قصة النبي صموئيل عليه السلام

كتابة:
قصة النبي صموئيل عليه السلام

من هو النبي صموئيل عليه السلام؟

هو شَمْويل أو سمويل أو صمويل[١] أو سمعون[٢] بن بالى بن علقمةَ بنِ يرخام بن أليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحِثَ بن عَمُوصا بن عزريا، وهو من ذريّة هارون عليه السّلام، ويعني اسمه شمويل بالعبريّة إسماعيل ومعنى إسماعيل هو: سمعَ الله دعائي، وذلك أن أمّه قبلَ ولادته قد رأت حالةَ بني إسرائيل وما آلت إليه؛ فدعتِ الله أن تنجبَ ولدًا فكان دعاؤها ووُلدِ في فترةٍ من النّبوّة.[٣]


موت النبي إلياس عليه السلام

ما هو سبب موتِ إلياس عليه السّلام؟

لمّا رأى إلياس -عليه السّلام- من قومِه هذا العناد وتيقّن أنّهم لن يسلموا له ولن يؤمنوا بما جاء به من دينٍ دعا ربّه -عزّ وجلّ- أن يُقبَض، فاستجاب الله -سبحانه وتعالى- له فألبس الله إلياس النور وقطع عنه الطعام والشراب فكان يطير مع الملائكة.[٤]


ارتداد قوم إلياس عليه السلام عن دين نبيهم

إلى من أُرسلَ إلياس عليه السّلام؟

لمّا توفّي إلياس -عليه السّلام- طغى بنو إسرائيل وعادوا لسابق عهدهم من الفجور والشّرك بالله -عزّ وجلّ- فكانوا من الذّلّة بمكان أن انتصرَ عليهم غيرهم من الكفرة وكانت الحاجة ماسّة بأن يرسل الله -جلّ وعلا- نبيًّا إليهم ليعودوا إلى رحابة الإيمان بالله سبحانه وتعالى وليتركوا عبادة الأوثان والأصنام التي أشركوها مع الله.[٥]


إرسال جبريل عليه السلام إلى النبي صموئيل

أين كانَ صموئيل عندما نزل عليه جبريل أوّل مرة؟

لمّا عَقِلَ شمويل أو صموئيل، دفعت به أمّه إلى رجلٍ صالحٍ ليتعلّم منه العلمَ الذي عنده، وليأخذ منه العبادة والنّسك، فاستقرّ عنده يتعلّم منه ما شاء الله، وبينا هو كذلك إذ بصوتٍ يناديه من عند المسجد؛ فاستيقظ وبه ذعرٌ من ذاك الصّوت، فسأل الشّيخ إن كان هو من ناداه، فأقرّ الشّيخ بذلك مخافة أن يُفزعه؛ فعاد شمويل إلى نومه، ثمّ عاد المنادي يناديه مرّةً ثانية فقام كالأولى فسأل الشّيخَ فأجابه بمثل ما أجابه في الأولى فعاد نائمًا،[٦] ثمّ عاد المنادي ثالثةً فقامَ إليه شمويل إذ هو بجبريل -عليه السّلام- فقال له: "اذْهَبْ إِلَى قَوْمِكَ فَبَلِّغْهُمْ رِسَالَةَ رَبِّكَ، فإن الله قد بعثك فِيهِمْ نَبِيًّا" فكان نبيًّا في بني إسرائيل.[٢]


صموئيل عليه السلام يبلغ قومه رسالة ربّه

لمّا جاء الملكُ إلى صموئيل، وأخبره بالنّبوّة التي كلّفها الله -عزّ وجلّ- بها، ذهَبَ النبي صموئيل إلى قومِه يدعوهم إلى دين الله الذي أرسل به، وأخبرهم أنّه رسولٌ من عند الله جلّ وعلا.[٢]


ما موقف بني إسرائيل مما سمعوا؟

لمّا أتى نبي الله صموئيل إلى قومه وأخبرهم بما أرسلَ به كذّبوا دعوته واعترضوا عليها اعتراضًا كبيرًا، وقالوا فيه أنّه أحبّ النبوة فتوهّمها وأنكرو عليه أمره أشدّ الإنكار، ثمّ ما لبثوا أن اختبروه في نبوّته؛ فقالوا إن كنتَ نبيًّا حقًّا فابعَث لنا مَلِكًا يحارب معنا جالوتَ فننتصِرَ على عليه.[٢]


