محتويات
قصة رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك فارس
- بعث أبو بكر الصديق رسالة إلى خالد بن الوليد -رضي الله عنهما- بعد أن فرغ خالد من معركة اليمامة يأمره فيها أن يسير إلى العراق، ويتألف الناس فيدعوهم لعبادة الله، وإلّا أخذ منهم الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك كله قاتلهم، وأمره كذلك أن لا يُكره أحدًا على المسير معه، ولا يستعين بمن ارتد عن دين الله، وإن كان قد عاد إليه، وكان قد أمره أيضًا أن يستصحب كل امرئ من المسلمين يمر به، وبدأ الصدّيق في تجهيز الجيوش والسّرايا إمدادًا لخالد بن الوليد -رضي الله عنهما-.[١]
- فسار خالد يريد العراق حتى نزل بقُريات يقال لها بانيقا وبترسيما وأليس، فصالحه أهلها على ألف درهم، وقيل دينار، وكان المسلمون قد قتلوا منهم الكثير قبل الصلح، فقبل خالد منهم الصلح وكتب لهم كتابًا، ثم سار حتى نزل الحيرة فخرج إليه أشرافها مع قبيصة بن إياس الطائي، فأخذ خالد بن الوليد يحثّهم ويدعوهم إلى دين الله تعالى فإن هم أجاهوه فهم من المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، فإن رفضوا فعليهم الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك كله قاتلهم في الله، فأجابه قبيصة بأنهم لا حاجة لهم في القتال وإنّما يدفعون الجزية مقابل بقائهم على دينهم، فصالحهم خالد على تسعين ألفًا، وقيل: مائتي ألف درهم، وكانت أول جزية أُخذت من العراق للمدينة هي والقريات قبلها.[٢]
- ثم بعث خالدٌ بن الوليد كتابًا إلى ملوك كسرى بالمدائن، ومرازبته ووزرائه، فدعاهم إلى الله فإن أجابوه فلهم ما على المسلمين وعليهم ما عليهم، وإلا فالجزية فإن امتنعوا قاتلهم في الله، فتعجبوا لما قرأوا رسالة خالد، وكان خالدٌ قد فرق جنده من اليمامة إلى العراق لثلاث فرق، فاجتمعت الفرق الثلاثة ليصادموا عدوهم في فرج الهند، وكانت أشد وأعظم فروج فارس، وكان صاحبها وهو هرمز يحارب العرب والهند، فكتب إليه خالد، فبعث هرمز وهو نائب كسرى فجمع جموعًا كثيرة، وكان هرمز من أخبث الناس وأشدهم كفرًا، فقدم خالد ومن معه وهم عشر آلاف، فلما تقابل الصّفان هزم المسلمون أهل فارس، واستحوذ خالد على أمتعتهم وسلاحهم، وسمّيت هذه الغزوة ذات السّلاسل.[٣]
نصّ رسالة خالد بن الوليد إلى ملوك الفرس
كتب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- رسالتين إلى ملوك الفرس، وفيما يلي بيان نص كلٍ منهما:[٤][٥]
الرسالة الأولى
"بسم الله الرحمن الرحيم. من خالد بن الوليد إِلى ملوك فارس. أما بعد: فالحمد لله الذي حلَّ نظامكم، ووهَّن كيدكم، وفرَّق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرّاً لكم، فادخلوا في أمرنا نَدَعْكم وأرضكم ونجوزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على غَلَب، على أيدي قوم يحبّون الموت كما تحبون الحياة".
الرسالة الثانية
"من خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارس، سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمتكم وسلب ملككم، ووهن كيدكم، وإنه من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ما لنا وعليه ما علينا، أما بعد، فإذا جاءكم كتابي فابعثوا إلي بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قومًا يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة".
المراجع
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 342. بتصرّف.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 343-344. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 434. بتصرّف.
- ↑ محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، صفحة 383-384. بتصرّف.
- ↑ أحمد زكي صفوت، جمهرة رسائل العرب في عصور العربية، صفحة 131. بتصرّف.