قصة خيالية قصيرة ومفيدة

كتابة:
قصة خيالية قصيرة ومفيدة

قصة خيالية قصيرة ومفيدة

تدُور أحداث تلك القصّة في زمنٍ كثُر فيه القحط، والجدب، وانتشر الفقر بين النّاس، حتى إنّ النّاس لم يجدوا ما يبيعونه ليقتاتوا به، وكان هناك رجلٌ يُدعى حازم، كان يعيش مع والدته في بيت متواضع، ولا يمتلكون إلا بقرة هزلت من الجدب الذي حلّ بالقرية التي كانوا يعيشون بها، وكان هذا الرّجُل شديد البرّ بوالدته، يبذُل قصارى جهده؛ حتى يجعلها سعيدة، وفي هذا الوقت العصيب لم يجد حازم أمرًا يفعله؛ لتنعم والدته بحياةٍ سعيدةٍ إلا أن يبيع هذه البقرة الهزيلة التي ما عادت لها فائدة، وقد شعرت والدته بأنه يُحاوُل أن يسعدها، ويجعلها تحيا حياةً مُرفّهةً، فدعت له بالتّوفيق في هذا البيع.


استيقظ حازم في اليوم التّالي مُبكّرًا حتى يذهب إلى السّوق الذي سيعرض فيه بقرته إلى البيع، وفي أثناء سيره إذْ برجُلٍ كبيرٍ، يظهر عليه علامات السّفر، وكأنّه جاء من مكانٍ بعيدٍ؛ فقال له: أتبيعني هذه البقرة؟، فقال له حازم: بكم دينارٍ تُريد أن تشتريها؟، فأخرج من محفظته: بذرة من الفاصولياء، وقال له: أشتريها منك بهذه-بذرة الفاصولياء-، فتعجّب حازم من هذا الرّجل، وقال له: أتسخرُ منّي، أَتظُنّني غبيًّا، لا أعرف قيمة هذه البذرة، ما هذه البذرة!، فقال: هذه البذرة فيها نجاتُك ونجاة والدتك، فقال له: وكيف عرفتني وعرفت والدتي؟

قال له: إنّ البارّين بآبائهم وأمّهاتهم تظهرُ عليهم علامات البرّ، ومن حُسن حظّك أنك قابلتني، ولم تُقابل غيري من التُّجّار، وإلا كنت هلكت ووالدتك، فبعد تفكيرٍ عميقٍ، وافق حازم على عرض هذا الرّجُل، بعد أن أحسّبالصّدق منه، وأخذ منه بذرة الفاصولياء الذهبيّة، ولمّا ذهب إلى أُمّه، قصّ عليها ما حدث معه، ولكنّها حزنت حُزنًا شديدًا، وألقت بتلك البذرة أمام المنزل، وظلّ حازم طوال ليله يُفكّر في هذا الموقف الّذي حدث معه، وهل سخافته أوصلته أن يُصدّق هذا الرّجُل الّذي لا يعرفه.


لكنّه تفاجأ في الصّباح بأن هناك شجرة كبيرة أمام منزله، ولم تكُن موجودة قبل ذلك، فتتبّع حازم جذرهذه الشّجرة حتى وصل إلى أصلها، ووجد أنّ هذه الشّجرة نتاج بذرة الفاصولياء الذهبيّة التي أتى بها بالأمس، فتسلّق الشجرة حتى يستطلع حقيقتها، فإذْ به حينما يصل إلى أعلاها يجد قصرًا يملؤه الّذهب فيجمع من الذّهب ما يشاء، ويهبط إلى أسفل، حتى يُبشّر أمّه، ويُعطي له ما أخذ من الّذهب.


في اليوم التّالي تسلّق حتى يأخذ الكثير من الذّهب، فإذ به يجد رجُلًا ضخمًا يأمُر دجاجة ذهبيّة أن تبيض، فوضعت الدجاجة بيضةً ذهبيّةً، فتخفّى حازم، حتى أخذ تلك البيضة، وفي اليوم التّالي تسلّق مرة أُخرى فإذ به يجد الرّجل الضخم يعزف على آلةٍ موسيقيّةٍ، فأراد أن يأخُذ تلك الآلة، ولكنّه انتظر حتى يذهب هذا الرّجل لمكانٍ آخرٍ، وحينما ذهب وترك الآلة، هرول حازم حتى يأخذها، ولكنّ الآلة أحدثت صوتًا، فسمع الرّجل وجاء مُسرعًا، وما أن يفتك بحازم، ولكنّ حازم قفز بسُرعة من على الشجرة وأخذ بفأسه، وقطع تلك الشجرة من جُذورها، وبذلك نجا حازم، وعاش من بعدها حياة كريمة مع والدته.


يُستفاد من هذه القصّة أنّ البارّ بأبيه وأمّه يُوفّقه الله لكُل خيرٍ، ويمنع عنه كُلّ شرٍّ، ولن يُضام البارّ بالوالدين أبدًا لأنّ طاعتهما من طاعة الله، كما تُحذّرنا القصّة من الجشع والطمع، فإنهما قد يوديا بحياة المرء.


لقراءة المزيد من القصص، اخترنا لك هذه القصّة: قصة عجيبة من الخيال العلمي قصيرة.

4470 مشاهدة
للأعلى للسفل
×