قصة حوت يونس عليه السلام

كتابة:
قصة حوت يونس عليه السلام

اختيار يونس عليه السلام لرميه في البحر

كيف وقع الاختيار على يونس عليه السلام لرميه في البحر؟

خرج يونس -عليه السلام- غاضبًا من قومه لأنَّهم عاندوه دون أن يستأذن الله جل وعلا، ولحق بسفينة وركب مع أصحابها، ولما صاروا في عرض البحر هاجت الريح وبدأت تتحرك السفينة بشدة وتوشك أن تغرقها، فذهب ربان السفينة إلى أنَّ بينهم رجل مذنب يجب أن يتخلصوا منه، ولن تهدأ الريح إلا حين تتخلص السفينة من ذلك الرجل، وهكذا كان يظنُّ قواد السفينة، فأشار بعضهم إلى إجراء قرعة على الشخص الذي يجب التخلص منه، فأجروا القرعة أوَّل مرة فوقعت على نبي الله يونس عليه السلام، فأعادوا القرعة مرة ثانية فوقعت عليه، وأعادوها مرة ثالثة فوقعت عليه أيضًا، وكان الوقت ليلًا فأخذوه من رجليه ويديه وثيابه وألقوا به في البحر.[١]


التقاط الحوت ليونس عليه السلام

كيف عاش يونس عليه السلام في بطن الحوت؟

لمَّا ألقى أصحاب السفينة يونس -عليه السلام- في البحر أوحى الله -تعالى- إلى حوتٍ في البحر أن يلتقطه، فما إن هوى في البحر حتى كان الحوت فاغرًا فمه ليلتقطه، فصار في ثلاث ظلمات: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت،[١] فدعا ربه بدعائه المشهور الذي ورد في قوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ}،[٢] وأوحى الله تعالى إلى الحوت ألّا يكسر له عظمًا ولا يأكل له لحمًا،[٣] وأنَّه لم يجعل يونس رزقًا له بل جعل الحوت له مسجدًا وحرزًا، فنجا برحمة الله تعالى.[٤]


مصير يونس في بطن الحوت

كم لبث سيدنا يونس في بطن الحوت؟

بقي الحوت يسير إلى جانب السفينة ويونس -عليه السلام- مسبِّحًا في بطنه، ولم يفارقهم الحوت حتى وصلت السفينة إلى البر، ولمَّا نزل القوم ألقى الحوت يونس إلى اليابسة سالمًا، فأسلم ركَّاب السفينة، وروي أنّّ بدنه خرج كالوليد عندما يخرج من بطن أمِّه، وقد وردت في مدَّة بقائه في بطن الحوت أقوال كثيرة قال عنها أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط إنّها أقوال مكذوبة لا أصل لها،[٥] فورد أنَه قد لبث مدة ثلاثة أيام، وقيل: سبعة أيام، وقيل: أربعون يومًا،[٦] كما ورد أنَّ الحوت ألقاه على شاطئ البحر وأنبت الله له شجرة يقطين تظلُّه ويأكل منها حتى استعاد عافيته.[٧]


هل حوت يونس لا يزال حيًا؟

يظنَّ بعضهم أنَّ حوت يونس -عليه السلام- ما يزال حيًّا وأنَّه سيبقى حيًّا إلى يوم القيامة لقوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،[٨] ولكن لم يرد في كتب الفقه والتفسير شيء حول ذلك، بل ذكر الإمام القرطبي أنّ معنى الآية أن يكون بطن الحوت هو قبره الذي يموت فيه ويبقى فيه إلى يوم القيامة عقوبة له، ولكنّ الله نجّاه ومنّ عليه.[٣]


تودين قراءة قصة حوت يونس لطفلك؟ يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة حوت يونس للأطفال

المراجع

  1. ^ أ ب عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 16. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية:87
  3. ^ أ ب شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 123. بتصرّف.
  4. القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 127. بتصرّف.
  5. أبو حيّان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، صفحة 124. بتصرّف.
  6. ابن كثير، كتاب قصص الأنبياء، صفحة 389-90. بتصرّف.
  7. أسامة سليمان، دروس الشيخ أسامة سليمان، صفحة 8. بتصرّف.
  8. سورة الصافات، آية:143-144
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×