محتويات
الآيات القرآنية الواردة فيها قصة هدهد سليمان
قال -تعالى- في سورة النمل: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ* فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سبأ بنبأ يَقِينٍ* إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ).[١]
وقال -تعالى-: (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ* اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ* اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ).[٢]
استفقاد نبي الله سليمان للهدهد
بدأت القصة حينما كان نبي الله سليمان يقوم بجولة بين الطيور التي يملكها، فلم يجد الهدهد حاضرًا بينهم فاستنكر عدم وجوده، وظن أنّه غائب بلا عذر له، وهدد بقتله أو بتعذيبه بنتف ريشه إن لم يكون له عذر مقنع لغيابه عن صف الطيور.[٣]
وقد جاء عن الصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنه- السبب الذي جعل سيدنا سليمان يبحث عن الهدهد؛ أنّ سيدنا سليمان كان إذا أراد الذهاب لمكان ما، كان يستعين بالهدهد ليدله على مواطن المياه، وعلى عمق الماء من الأرض؛ وذلك لأن الهدهد قد أعطاه الله من قوة البصر ما لم تُعطى لأحد.[٣]
الخبر الذي جاء به الهدهد
لم يمر الوقت الكثير حتى رجع الهدهد إلى سليمان -عليه السلام- ومعه خبرّ حق جاء ينبئ به سليمان، بأنّه قد وجد مدينة تحكمها امرأة تملك عرشًا عظيمًا، والخبر الثاني أنّ هؤلاء القوم مع ملكتهم يشركون بالله -تعالى- ويعبدون الشمس، ونلاحظ أن الهدهد بدأ بالخبر الأهم والأغرب؛ وهو ملك بلقيس للمدينة سبأ، فإن في ذلك الوقت لم يكن شائعًا أن تقوم امرأة بحكم المدن.[٤]
وثم أكمل بعدها خبره وإخباره عن شركهم بالله؛ ففي ذلك الوقت كان الشرك منتشرًا، وعبادة الشمس أمر معتاد عليه في ذلك الوقت؛ ففي ذلك الوقت تعددت الآلهة في الأرض، وقد تعجّب الهدهد من إشراكهم بالله -تعالى- وهو الذي أمدهم بالنعيم والبساتين الخضراء؛ التي كانت نتيجة للغيث الذي يأتي رزقه من السماء.[٤]
ردة فعل سيدنا سليمان بخبر الهدهد
عندما علم سليمان بخبر ملكة سبأ، أراد أن يتأكد من خبر الهدهد، فأمر تلهدهد بأن يذهب بمكتوب إلى أهل سبأ يأمرهم فيه بتوحيد الله -تعالى-، قال -تعالى-: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).[٥][٦]
معجزة سيدنا سليمان عليه السلام
اصطفى الله -تعالى- نبيه سليمان بعدد من المعجزات؛ ومنها أنه كان يحدث من لا ينطق، وبالأخص الطيور، قال -تعالى-: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْر)،[٧] وقد كان نبي الله سليمان يقول لقومه أقوال الطيور التي لا يسمعها ويفهمها غيره؛ وذلك لما فيها من مواعظ وحكم مفيدة.[٨]
المراجع
- ↑ سورة النمل، آية:20-24
- ↑ سورة النمل، آية:25-28
- ^ أ ب السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 349. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الكتاني، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:29-31
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 350. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:16
- ↑ احمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 427. بتصرّف.