سبب نزول سورة الحشر
نزلت سورة الحشر في يهود بني النضير لِما صدر منهم من غدرٍ وخيانة، إذ كانت الغزوة قد حدثت في السنة الرابعة للهجرة، وسمّيت بهذا الاسم نسبة إلى يهود بني النضير الذين نزلت السورة الكريمة فيهم.[١]
غزوة بني النضير
بيان تفصيل غزوة بني النضير ما يأتي:[٢]
- كان بنو النضير قد حالفوا رسول الله على ألّا يكونوا ضده ولا معه، ولمّا انتصر المسلمون في بدر، اطمأنوا وقالوا هو النبي كما ورد ذكره في التوراة الذي لا يهزم أبدًا.
- بسبب خسارة المسلمين في المعركة يوم أُحد بسبب ما حدث من الرماة بنزولهم من جبل الرماة، وخاف يهود بني النضير وارتابوا.
- ذهب كعب بن الأشرف في ركب يتألف من أربعين شخصًا متوجّهين نحو كفار قريش بنية التحالف معهم ضد رسول الله.
- قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ).[٣]
- حالف كفار قريش ويهود بن النضير ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الكعبة المشرفة، وقد نزل جبريل بخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- كان رسول الله قد اطّلع من قبل على خيانة له حين اتفقوا على قتله برمي صخرة عليه حينما ذهب إليهم رسول الله ليستعن بهم على دفع دية من بن عامر، فأمر رسول الله بأن يقتل كعب بن الأشرف، وبعدها أمر المسلمين بالتجهّز للذهاب لغزو يهود بني النضير وطردهم من المدينة المنورة.
نتيجة غزوة بني النضير
عندما وصل رسول الله بني النضير وجدهم يبكون على كعب الأشرف، فطلبوا منه مهلة ليحزنوا على كعب ثم يأمرهم رسول الله بما يريد، فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخروج، فطلبوا منه أيضاً مهلة عشرة أيام ليتجهزوا للخروج. وفي هذه المهلة تدخل المنافقون فحثوا بني النضير على عدم الخروج وأغروهم بمعاونتهم لهم وبخروجهم معهم إن هم خرجوا.[٢]
أعلنوا اليهود لرسول الله عدم رغبتهم بالخروج، حاصرهم المسلمون حتى قذف الله -تعالى- في قلوبهم الرعب،[٢]وما غنمه المسلمون من يهود بني النضير فقد وزعه رسول الله على المهاجرين الذين أُخرجوا من مكة وتركوا وراءهم أموالهم كرهًا وذلك كتعويضًا لهم، قال -تعالى-: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).[٤][٥]
وافق بني النضير الخروج من المدينة واستسلموا حينما تأكدوا من تخلّ المنافقين عن نصرتهم، وقد طلبوا الصلح من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفض ذلك، على أن يأخذوا ما تحمله إبلهم من الأموال ما عدا عدة الحرب فذهبوا إلى أريحا، وبعض منهم لحقوا بيهود خيبر.[٢]
المراجع
- ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 193. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 5811. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية:2
- ↑ سورة الحشر، آية:7-8
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 82. بتصرّف.