظت البطة الكبيرة أنَّ قشور البيضات الأربع التي تعتني بها بدأت بالتشقق شيئًا فشيئًا، وبدأت الفراخ تنقر القشر حتى تخرج من البيضات.


ظهور الفرخ غريب الشكل

بعد أن فقست البيضات خرج من كل بيضة من البيضات الأربع فرخ من البط جميل وصغير، وقد لاحظت البطة الأم أنَّ البيضة الأخيرة منها قد خرج منها فرخٌ مختلف عن بقية الفراخ ولونه غريب ومختلف أيضًا، فقد كان لونه أسود بخلاف لونها ولون الفراخ الثلاث، فقد كانت جميعها بلون أبيض جميل، ولكن البطة الأم لم تكترث لهذا الأمر واعتنت بهذا الفرخ أيضًا واعتبرته أحد أبنائها الصغار.


وبعد أن كبرت الفراخ قليلًا أخذت البطة الأم فراخها وتوجّهت بهم إلى البحيرة من أجل أن تُعلّمهم السباحة والغوص والعوم فيها، وبدأت الفراخ تلعب بالماء وهي فرحة كثيرًا، وقد علمتهم البطة الأم طريقة العوم فوق الماء.


شعور البطة السوداء بالوحدة

فرحَت جميع الفراخ باللعب بالماء، ولكنَّ البطة الصغيرة المختلفة في اللون لم تفرح كثيرًا مثل البقية، فقد كانت تشعر أنها مختلفة وغريبة عنهم لأنّها لم تتعلم طريقة العوم في الماء، وكانت البطات الثلاث تستهزأ بها وتسخر منها، وأطلقت عليها اسم "البطة السوداء" بسبب لونها.


خرجت البطة السوداء من البحيرة وهي حزينة وتعيسة، وابتعدت عن أخواتها البطات ذات اللون الأبيض، فجلست وحيدة وحزينة لأنها لم تكن تعرف أحدًا غيرهم ولا تعرف إلى أين سوف تذهب، وفي ذلك الوقت مرَّت بالقرب منها مجموعة من الفراخ مع أمهم، فسألها أحد الفراخ عن سبب حزنها فأخبرته أنّها لا تعرف العوم.


تعلُّم البطة الغوص

حاول الفرخ الصغير أن يُعلّم البطة السوداء العوم ولكنّها لم تستطع أن تتعلّم ذلك، فخرجا من البحرة ولعبا معًا، بعد ذلك ذهبت البطة السوداء وجلست على تلّة مُرتفعة وشاهدت في ذلك الوقت طائرًا كبيرًا يحوم فوقها وكأنّه يُريد أن ينقضَ عليها، فخافَت وحرّكت جناحيها وطارت إلى شجرة قريبة لتختبئ بين الأغصان.


وأدركت أنّها تستطيع الطيران وأنّها ليست مثل بقية البط، وشاهد في عشٍّ فوق الشجرة بعض الفراخ التي تشبهها، وجاءت أمِّ الفراخ التي تشبهها وضمَّتها إلى أبنائها وعطفت عليها لأنّها تُشبه فراخها الصغار، وعاشت سعيدة عندما أدركت أنها لم تكن بطة سوداء.


إنَّ لكلّ شخص صفاته الخاصّة التي يتميَّز بها عن بقية الأفراد، وليس بالضرورة أن يُشبه الآخرين، وهذا ما يجعله فريدًا ومميزًا في هذه الحياة.

4718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×