طالوت ملك لبني إسرائيل

كيفَ اختارَ شمويل ملكًا لبني إسرائيل؟

دعا صموئيل الله -جلّ وعلا- أن ييسّر أمره ليختار لهم ملكًا، فجيء إليه بعصا وقيلَ له إنّ هذه العصا ستكون بطولِ الملكِ الذي سيحاربُ جالوت، فأخذ العصا وظلّ يجعلها بجانب الرّجالِ ليرى من يكون المَلِكَ حتّى كانت بطولِ رجلٍ اسمه طالوت، ولم يكن طالوتُ من عِليَة القومِ إذ كان من السُّقاة الذي يسقونَ القومَ، ولم يكن صاحبَ نسبٍ شريفٍ، ولم يكن من ذوي الأموال بل له حمار يسقي الماء عليه، ولما ضل حماره عنه ذهب ليطلبه فرأو فقاسوا العصا عليه فوجدوه بطولها.[٢]


موقف بني إسرائيل من دعوة طالوت

كيفَ صدَّ بنو إسرائيل أنّ طالوتَ هو الملكُ الذي اختاره الله؟

فلمّا رأى القومُ أنّ طالوتَ هو الملكَ اعترَضوا على حكم ربّهم ورفضوه، وقالوا للنبي صموئيل إن كنتَ صادقًا فإننا نريدُ آيةً تؤكّد صدقَ كلامك الذي يقضي أنّ هذا هو المَلِكُ الذي أراده الله، فأنزلَ الله الملائكة إلى دار طالوتَ ومعها تابوتٌ يحوي وعاءً من ذهب فيهِ ألواحُ سيّدناموسى وعصاه، فلمّا رأى القومُ ذلكَ آمنوا بصدقِ نبيّهم وبأنّ طالوتَ صارَ عليهم ملِكًا.[٢]


خروج جيش طالوت

من هو جالوت؟

فلمّا تيقّنوا ألّا مفرّ من أن يكونَ طالوتُ سيّدَهم، خرجوا معه إلى حربِ جالوتَ وكانَ جالوتُ هذا رجلًا عظيمًا ذا مهابة ما إن يقاتل قومًا حتّى يمحقهم عن آخرهم، فخرجَ إلى ملاقاتِه قومُ طالوتَ وكان عددهم ثمانون ألف مقاتل.[٧]


أمر طالوت لجيشه بعد الشرب من الماء

كم عدد الغَرفات التي سُمِحَ بها لكلّ جنديّ؟

فلما خرجَ القومُ لملاقاةِ جالوتَ أخبرهم ملِكُهُم طالوت أنّ الله -جلّ وعلا- سيختبر صدقهم وسيمتحنهم بنهرٍ يكون في طريقهم وكان الاختبار بأن منعهم الله من أن يشربوا من هذا النّهر إلّا غرفةً واحدة فمن شَرِبَ من هذا النّهرِ أكثر من ذلكَ فإنّه لن يكونَ في صفوفِ المقاتلين ضدّ جالوت.[٧]


هل نجح جيش طالوت بالاختبار؟

فلمّا وصلوا إلى النّهرِ شربَ معظم الجنودِ منه مهابةً لجالوتَ ولم يطيعوا أمرَ ربّهم؛ فلم يبقَ مع طالوتَ إلّا أربعة آلاف مقاتل، وعادَ عنه ستّةً وسبعونَ ألفًا، إذ إنّ من شرِبَ من النّهرِ ظلّ ظمآنًا ومن لم يشرب إلّا بقدرِ كفّه رَوي.[٧]


التقاء قوم طالوت وجالوت

كم كان عدد مقاتلي جيش طالوت؟

فلمّا تجاوزَ من بقي من الجنودِ النّهرَ رأوا جالوتَ وجيشَه الذي يفوقهم بالعدّة والعتاد والعدد، فنظروا إلى ذلك الجيش المهيب وخافوا قتاله، فقالوا لا طاقةَ لنا لنقاتِلَ هذا الجيش العظيم؛ فرَجَعَ من الأربعة آلافِ ثلاثة آلافٍ وستّ مئة ولم يبقَ سوى ثلاثمئة مقاتلٍ ونيّف ولكن كما قال تعالى في سورة البقرة: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}،[٨]فساروا عازمين إليهم.[٧]


النصر على الأعداء!

