محتويات
من هو والد النبي إسحاق؟
وُلد النبي إسحاق -عليه السلام- في بيت نبوّة؛ فوالده هو نبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام، الذي كَلّفه الله - تعالى- بالنبوّة، وإقامة شرعه وأوامره في الأرض، وهو من أُولي العزم الخمسة من الرسل، وهو الذي وقف في وجه قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، فقد حارب أكثر ملوك الأرض جبروتًا وظُلمًا.[١]
ومنه تناسل الأنبياء والرسل -عليهم السلام-؛ لذلك فهو يُكنَّى بأبي الأنبياء، ونبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام- هو جَدُّ الرسول الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي هو من نسل ابنه الآخر إسماعيل أخي إسحاق -عليهم السلام.[٢]
كيف بشّر الله إبراهيم بإسحاق؟
جاءت الملائكة إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وما إن سلّموا عليه ودخلوا بيته، حتى أتاهم بالطعامٍ؛ ضيافةً لهم، وقد جاء ذلك في كتاب الله -تعالى- حيث قال -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ).،[٣]
فلمّا قَدّم إليهم الطعام لم يقتربوا منه، فوقع الخوف في نفس إبراهيم -عليه السلام-، فلمّا رأوه كذلك أخبروه بأنّهم ملائكة أرسلهم الله -تعالى- لعذاب قوم لوط -عليه السلام- حيث قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ)،[٤] وكانت قرية لوط قد استحقَّت العذاب لعصيانها أمر الله -تعالى-.[٥]
وبشَّروا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته سارة بغلام، سيأتيهم بعد هذه المدَّة التي لم يُرزقوا فيها بالأولاد، وهذا الغلام هو نبيُّ الله إسحاق -عليه السلام-، وبشَّروه بأنّه سيلد نبيًا من بعده وهو يعقوب-عليه السلام- فمن نبيّ الله إسحاق - عليه السلام- سيتناسل أنبياء بني إسرائيل حيث قال الله - تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ).[٦]
وكانت هذه البشرى لهما بعدما بلغا الكِبَر، ولم يرزقا بالأولاد؛ فقد كانت زوجته سارة عاقرًا لا تُنجب، فلمّا سمعت زوجة إبراهيم -عليه السلام- بذلك تعجَّبت؛ لما سمعت واستنكرت ذلك، حيث قال الله - تعالى-: (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)،[٧] فقد كان إبراهيم - عليه السلام- شيخًا كبيرًا بدليل قول الله -تعالى- الذي ورد على لسانه: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)،[٨] فقد جعل الله -تعالى- إسحاق -عليه السلام- بُشرى لإبراهيم الخليل وثمرةً لصبره وحلمه.[٥]
العبر المستفادة من قصة النبي إسحاق للأطفال
ويُستفاد من قِصَّة النبي إسحاق -عليه السلام- العديد من العبر منها ما يأتي:[٩]
- أنّ رحمة الله -تعالى- واسعة، وهو قريب مُجيب لعباده المؤمنين.
- أنّ الله -تعالى- إذا قضى أمرًا هيّأ الأسباب لتحقيقه من العدم، فلا رادّ لأمر الله -تعالى- وفضله.
- أنّ الأخلاق الحسنة، والآداب في التعامل مع الناس، هي صفات الأنبياء والصالحين، وهو ما أقرَّته الشريعة الإسلامية ودعت إليه.[١٠]
خلاصة المقال: نبي الله إسحاق -عليه السلام- هو ابن نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وقد بشَّرت الملائكة إبراهيم بقدوم إسحاق، وكان والداه قد بلغا من الكِبَر ما يحول بينهم وبين الإنجاب، ويتبيّن من ذلك أنَّ رحمة الله -تعالى- بعباده وقدرته تتجلَّى على عباده بتحقيق مرادهم بعد صبرهم.
المراجع
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 107. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن على الحجى، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ سورة هود ، آية:69
- ↑ سورة هود، آية:70
- ^ أ ب ابن كثير ، البداية والنهاية، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:71
- ↑ سورة هود، آية:72
- ↑ سورة الحجر، آية:54
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 111. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي ، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 109. بتصرّف.