قصة الحجاج بن يوسف الثقفي مع هند بنت المهلب

كتابة:
قصة الحجاج بن يوسف الثقفي مع هند بنت المهلب


الحجاج وهند قبل الزواج

اقتُرح على الحجاج بن يوسف الثقفي عندما كان واليًا على العراق بأن يتزوج من أهلها؛ لتوثيق العلاقات معهم، فتقدم لخطبة هند بنت المهلب التي عُرفت بالذكاء والعلم، لكنها ترددت لعدم معرفتها به، فقدم لها مهرًا يبلغ 200 ألف دينار عربي كمؤخر عندما تأخرت بالرد، فوافقت.[١]


الحجاج وهند بعد الزواج

شعرت هند بنت المهلب أنّها لم تحسن الاختيار بعد زواجها من الحجاج بن يوسف الثقفي، وذلك لأنّه شديد، كما أنّها لم تحمل منه طوال مدة سنة من الزواج، ويُذكر أن الحجاج أخذ هند إلى إحدى الطبيبات، فسألت: من تكون؟ فأجابتها هند بأبيات شعرية:[١]

وما هند إلا مهرة عربية

سليلة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت فحلا فلله درها

وإن ولدت بغلا فجاء به البغل


سمع الحجاج الأبيات الشعرية، فغضب منها، وأرسل إليها مؤخرها الذي يبلغ 200 ألف دينار مع أحد أفراد حاشيته، وقد طلقها بقوله: "كُنتِ فَبنتِ، وهذا مالُكِ"، ثم قدمت هند الشكر له بقول: "كُنا فمَا حَمدنا، وبنَّا فما نَدمنا"، ثم قدمت هند مؤخرها إلى الرجل الذي أرسله الحجاج؛ لأنّها استطاعت التخلص منه.[٢]


قيل بأنّ الحجاج طلق بنت المهلب بعد أنّ عزل أخاه عن خراسان وقام بسجنه، فحزنت عليه، كما قيل إنّ الحجاج رأى بأن عينيه قلقتان، فطلق كل من هند بن المهلب، وهند بنت أسماء بن خارجة عندما فسر تلك الرؤية،[٣] ثم جاءه خبر وفاة ابنه محمد وأخيه محمد، فكان هذا تفسير حلمه على أرض الواقع، ثم طلب بأن يُقال بهذه الحادثة شعرًا،[٤] فقال الفرزدق:[٥]

إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها

:::لِلناسِ فِقدُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ

مَلَكَينِ قَد خَلَتِ المَنابِرِ مِنهُما

:::أَخَذَ المَنونُ عَلَيهِما بِالمِرصَدِ


الحجاج وهند بعد الطلاق

أُعجب عبد الملك بن مروان بهند بنت المهلب؛ بسبب ذكائها وجمالها، وقد وافقت على الزواج به انتقامًا من الحجاج، حيث اشترطت أنْ يقود الحجاج بن يوسف الثقفي الهودج الذي ستنتقل بواسطته إلى دمشق، ففعل ذلك بأمر من عبد الملك بن مروان، وعندما وصلوا إلى دمشق رمت على الأرض دينارًا، فقالت: "لقد سقط مني درهم ابحثوا عنه".[٦]


فلم يعثر الحجاج على الدرهم، لكنه عثر على الدينار، حيث قصدت أنّ الله عوضها عن الدرهم (الحجاج) دينارًا (عبدالملك)، ففهم الحجاج قصدها، ثم قال لها:[٦]

فإن تضحكي مني فيا طول ليلى

تركتك فيها كالقبى تبكين


فأجابته:[٧]

فالمال مكتسب والعز مرتجع

إذا النفوس وقاها الله من عطب

المراجع

  1. ^ أ ب منصور عبد الحكيم، الحجاج بن يوسف الثقفي، صفحة 436. بتصرّف.
  2. منصور عبد الحكيم، الحجاج بن يوسف الثقفي، صفحة 437. بتصرّف.
  3. منصور عبد الحكيم، الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية بني أمية، صفحة 433. بتصرّف.
  4. الحسيني معدي، الحجاج بن يوسف الثقفي: طاغية العرب، صفحة 214. بتصرّف.
  5. "إن الرزية لا رزية مثلها"، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2022.
  6. ^ أ ب منصور عبد الحكيم، الحجاج بن يوسف الثقفي، صفحة 437-438. بتصرّف.
  7. ابراهيم شمس الدين، قصص العرب، صفحة 290. بتصرّف.
6240 مشاهدة
للأعلى للسفل
×