محتويات
خروج علي بابا للاحتطاب مع حماره
في قديم الزمان، كان هناك رجل فقير متزوج يدعى علي بابا يعمل في النجارة وجمع الحطب، وذات يوم ذهب مع حماره إلى الغابة؛ ليحتطب مثل العادة، فإذا بمجموعة خيول تركض باتجاه مكانه، وكانت أشكالهم مريبةً بعض الشيء، فخبأ علي بابا حماره في مكان آمن، واختبأ هو على إحدى الشجرات.
فجاء مجموعة الرجال ووقفوا تحت هذه الشجرة، وحين قام بعدّهم وجدهم أربعين رجلًا وإذا بهم ينزلون حقائب من على الأحصنة، فأدرك حينها علي بابا أنهم لصوص.
ماذا قال اللصوص عندما وصلوا المغارة؟
تقدم قائد اللصوص نحو مغارة مغطاة بصخرة ضخمة جداً وقال بصوت مريب وعالٍ: "افتح يا سمسم" فحدث شيء غير متوقع! لقد تزحزحت الصخرة الكبيرة من مكانها وظهرت مغارة تقدم اللصوص نحوها وبيدهم الحقائب؛ وما إن دخل آخر رجل منهم، حتى أُغلقت الصخرة وحدها، فذهل علي بابا مما رآه أمامه.
وانتظر قليلًا فإذا بالصخرة تُفتح من جديد؛ ليخرج منها اللصوص جميعًا مع قائدهم فقال القائد بذات الصوت المريب: "أغلق يا سمسم"، فأُغلقت الصخرة وغادر اللصوص مع أحصنتهم، ونزل علي بابا من على الشجرة، حال مغادرة اللصوص وتقدم نحو المغارة ليعيد ترديد الكلمات التي سمعها من قائد اللصوص: "افتح يا سمسم"، ففتحت البوابة ودخل علي بابا والخوف يتملكه.
وكان الذهب والفضة والأقمشة الثمينة تعبئ المكان إضافة للكنوز والجواهر، التقط علي بابا ثلاث حقائب وأغلق البوابة بالكلمات ذاتها، أغلق يا سمسم، ثم أخذ الحقائب على ظهر حماره وعاد للمنزل، ولما أراهم لزوجته ذهلت فشرح لها ما حدث معه، واقترح عليها أن تخبيئ النقود فذهبت لقاسم أخو علي بابا لتطلب منه مكيالاً فاستغرب قاسم الشرير الثري؛ لأنه يعلم أنهم فقراء.
فوضع القليل من العسل على أسفل المكيال؛ كي يوقع بعلي بابا ويكشفه وبعد انتهاء علي بابا وزوجته من المكيال، قاموا بدفن الذهب وإعادة المكيال لقاسم ونجحت خطته والتصق شيء من الذهب لم ينتبه له علي بابا وزوجته، فذهب قاسم في اليوم التالي؛ ليسأل علي بابا عن هذا الذهب، فاضطر علي بابا لإخبار قاسم بالقصة كاملة، وذهب معه وأراه المغارة.
ولقنه الكلمة السرية التي تفتح وتغلق الصخرة، وعادا إلى البيت.
الشك الذي راود زوجة قاسم الشريرة
طمع الشرير قاسم بالمغارة وذهب مع حماريه إليها؛ ليفتح المغارة ويدخل عليها ويملأ، ما ملأ من ذهب في أكياسه، ولما انتهى من ذلك لم يتذكر الكلمات التي تفتح الصخرة كي يخرج من المغارة فوصل اللصوص بعده مباشرة ليكتشفوا أمره ويعاقبوه بقتله فورًا. جاء المساء ولم يعد قاسم إلى بيته؛ فخافت زوجته وذهبت لعلي بابا.
