قصة الصحابي جليبيب

كتابة:
قصة الصحابي جليبيب


قصة الصحابي جليبيب 

حب النبي له

روى ثابت البُناني عن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- أنّ صحابي يقال له جُليبيب كان وجهه دميماً، جاء إلى رسول الله فعرض عليه رسول الله أن يزوّجه، فوصف نفسه لرسول الله فقال عن نفسه أنّه كاسد، فردّ عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (غيرَ أنَّكَ عند اللهِ ليس بكاسِدٍ).[١][٢]



قصة زواجه 

كان جليبيب -رضيَ الله عنه- معدوم الحال، يلبس الملابس الرثّة، حافي القدمين، يعاني الجوع، المسجد منزله، والأرض فراشه، يده تحت رأسه هي وسادته، لا جاه له ولا نسب ولا عشيرة، دائم الذكر لربّه، يصلي في الصفّ الأول في المسجد.[٣]

وتراه يقف في الصف الأول للجهاد، مرّ ذات يوم برسول الله، فناداه قائلاً: يا جليبيب ألا تتزوج، فردّ: يا رسول الله ومن يزوجني ولا مال ولا جاه؟، ثمّ مرّ به ثانية وثالثة فقال له مثل الأولى، وفي كلّ مرةٍ يردّ عليه كالمرة الأولى.[٣]


وأمره رسول الله أن يتوجّه إلى بيت رجلٍ من شرفاء الأنصار ويُقرأه من رسول الله السّلام، ويخبره أنّ رسول الله يأمره بأن يزوّجه ابنته، ففعل جليبيب وذهب إلى بيت الرجل، وطرق عليه الباب وأخبره بما جاء به، فقال الرجل: وعلى رسول الله السّلام، وكيف أزوجك ابنتي يا جليبيب ولا جاه لك ولا نسب؟.[٤]

وسمعت زوجته بالأمر وتعجّبت ممّا تعجّب منه زوجها، لكنّ الفتاة لمّا علمت بذلك قالت لأبويها: أتردّان طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لا والذي نفسي بيده، فوافقت على الزواج منه وتمّ الأمر، وقامت هذه الأسرة على أساس تقوى الله ورضوانه.[٤]



قصة استشهاده

بعدما تزوّج جليبيب بابنة الرجل الأنصاري الذي أمره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يزوّجه إياه وأسس بيته وأسرته، أمر رسول الله أصحابه بالخروج إلى الجهاد، فكان جليبيب من أوائل الذين استجابوا لنداء رسول الله فخرج إلى الجهاد يقاتل ببسالة.[٤]

وقتل جليبيب سبعة من الكفار في أرض المعركة، ثمّ قُتل في أرض المعركة، فكان شهيداً في سبيل الله، انتقل إلى رحمات ربّه راضياً عن الله -عزّ وجل- وعن رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وعن المبدأ الذي عاش في سبيله وأقام حياته عليه.[٤]



ثمّ بدأ رسول الله يتفقّد الذين قُتلوا في أرض المعركة، وكلّما علم الصحابة بأحد أخبروا رسول الله به، لكنّهم نسوا أن يتفقّدوا جُليبيب إلّا بعدما سأل عنه رسول الله قائلاً: إنّي أفقد جليبيباً، وقام ليبحث عنه فوجده قد تغطّى بالتراب، فكشف عن وجهه وقال: (قتلت سبعة ثمّ قُتلت؟ أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك).[٥][٦]

وقد كان جُليبيب ممّن دخل في قول الله -تعالى- في سورة آل عمران: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٧][٦]








المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:386، صحيح .
  2. بشار معروف، أبو المعاطي النوري، محمد المسلمي وآخرون (2013)، المسند المصنف المعلل (الطبعة 1)، بيروت :دار الغرب الإسلامي، صفحة 466، جزء 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عائض القرني ، لا تحزن، الرياض :مكتبة العبيكان، صفحة 432-433. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث عائض القرني ، لا تحزن، الرياض:مكتبة العبيكان، صفحة 433. بتصرّف.
  5. أحمد الساعاتي، كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صفحة 417. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عائض القرني ، لا تحزن، الرياض :مكتبة العبيكان، صفحة 433-434. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران ، آية:170
5982 مشاهدة
للأعلى للسفل
×