قصة ذي الكفل مع إبليس

كتابة:
قصة ذي الكفل مع إبليس

ذي الكفل مع بني إسرائيل

ذُكر أنَّ نبياً من أنبياء بني إسرائيل أعطاه الله -تعالى- المُلك والنبوة، ثم أوحى إليه أنَّه يريد أن يقبض روحه فأمره الله -تعالى- أن يعرض هذا المُلك الذي رزقه إياه على قومه، فمن سيعطى الملك من قومه من بني إسرائيل يجب أن يصوم طوال النهار ولا يفطر ويصلي بالليل حتى تُصبح ويقضي بين خصومات الناس فلا يغضب.[١]

قام النبي وأخبر قومه بذلك، فقام شاب منهم وهو ذو الكفل وقال للنبي: أنا أتكفل بذلك"، فقال بعض رجال من القوم: "اجلس فهناك من هو أكبر منك"، ثم رفع صوته وقال: "أنا أفعل ذلك" ثلاث مرات، فأعطاه النبي مُلكه ثم قُبض النبي ومات، وقام الشاب بما تكفل به فسمي ذا الكفل.[١]

إبليس مع ذي الكفل

رأى إبليس ما فعل ذو الكفل فقال للشياطين عليكم بهذا الرجل، لكنَّ الشياطين استصعب عليها ذا الكفل، فقال إبليس دعوه لي، وتفصيل القصة ما يأتي:[٢]

  • ذهب إبليس إلى ذي الكفل بصورة رجل كبير في السن ودق الباب فقال ذو الكفل: من هذا، فقال إبليس: أنا شيخ كبير ومظلوم، فقام ذي الكفل وفتح الباب، فقال إبليس: "إن بيني وبين قومي خصومة ومنازعات وقد ظلموني كثيراً".
  • كان ينام ذا الكفل ساعة من النهار فذهب وقت نومه بسبب إبليس، فأخبره ذو الكفل: "عندما أذهب لحلِّ الخصومات بين الناس ائتني لكي آخذ لك حقك".
  • ذهب إبليس وعندما ذهب ذي الكفل لمجلسه لحلِّ منازعات الناس، بقي ينتظر الشيخ الكبير فلم يأت، ثم عندما جاء اليوم التالي قام ذو الكفل ليقضي بين الناس الخصومات وينتظره، فلما أراد أن ينام جاءه إبليس ودق عليه الباب ففتح له.
  • قال له ذو الكفل: "ألم أخبرك بأن تأتي إذا جلست بين الناس لحلِّ الخصومات، فقال له إبليس:"إنَّ القوم إذا عرفوا أنك جالس يقولون لي سنعطيك حقك، وإذا قمت من مجلسك أنكروا حقي"، فقال له ذو الكفل عندما أجلس بين الناس فأتني.[٣]
  • جلس ذو الكفل يقضي بين الناس وينتظره، وإذا به يغلبه النعاس، فقال ذو الكفل لرجل من أهله: "لا تدع أحداً يدخل حتى أنام"، فجاء إبليس بهيئة الشيخ الكبير وأراد الدخول عليه فمنعه الرجل وقال له: "انتظر ليصحو من نومه فقد أمرنا أن لا نسمح لأحد أن يقربه وهو نائم".[٣][٤]

ماذا أخبر إبليس ذا الكفل

قال الشيخ الكبير أي إبليس، لقد جئته البارحة وعرضت عليه قصتي، ولكن لم يسمح له الرجل بالدخول، فلمَّا ظنَّ إبليس أنَّه لن يدخل رأى كوة في البيت فدخل منها، فاستيقظ ذو الكفل وعندما رأى الباب مغلقاً ودخل عليه الشيخ الكبير علم أنَّه إبليس، فقال له إبليس: "لقد قمت بحسدك ولم أستطع أن أغويك وحاولت أن أفعل ما يغضبك ولكنك قد وفيت بما قلت".[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب أبو عبدالله محمد فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 177. بتصرّف.
  2. أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير، البداية والنهاية، صفحة 225. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير، البداية والنهاية، صفحة 226. بتصرّف.
  4. أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير، البداية والنهاية، صفحة 226. بتصرّف.
  5. أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني، تفسير القرآن، صفحة 401. بتصرّف.
5365 مشاهدة
للأعلى للسفل
×