قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان

كتابة:
قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان

قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان

كم مرة صرع عمر الشيطان في هذه القصة؟

وردَ في كتب السيَر أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- التقى في إحدى الليالي شيطانًا من الجن، فأمسك به بيديه وطلب أن يتصارع معه، فوافق الشيطان ونزل كلاهما للمواجهة، فأخذه عمر بن الخطاب وصرعه على الأرض أول مرة، فقام الشيطان فصرعه عمر مرة ثانية، ثمَّ قام الشيطان فصرعه عمر في المرة الثالثة، فقال الشيطان عند ذلك: لقد علم الجن أنِّي من أقواهم، أي إنَّ عمر بن الخطاب صرع أقوى شيطان في الجن،[١] وقد ورد في إحدى القصص أيضًا أنَّ الشيطان علَّمه قراءة آية الكرسي وما لها من أجر عظيم.[٢]


ما صحة قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان؟

وردت قصة الصراع مع الجن في كثير من كتب السير والأحاديث، وقد وردَت تلك القصة أيضًا في عمار بن ياسر وفي علي بن أبي طالب أنَّه صرع الجن في بئر ذات العلم، ولكن لم يصح في ذلك شيء، وقصة عمر بن الخطاب مع الشيطان موضوعة، وقد ورد عن ابن تيمية قوله في ذلك: "لم يقاتل علي ولا غيره من الصحابة الجن، ولا قاتل الجن أحد من الإنس، لا في بئر ذات العلم ولا غيرها، والحديث المروي في قتاله للجن موضوع مكذوب باتفاق أهل المعرفة"، والله أعلم.[٢]


ما حكم تداول قصة عمر بن الخطاب مع الشيطان؟

بما أنَّ القصة غير صحيحة وموضوعة فلا يجوز تداولها بين الناس، مثل بقية الأحاديث الموضوعة إلا في حال قراءتها من أجل بيان أنَّها موضوعة ولا أصل لها، حتَّى لا يعتقد بعض المسلمين بصحتها، وحتَّى لا يعمل بمضمونها البعض، وأمَّا رواية الحديث أو القصة الموضوعة من غير تبيان لبطلانها أو درجتها فإنَّه يعدّ تلبيسًا على المسلمين، وقد رويَ عن ابن الجوزي: "ومن تلبيس إبليس على علماء المحدثين رواية الحديث الموضوع من غير أن يبينوا أنه موضوع، وهذه جناية منهم على الشرع، ومقصودهم ترويج أحاديثهم وكثرة رواياتهم".[٣]


هل كانت الشياطين تخاف من عمر بن الخطّاب؟

ورد في الحديث الصحيح الذي وردَ في صحيح البخاري وغيره أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت عنده نساء من قريش يتكلمنَ معه وأصواتهنَّ مرتفعة، فلمَّا سمعن بقدوم عمر احتجبن منه، فأخبره النبيُّ بذلك عندما دخل وقد رأى النبيَّ يضحك، فاستغرب أن يكنَّ هبنه أكثر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أحق أن يُهاب، فأجبنه أنَّهن يهبنه أكثر لأنَّه أغلظُ وأفظ من رسول الله، عند ذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إيهًا يا ابْنَ الخَطَّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ"،[٤] وهذا الحديث الصحيح يدلُّ على أنَّ الشياطين كانت تخاف من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٥]

المراجع

  1. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب السرمري، جمال الدين، كتاب خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب، صفحة 461. بتصرّف.
  3. جامعة المدينة العالمية، الدخيل في التفسير جامعة المدينة، صفحة 350. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3683، حديث صحيح.
  5. السيوطي، كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح، صفحة 2236-2237. بتصرّف.
6240 مشاهدة
للأعلى للسفل
×