كيف قتل داود جالوت؟

كانَ فيمَن تجاوزَ المحنَةَ فتى راعيَ غنمٍ يقالُ له داود، فلم يرجع مع الرّاجعينَ ولم يَلتفت لعدّة العدوّ وعتاده، وقبلِ بدء المعركة في أحد الأيام ذهَبَ داودُ ليحضر طعامًا لأبيه وإخوته، وكانَ طالوتُ يختبرُ في الجندِ ليرى أيّهم يقدِرُ على جالوت وكانَ من قبلُ أُخبِرَ بعلاماتٍ للرّجل الذي يقتلُ طالوت، ففحصَ الجند كلّهم فلم يجده منهم، فقال طالوت لأبي داود: "هل بقي لك ولد لم يشهدنا؟" قَالَ: "نعم، بقي ابني داود، وهو يأتينا بطعام"، ولمّا كانَ داود في طريقِهِ عائدًا إلى المعسكر وجدَ ثلاث حجارةٍ كلّمتُه وقالت: "خذنا يا داود تقتل بنا جالوت"، فأخذهنّ وسارَ حيثُ الجيش، فلمّا رآه طالوتُ فحصَ العلاماتِ عليه فإذا هو هو، ثم بدأتِ المعركة.[٩]


مشى داود إلى جالوت، وكان جالوت من أقوى الناس وأشدهم فلما نظر إلى داود قُذف الرعب في قلبه منه، فقال له: يا فتى، هيا ارجع فإني أرحمك ولا أريد قتلك، فقال داود: لا بل أنا سأقتلك ثم أخرج بعدها الحجارة ووضعها في القاذفة، وكان كلما رفع منها حجرًا أطلق عليه اسم، وقال: هذا باسم أبي إبراهيم، والثاني باسم أبي إسحاق، والثالث باسم أبي إسرائيل، ولمّا وجه القاذفة عليه صارت الأحجار حجرًا حجًا واحدًا،فجأش رأس جالوت بالحجر فقتلته، وبقيت كذلك تقتل كل شخص تصيبه وهكذا تمت هزيمة قوم جالوت وقتل داود جالوت وانتهت المعركة.[١٠]


العبر المستفادة من قصة صموئيل عليه السلام

يُستفادُ من قصّة صموئيل -عليه السّلام- بعض الفوائدِ العمليّة التي يجدر بالإنسان المسلم أن يتّبعه ويأخذ بها، ومن ذلك:[١٠]

  • معرفة أن ليس شرطًا في الحقّ أن يتّبعه معظم النّاس، فالذين انصاعوا لأمر ربّهم وأبعدوا شهواتهم هم قلّة.
  • الانقيادُ للحقّ بعيدًا عن هوى النّفس، وذلكَ واضحٌ في طاعةِ طالوتَ لأمر الله بالسّير بالجندِ القليلي العدّة والعتادِ نحوَ جيشِ جالوتَ العظيمِ عددًا وعدّةً.
  • العزّة بدينِ الله والتّكبّر على العدوّ حال الحرب واضحٌ من نظرةِ داودَ المستخفّةِ بجالوتَ.
  • دورُ الأمّ الصّالحة في نصرةِ الأمّة التي تكون فيها، فتلكَ أمُّ نبيّ الله صموئيل ظلّت تدعو الله أن يرزقها ابنًا صالحًا حتّى رزقها بصموئيل نبيًّا.
  • إدراكُ أنّ بعضَ أوامرِ الله لا تَكونُ منطقيّةً في حالِ قيست بعقل الإنسان المجرّد، وينبغي الانصياعُ لها وإن لم يُدرَك المغزى من ورائها، فهذه غَرفة المؤمنين من النّهر روت ظمأهُم وتلكَ شربَةُ الماء التي تروي عادةً ما عادت تنفعُ الذي عصى أمر الله.
  • معرفةُ ألّا علاقةَ لسعَةِ المال، أو للمكانة الاجتماعيّة في تقييمِ مدى صلاح الشّخص أو طلاحِه، إذ إنّ طالوتَ -عليه السّلام- اختيرَ مَلِكًا لبني إسرائيلَ وهو من أفقرِهم مالًا وأقلّهم شهرةً، إنّما كانَ اختباره أنّه رجلٌ تقيّ عالم بربّه.


كما يمكنك التعرّف على قصة النبي يوشع بالاطلاع على هذا المقال: قصة يوشع بن نون عليه السلام

المراجع

  1. مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 229. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح الطبري، أبو جعفر، تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري، صفحة 468. بتصرّف.
  3. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 255. بتصرّف.
  4. ابن الملقن، التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 311. بتصرّف.
  5. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 255. بتصرّف.
  6. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 256. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث الطبري، أبو جعفر، تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري، صفحة 469. بتصرّف.
  8. سورة البقرة ، آية:249
  9. الطبري، أبو جعفر، تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري، صفحة 472. بتصرّف.
  10. ^ أ ب الطبري، أبو جعفر، تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري، صفحة 473. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×