قصة عن كرم الرسول

كتابة:
قصة عن كرم الرسول

قصة عن كرم الرسول

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كريماً معطاءً، وكان لا يرد سائلاً ما استطاع، وكان لا يسأله أحد شيئاً إلا أعطاه، وهنالك الكثير من القصص الواردة في سعة جوده وكرمه، ولعلَ من أبرزها ما يأتي:

  • قصة المرأة جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببردة منسوجة

وكان ذلك هدية من المرأة، فقد نسجتها بيديها للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقبلها منها؛ لأنه كان محتاجاً إليها ثم لبسها، وخرج إلى أصحابه مؤتزراً بها؛ فجعلها إزاراً يغطي النصف الأسفل من جسده، فأُعجب بها رجل من الصحابة -رضي الله عنه- واستحسنها، وطلبها من النبي -صلى الله عليه وسلم- لنفسه، فلم يرده.[١]

واستنكر القوم طلبه وقالوا له: ما أحسنت وما أصبت في طلبك لها، فأنت تعلم جيداً حاجة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها، فأقسم الرجل لأصحابه قائلاً: (إنِّي واللَّهِ، ما سَأَلْتُهُ لألْبَسَهُ، إنَّما سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي)،[٢] فقد رجا بركتها حين لبسها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالفعل كان هذا الثوب كفنه الذي دفن فيه كما قال.[١]

  • قصة الأعرابي الذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- غنماً بين الجبلين

ذهب رجل من الأعراب إلى النبي، فرأى قطيعاً من الغنم تملأ ما بين الجبلين، أي غنماً كثيرة، فسأل الأعربي النبي أن يعطيه كل ما في الوادي، فأعطاه النبي ما طلب، فعاد الرجل مستبشراً إلى قومه، ومتعجباً من كرمه -صلى الله عليه وسلم-، وقال الأعربي لقومه: (يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ)،[٣] أي يعطي عطاءً عظيماً لا يخاف الفقر معه، فكان جوده وكرمه سبباً في إسلام الكثير.[٤]

كما كان النبي كثيراً ما يعطي العطايا والهبات للمسلمين الجدد حتى يؤلف قلوبهم للإسلام، فبعد انتهاء غزوة حنين أعطى كل من عينية بن حصن، والأقرع بن حابس، والعباس بن مرداس وغيرهم من المؤلفة قلوبهم عدد كبير من الإبل، فلم يحتفظ النبي بالغنائم والأموال لنفسه، بل استخدمها في تأليف قلوب زعماء مكة والقبائل من الأعراب، فكان ذلك سبباً في رسوخ الإسلام في قلوبهم.[٥]

معنى الكرم وفوائده

يعرف الكرم على أنه الإعطاء بسهولة، والإنفاق بطيب نفس، وللكرم فوائد عديدة، منها:[٤]

  • إن الكرم والجود والعطاء من كمال الإيمان وحسن الإسلام.
  • الكرم هو دليل على قوة اليقين بما وعد الله -تعالى- عباده المنفقين.
  • الكريم محبوب من قبل الخالق الكريم، وقريب من الخلق أجمعين.
  • هو شكل من أشكال التكافل الاجتماعي، ويؤدي إلى التواد بين الناس.
  • الكرم يؤدي إلى الزيـادة والسعة في المال والرزق والعمر.
  • يزكي الأنفس ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة، والشح والبخل الذميم.

صور من الكرم

المجالات التي يشملها الكرم والجود والعطاء متنوعة وكثيرة، ولعلَ من أبرزها ما يأتي:[٤]

  • العطاء من المال

وهو العطاء من كل ما يمتلك الإنسان من أشياء ينتفع بها، كالذهب والفضة، وكل مأكول أو مشروب.

  • العطاء من العلم والمعرفة

والمعطاء في هذا المجال، هو الذي لا يدخر عنده علماً ولا معرفة عمن يحسن الانتفاع بذلك.

  • العطاء بالنصيحة

الإنسان الجواد كريم النفس لا يبخل على أخيه الإنسان بأي نصيحة تنفعه في دينه أو دنياه، بل يعطيه نصحه الذي نفعه مبتغياً به وجه الله -تعالى-.

المراجع

  1. ^ أ ب "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2022. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1277، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2312، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  4. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 170-184.
  5. ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، صفحة 254-255. بتصرّف.
4587 مشاهدة
للأعلى للسفل
×