قصة الثعلب والديك

كتابة:
قصة الثعلب والديك

قصة الثعلب والديك

انتهى اللَّيل، وعلا صوت الدِّيك مُعلِنًا طلوعَ الفجر، بدأت أشعّةُ الشمس تتسلّل بين أغصان الأشجار لِتوقظَ الحيواناتِ جميعهم، استيقظ الثَّعلب وقد أحسَّ قرقرةً في معدته تنذره بجوعٍ مفاجئ، أمسَكَ معدته، وبدأ عقله يدور، ويفكِّر كيف سيستطيع تأمين طعامه أيضًا لهذا اليوم، وأصبح يتلمَّس شفاهه بلسانه الطويل، ولعابه يسيل من أطراف شفتَيْه، وعقله يحاول أن ينسج خدعةً ماكرةً ليسدَّ بها رمقه، وسرعان ما لمعت في عقله فكرةٌ ذكيَّةٌ، وأراد أن يعيد المناورة المعهودة في الحرب بين الثعلب والديك، فهبَّ راكضًا إلى الدِّيك الذي يقف على خشبته العالية كالفارس على فرسه رافعًا رأسه ذا طلَّة جميلةٍ بهيَّة، ودار الحوار الآتي.

الثَّعلب: عِمتَ صباحًا يا عزيزي الدِّيك، نظر الدِّيك إلى الثًّعلب، فأحسّ منه برائحة مكرٍ، وخداع، ولكنَّه لم يجد بدًّا من ردِّ التَّحية. الدِّيك: أهلًا وسهلًا أيها الثّعلب، قال الثَّعلب: ألم يصلْك بعد ذاك الخبر يا صديقي؟ لقد ضجّت به أرجاء المملكة جميعها كيف لم تسمع به حتّى الآن؟ لقد أعلن ملك الغابة عن صلح عام بين الثعلب والديك، وقد أقيم بمناسبة هذا القرار حفلةٌ عظيمةٌ في الغابة يحضرها وزراء الملك وحاشيته والطُّيور والثَّعالب وجميع الحيوانات فرحة بانتهاء هذا الحرب القديم، فهيّا بنا أيها الدِّيك الجميل ولننهي هذاء العداء، انزل عن خشبتك ودعنا نذهب إلى هذا الحفل معًا ونحن نمسك أيدينا بأيدي بعضنا وندخل إلى الحفل مبتسمين، فهذا سيفرح مولانا الملك كثيرًا، وبدأت عينا الثَّعلب باللمعان وهو ينظر إلى هذا الدّيك المسكين.

لكنَّ الدِّيك أيضًا لم يكن بهذا الغباء لتنطلي عليه حيلةٌ مثل هذه، فأراد أن يلقن الثَّعلب درسًا لن ينساه، صمت برهةً، وقال له: ما أروع حظك أيها الثَّعلب، فقد جاء قرار الملك في حينه، انظر هناك فها هي كلاب الصيد آتية إلى هنا سنذهب الآن معًا إلى هذا الحفل الرّائع أنا وأنت وكلاب الصَّيد، ما إن سمع الثّعلب باسم كلاب الصَّيد حتى فرَّ راكضًا، وهو يصرخ كلاب الصَّيد يا وَيْلي، ويلٌ لي من أنيابِها الحادّة ومخالبها الشَّرسة، صرخ الديك للثعلب وهو يقول له: ويحك يا صديقي ألا تريد أن نذهب إلى الحفل معًا، ردَّ الثعلب عليه: لا لا فمعدتي تؤلمني وقد نصحني الطّبيب بملازمة الفراش حتّى لا تزيد حالي سوءًا، بدأ الدِّيك بالضَّحك حتّى انقلب على ظهره وبعد ذلك لم يعد يَرى أثرًا للثَّعلب خوفًا من كلاب الصَّيد.

6773 مشاهدة
للأعلى للسفل
×