قصة رسالة يحيى البرمكي إلى هارون الرشيد

كتابة:
قصة رسالة يحيى البرمكي إلى هارون الرشيد


حكاية رسالة يحيى البرمكي إلى هارون الرشيد

بعد أن استولى العباسيون على الخلافة من الأمويين، وقضوا على أثرهم، أنشأ العباسيون دولتهم بقيادة المنصور بعد قضائه على أبي مسلم الذي كان أول من قاد دولة العباسيين إلى الحكم، فخلا الجو للمنصور لإقامة الدولة العباسية، فقام بتغيير الأنظمة القديمة وتنظيم أمور دولته مستعينًا بالبرامكة، فاستعبد البرامكة آل بني العباس، ولم يعرفوا من الحكم إلا اسمه.[١]


حتى جاء هارون الرشيد فوضع حدًّا بذلك لسلطة البرامكة، لما وصلوا إليه من الاستبداد في الدولة والانشغال عن أداء أمور الرعية والانشغال باللهو والملذات وامتلاكهم زِمام أمورها بأيديهم حتى إن الرشيد لم يكُن قادرًا على أن يُمسك منها شيئًا.[١]


مناسبة رسالة يحيى البرمكي إلى الرشيد

كان هارون الرشيد يُخطط للفتك بالبرامكة منذ زمن طويل، وعزمَ ألا يُخبر أحدًا بذلك وقرر أن يقتلهم ويسجنهم ويشتتهم في الأمصار والأقطار، أصبح الرشيد في أحد الأيام، وقد نوى على فعلته، فقتل من البرامكة وحاشيتهم ألف إنسان، وسجن يحيى والد جعفر والفضل بن يحيى.[٢]


وأمر بجثة جعفر وكان قد قُتِل سابقًا على يد مسرور بأمر من الرشيد، فصلبها على جسر بغداد، ومن بقي من البرامكة أمرهم بعدم الرجوع إلى وطنهم وطلب ألا يُذكَر البرامكة بعد ذلك أبًدا، حتى أصبح الناس يتمثلون بنكبة البرامكة، وبعد أن سجنَ هارون الرشيد يحيى البرمكي، أرسل يحيى إليه رسالة يستعطفه بها، ويرجو أن يعفو عنه، فلم يكن له جواب من الرشيد.[٢]


نص الرسالة

كتب يحيى بن خالد البرمكي في الحبس إلى هارون الرشيد: "لأمير المؤمنين، وخليفة المهديين، وإمام المسلمين، وخليفة رب العالمين. من عبد أسلمته ذنوبه، وأوبقته عيوبه، وخذله شقيقه، ورفضه صديقه، ومال به الزمان، ونزل به الحدثان، فعالج البؤس بعد الدعة، وافترش السخط بعد الرضا، واكتحل بالسهاد بعد الهجود؟ ساعته شهر، وليلته دهر؟ قد عاين الموت، وشارف الفوت، جزعًا لموجدتك يا أمير المؤمنين، وأسفًا على ما فات من قربك لا على شيء من المواهب، لأن الأهل والمال إنما كانا لك وبك، وكان في يدي عارية، والعارية مردودة. وأما ما أصبت به من ولدي فبذنبه، ولا أخشى عليك الخطأ في أمره، ولا أن تكون تجازت به فوق خده. تفكر في أمري جعلني الله فداك وليمل هواك بالعفو عن ذنب إن كان، فمن مثلي الزلل ومن مثلك الإقالة، وإنما أعتذر إليك بإقراري بما يجب به الإقرار حتى ترضى، فإذا رضيت رجوت إن شاء الله أن يتبين لك من أمري وبراءة ساحتي ما لا يتعاظمك بعده ذنب أن تغفره. مد الله في عمرك، وجعل يومي قبل يومك. وكتب إليه بمجموعة من الأبيات". [٣]


المراجع

  1. ^ أ ب بنت بطوطة، من تاريخ هارون الرشيد والبرامكة، صفحة 16. بتصرّف.
  2. ^ أ ب جرجي زيدان، العباسة أخت الرشيد أو نكبة البرامكة، صفحة 166. بتصرّف.
  3. العقد الفريد، ابن عبدربه، صفحة 326.
4461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×