قصة خيالية عن الفضاء
يتحدّث طفل اسمه أمجد عن قصة خيالية عن الفضاء، حدثت معه في يومٍ من الأيام، لقد كان هذا الطفل مشاكسًا ويحاول في كثير من الأحيان الاعتراض على كلام والديه، ويهمل واجباته البيتية والمدرسية، حاولت معه أمه كثيرًا بأن يصبح طفلًا هادئًا ومطيعًا ويقوم بواجباته، لكنه كان يرفض كل طريقةٍ تعامله بها أمه، وفي أحد الأيام صرخ بوجه أمه عاليًا وقال لها: سوف أذهبُ إلى الفضاء وأتركُكم جميعًا، فقد سئمت الحياة معكم. واتّجه لسريرِه لينام فيه بعد أن أفرغ ما بجعبته من كلام.
وهنا بدأت قصية خيالية عن الفضاء من أغرب القصص، استيقظ أمجد من نومه ليجد نفسه يسبح في الفضاء، حاول أن يقف مذعورًا مما رأه ولكن باءت محاولاته بالفشل، فهو بالفضاء ولا يستطيع أن يسيطر على أعضاء جسمه، فبدأ بالصراخ عاليًا ينادي على أمه وأهله، ولكن ما من أحد يجيب، وبتلك اللحظة ظهر أمامه عدة مخلوقات فضائية، رحبوا به، وقالوا له: أهلًا بك في فضاء الأطفال العنيدين، أنت ستبقى بيننا من الآن فصاعدًا، صرخ أمجد باكيًا فهو يريد أن يرجه لوالديه ولحضن أمه.
علّمه الفضائيّون كيف يسيطر على جسمه وسبح معهم إلى أن وصلوا لغرفة صغيرة يبيعون فيها التذاكر، فقال لهم قاطع التذاكر: هل هذا طفل عنيد أخر؟، خذوا هذه التذكرة له ولينضم لأصدقائه دخل أمجد مع الفضائيّين ليجد أطفالًا عديدةً هنا وهناك، فقالوا له: سنريك الآن فيلمًا مسلّيًا، وبدأوا بتشغيل الفيلم لتظهر أمه في أولى صورها، صرخ مندهشًا: أمي، إنّها أمّي، اشتقت لأمي، أرجوكم أريد الرّجوع، فقال له الفضائيون: انصت وتابِع، وإذا بالفلم يصور أمّه وهي في فترات حملها به وتعبها من أجله، ثم صوّروا له عندما كانت أمه تسهر بجانبه وهي باكيةٌ خائفةٌ عليه من المرض.
أصبح أمجد يبكي ويتحسّر على ما بدَرَ منه اتجاه أمّه، ويعدّ نفسه بأنه إذا عاد لرؤية أمه سيكون مطيعًا محبًّا ودودًا، فقال أمجد للفضائين: أرجوكم أعيدوني لأمي، فقالوا له: أنتَ من أردت الرحيل نحن فقط حققنا لك ما تريد، ومع هذا لم تنتهِ رحلتك معنا، واصطحب الفضائيّون الطفل وذهبوا به لحديقة مليئة بالزهور الجميلة والرائحة العطرة، فقال لهم أمجد يا إلهي كم هي حديقة جميلة، أمي تحبّ الزهور، دعوني أقطف لها بعضًا من هذه الزهور، فأجابه أحد الفضائين: هذه حديقة أمك لك، استغرب أمجد وقال لهم: ماذا تعنون بهذا.
فقال له الفضائي: هذه الحديقة هي دعوات أمك لك، كلما تدعو لك دعوة نزرع هنا وردة، فانظر لكثرة الدعاء والحيّ الذي تدعوه أمك لك، بكى أمجد كثيرًا واعتذر عما كان يفعله، ووعدهم بأنه سيكون طفلًا مطيعًا وترجّاهم أن يعيدوه لأمه، وافق الفضائيّون على طلب أمجد بعد ما رأوا دموع التوبة في عينيه، وتلاشى الفضائيّون ليحلّ بدلًا منهم صوت أمه وهي تنادي وتقول له: أمجد، يا أمجد، لماذا مزّقت الوسادة، قفز أمجد ليعانق أمّه ويعتذر منها، ووعدها بأنه سيصبح طفلًا مهذبًا، قبلته الأم وقالت له: أحبك يا بني، فكانت قصة خيالية عن الفضاء من أجمل القصص وأمتعها.