محتويات
النبي عزير
يعود نسل النبي عزير إلى بني إسرائيل، وهو رجل قد أعطاه الله العلم والحفظ، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل وبعض العلماء قالوا إنه حبر؛ أي عالم كبير في ذاك الزمن، وهو من علماء بني إسرائيل وصاحب قدرة كبيرة على حفظ التوراة، وهي الكتاب المنزل على سيدنا موسى -عليه السلام-.[١]
كيف رأى النبي عزير القرية المتهدمة
بدأت القصة التي ذكرها الله -عز وجل- لنا في القرآن الكريم عندما دخل النبي عزير قرية وقد اختفت منها آثار الحياة، وهذه القرية الفارغة هي بيت المقدس التي لم يسكنها أي كائن حي بعدما دخلها أحد ملوك بابل وقتلوا أهلها وأخرجوهم منها واختفت بعدها آثار الحياة.[٢]
نزل النبي عزير -عليه السلام- عن حماره وأخذ يتجول في هذه القرية قائلاً متعجباً في نفسه لا يسمعه أحد إلا الله فقط: "كيف لله أن يحيي هذه الارض بعد ما ماتت"، ويقصد أن الأرض ماتت بمعنى اختفى وجود الحياة عليها، فأراد الله -عز وجل- أن يضرب لنا آية من آياته ويرينا عجائب قدرته؛ فهو الخالق الذي يقول للشيء كن فيكون، فكتب الله -عز وجل عليه- الموت مئة عام في هذه القرية ثم أحياه.[٣]
كيف أحيا الله النبي عزير بعد موته
بعد موت عزير مئة عام أحياه الله -عز وجل- فهو القادر وحده على إحياء الموتى، وبعث له أحد الملائكة ليسأله كم لبثت -بمعنى كم بقيت نائماً-، وعندما رأى الشمس ظنّ أنه نفس اليوم الذي نام فيه قبل مئة عام، فقال النبي عزير: "ربما يوم أو جزء من اليوم"، فأجابه الملك بأنه قد مضى عليه مئة عام، وأن الله أراد أن يريه عجائب قدرته من خلال الحفاظ على طعامه؛ لأن الطعام من الطبيعي أن يفسد ويصبح غير صالح للأكل بعد مرور أيام عليه، إلا أن الله -تعالى- حفظ الطعام مئة عام دون أن يمسه أي فساد.[٤]
ونظر النبي إلى حماره فوجده قد مات وأصبح عظاماً نخرة، فأراد الله أن يجعله آية للناس، ونظر النبي إلى قدرة الله في إحياء الموتى وكيف تراكبت العظام، وفوقها اللحم، وفوقها الجلد حتى عاد الحمار إلى الحياة، فلما رأى النبي عزير هذه الآية قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير.[٤]
وقد جاءت قصته في قوله تعالى: (أوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَـذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ).[٥]
العبر المستفادة من قصة النبي عزير
لم يقصص الله عز وجل لنا هذه القصة حتى نستمع لها فقط بل لنأخذ العبرة منها، ومن العبر الواردة في هذه القصة:[٦]
- مدى عظمة وقوة الخالق عز وجل، وأنه إذا أراد شيئا يقول له كن، فتبارك الله أحسن الخالقين الذي خلقنا وأحسن صورنا.
- وجوب شكر الله -تعالى- وحمده لدوام نعمه.
- أن النبي عزير عندما أعاده الله للحياة والشباب عاد لقومه، وجد أن الذين هم من عمره قد أصبحوا كباراً في السن، ومنهم من مات بينما هو لا زال بعمر الشباب، فعلم قومه أنها آية من آيات الله، فصدقوه وأخذ يعلمهم كلام الله المنزل في التوراة، ولم يكتفِ بالجلوس وعيش حياته؛ لأنه أدرك أن الله قد أعاده لغاية فعمل لأجلها وأراد تبليغ الناس بما رآه.
قصة النبي عزير مِن القصص العجيبة التي ذكرها الله -عز وجلّ- لنا في كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهي قصة نبي من أنبياء بني إسرائيل، رزقه الله العلم والحفظ، وقد دخل هذا النبي في يوم من الأيام إلى قرية قد انتهت الحياة بها، فاستغرب وتسائل في نفسه كيف سيعيد الله تعالى الحياة لها، فأماته الله تعالى مئة عام ثم بعثه، ليريه قدرته سبحانه وتعالى.
المراجع
- ↑ "نبذة عن نبي الله عزير عليه السلام "، اسلام ويب، 17/6/2004، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 264.
- ↑ "من قصص القرآن.. قصة العزير"، نداء الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021.
- ^ أ ب "قصة عزيز عليه السلام"، الاسلام سؤال وجواب، 17/2/2015، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021.
- ↑ سورة البقرة، آية:259
- ↑ "تفسير: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها.."، الألوكة الشرعية، 12/2/2017، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021.