لتخبره أنه زوجها لم يعد، ليذهب سريعًا للمغارة ويكتشف أمر قتل أخيه، ثم أخبر زوجة قاسم بكل ما حصل، ومن ثم تعاون بعدها علي بابا مع زوجة أخيه؛ ليكبر ثروة أخيه، ولاحظ اللصوص أن الذهب ينقص من المغارة يومًا بعد يوم، فبدأ اللصوص بتعقب الأثرياء الجدد في السوق ليكتشفوا أمر من يدخل المغارة ويأخذ الذهب.
كيف ضيّع اللصوص أثر علي بابا؟
وصل علي بابا لمنزله، وقام أحد اللصوص بوضع علامة على منزله؛ ليعودوا إليه في الليل، وخرجت زوجة قاسم لتقدّم ماءً للحيوانات، فانتبهت على العلامة الموضوعة على الباب، وعلمت أن هناك أحدًا يمكر بهم؛ وبحكمتها جلبت طلاءً أسود، وقامت بوضع العلامة ذاتها على كل أبواب بيوت القرية، وعندما جاء اللصوص تاهوا عن منزل علي بابا وعادوا أدراجهم.
ضيف علي بابا
فقام قائدهم بوضع خطة بديلة للمكر بعلي بابا، فذهب لمنزله وقال له إنه تاجر لزيت الزيتون ولديه كمية كبيرة منه يريد أن يبعها له، فصدقه علي بابا واتفقوا على موعد للعشاء في اليوم ذاته يتناولان من خلاله طعام العشاء ويحضر التاجر زيت الزيتون، وما أن حلّ المساء حتى قدم قائد اللصوص الذي مثّل أنه ضيف علي بابا.
وبدأ يتجاذب أطراف الحديث، وكان قد أنزل الجرار التي ادّعى أنها جرار زيت على إحدى الغرف، وذهبت زوجة أخي علي بابا إلى الغرفة؛ لتحضر زيتاً من الجرار لتكمل إعداد الطعام بعد نفاد الزيت في المطبخ، فسمعت أصواتًا غريبة فاقتربت من الجرار؛ لتكتشف أن هناك أشخاصًا في هذه الجرار وليس زيتًا ويحيكون مؤامرة ضد علي بابا.
فتصرفت بحكمة وقامت بتسخين كمية من الزيت وجلبتها وصبتها داخل الجرار، فصرخ اللصوص على مضض، دون إصدار صوت ثم خرجت زوجة قاسم من المكان وما أنْ نام قائد اللصوص، حتى أحضرت علي بابا وزوجته، وأخبرتهما عما حصل وأن هؤلاء لصوص اختبأوا في الجرار وخدعوه ثم انصرفوا من المكان.
ليأتي قائدهم وينادي عليهم: أن اخرجوا للمداهمة فلم يستجب أحد لكلامه، فاقترب من الجرار وأعاد النداء ثم فتحهم؛ ليندهش مما رآه من منظر قبيح للصوص فهرب مسرعًا؛ لأنه أدرك أنّ أمره قد كشف وفي رواية أخرى، أن زوجة قاسم اكتشفت أمر وجودهم، ثم أخبرت الشرطة عن وجود لصوص في منزلهم؛ لتداهمهم الشرطة وتعتقلهم.
وبذلك انتهى أهل القرية من شرهم، وعاش بعدها علي بابا وزوجته وزوجة أخيه، في سلام وأمان.
من أهم الدروس المستفادة أن قصة علي بابا والأربعين حرامي من أجمل القصص القصيرة التي تحث على ألا يكون الإنسان جشعًا وطماعًا وأن يكون قنوعاُ بما لديه، ويتمتع بالحكمة البالغة وحسن التصرف في المواقف الحرجة والمواقف التي تتطلب تفكيراً وعدم تسرع مثلما تصرفت زوجة قاسم بحكمة.
إضافة لعدم التفكير في السرقة لأن توابعها وخيمة على الزمن القريب والبعيد وستظل تلاحق الشخص؛ وإن نجى مرة فلن ينجو كل مرة لأن الفرصة بالنجاة لا تجيء دائماً للإنسان.