قصة النمرود

كتابة:
قصة النمرود

ملك النمرود وجبروته

النّمرود من أوائل الجبابرة، حيث كان يدّعي الألوهية، وأنّه هو الإله الذي يحكم من دون الله -تعالى-؛ فكان يحكم النّاس بالقتل، وبهذا الأمر كان يظنّ أنّ بيده إحياء الموتى وكذلك إنهاء حياتهم، كما أنه كان يدّعي أنّ قوّته تفوق كُلّ شيء،[١] وكان يعامل النّاس بإجبارهم على تعظيمه والاعتراف بأفعاله، حيث كان يأتي بالطّعام ولا يبيعه للآخرين إلاّ بعد اعترافهم بأنَّه ربّهم.[٢]


مجادلة إبراهيم عليه السلام للنمرود

دعا إبراهيم -عليه السلام- النّمرود إلى الإسلام، ولكنّه بقي مصرًّا على ادّعائه للربوبية، يقول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)،[٣] وتتلخّص مجادلة إبراهيم للنمرود في النقاط الآتية:

  • خرجَ إبراهيم -عليه السّلام- ليجلب الطّعام، وعند وصوله إلى النمرود، سأله: من ربُّك؟ فأجاب: ربّي الذي يُحيي ويُميت.[٤]
  • أتى النمرود برجلين من هؤلاء الذين أُصدر حكم إعدامهما؛ فقَتل واحد منهما وأَعتق الآخر، وذلك بعدما أجابه إبراهيم -عليه السّلام- أنَّ الله وحده من يُحيي ويُميت.[٥]
  • قال إبراهيم -عليه السّلام- عندما رأى أنّ النّمرود مصِرٌّ على كُفره وعناده، قال له: إنّ الله يأتي بالشّمس من المشرق، فأخرجها من المغرب.[٥]
  • صُدِمَ النّمرود وبُهِت؛ لأنّه لم يستطع فعْل ما طلبه إبراهيم -عليه السّلام-.[٥]


هلاك النمرود

تعدّدت القصص حول كيفيّة نهاية النّمرود وهلاكه، ولكنّها أقرب إلى الإسرائيليّات كما ذكر بعض العلماء، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا بأس من الاستشهاد بقصص نهاية الجبابرة والطّغاة؛ لِما في ذلك من العبرة؛ شريطة أن لا تُنسب إلى مرويات الرّسول -صلى الله عليه وسلّم-، ومن المرويات الإسرائيلية المنتشرة حول نهاية النمرود، هي دخول البعوضة إلى دماغه ومكوثها أربعمئة سنة، حتّى جعلته يضرب رأسه بالمطارق.[٦]


الدروس المستفادة من قصة النمرود

من المعلوم أنّ قصّة النمرود وعِناده بالحوار مع إبراهيم -عليه السّلام- واردة في القرآن الكريم، ممّا يعني احتواء هذه القصة على العديد من العِبَر والعِظات، وفيما يأتي بيانها:[٥]

  • أنّ الإنسان الواثق بالله -سبحانه وتعالى- يجب عليه أن يُبدي الحقّ دائمًا، ولا يستمع إلى الطواغيت والجبابرة، وأن الله -تعالى- وحده النّاصر لعباده.
  • أنّ الإنسان مهما يظنّ أنَّه امتلك الدّنيا بقوّته وسلطانه، فهو إنسانٌ ضعيف، ليس له حولٌ ولا قوّة، وليس عليه سوى عبادة الله -تعالى- وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
  • أنّ العناد والتكبّر والجهل، هو أساس الظالمين والطّاغين، ونهايتهم ستكون بصورة مُخيفة.


خلاصة المقال: الإنسان الطّاغي والمتجبّر ستكون نهايته وخيمة، وأنّه مهما حاول أن يتكبّر ويدّعي القوّة والألوهية فهو إنسان ضعيفٌ للغاية، ولا بُدّ للمسلم أن يصبر على هؤلاء المتكبّرين؛ لِما في ذلك من أجر عظيم في الدّنيا والآخرة، وعليه أيضًا أن يحرص على إعلاء كلمة الله -تعالى-، ألاّ وهي كلمة الحقّ.


المراجع

  1. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 187. بتصرّف.
  2. أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 261. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:258
  4. أبو جعفر الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 287. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 343. بتصرّف.
  6. "هل تصح قصة موت النمرود ببعوضة دخلت في منخره ؟"، إسلامكَ، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
3194 مشاهدة
للأعلى للسفل
×