قصة رضوان (خازن الجنة) مع الصابرين

كتابة:
قصة رضوان (خازن الجنة) مع الصابرين

قصة خازن الجنة مع الصابرين

قال أبو يعلى: حدَّثنا خلف، ثنا أبو المطرف الْمُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الجنة سراعًا، فتلقاهم الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلِمنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فنعم أجر العاملين).[١]

وفي رواية لأبي نعيم الأصبهاني -رحمه الله-: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا زافر بن سليمان، عن علي بن الحسين، قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من الناس فيقال: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: " إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا، وإذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسي علينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين).[٢]

التعريف بخازن الجنة

هو من الملائكة الموكلون بالجنة، ويلقب بخازن الجنة، واسم (رضوان) لم يثبت في القرآن الكريم ولا في الأحاديث الصحيحة، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار الضعيفة.

  • قال ابن القيم -رحمه الله-: "قد سمّى الله -سبحانه وتعالى- كبير هذه الخزنة (رضوان)، وهو اسم مشتق من الرضا، وسمى خازن النار مالكاً، وهو اسم مشتق من الملك، وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه".[٣]
  • قال المناوي: سُمي الموكل بحفظ الجنة خازناً؛ وهذه الخزانة أعدّها الله لعباده وأل فيه عهدية، والمعهود رضوان وظاهره أنّ الخازن واحد وهو غير مراد بدليل خبر أبي هريرة: "من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب هلم " فهو صريح في تعدد الخزنة، ولكن رضوان أعظمهم ومقدمهم، وعظيم الرسل إنما يتلقاه عظيم الحفظة.[٤]
  • ما ثبت في السنة الصحيحة هو لقبه (الخازن)، في حديث الشفاعة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ).[٥]

موقف العلماء من القصة

فيما يأتي ذكر بعض أقوال العلماء في قصة خازن الجنة مع الصابرين:

  • قال البوصيري: "رواه أبو يعلى الموصلي وفي سنده العرزمي وهو ضعيف".[٦]
  • يقول ابن حجر العسقلاني: "الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، فيه محمَّد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك، وفيه أبو المطرف المغيرة الشامي وهو واهٍ".[٧]
  • في رواية لأبي نعيم الأصبهاني هو إسناد ضعيف جدًا، فيه زافر بن سليمان، ضعفه جماعة من المحدثين، وقال الحافظ في التقريب: صدوق كثير الأوهام، ضعّفه أئمة الجرح والتعديل، كما في التهذيب أيضاً، وأيضًا هذا الأثر واهي الإسناد، ولا يصح عن علي بن الحسين -رحمه الله-.[٨]

المراجع

  1. رواه أحمد أبو بكر البيهقي، في شعب الإيمان، عن أبي يعلى الموصلي، الصفحة أو الرقم:4588، خلاصة حكم الحديث ضعيف.
  2. أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 139. بتصرّف.
  3. ابن قيم الجوزية، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، صفحة 109.
  4. "هل رضوان اسم خازن الجنة"، إسلام سؤال وجواب.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:197، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  6. شهاب الدين البوصيري، إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، صفحة 203. بتصرّف.
  7. ابن حجر العسقلاني، المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ، صفحة 618. بتصرّف.
  8. "رتبة حديث أين أهل الفضل"، إسلام ويب، 22/7/2020، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
4860 مشاهدة
للأعلى للسفل
×