محتويات
غيرة أم سلمة وزواجها بالنبي عليه الصلاة والسلام
توفّي زوج أم سلمة -رضي الله عنها- بعد غزوة أحد، وبقيت وحيدة مع أبنائها، فأشفق أبو بكر -رضي الله عنه- على حالها وتقدّم لخطبتها، لكنها رفضت، وكانت تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها).[١]
ولما مات أبو سلمة -رضي الله عنه- قالت أم سلمة: (أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).[١]
وقالت: أرسل إليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له، فقلت: إني كبيرة السنّ، وأنا غيور-أي تغار من ضرائرها من النساء- وذات عيال، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أمَّا ابْنَتُها فَنَدْعُو اللَّهَ أنْ يُغْنِيَها عَنْها، وأَدْعُو اللَّهَ أنْ يَذْهَبَ بالغَيْرَةِ).[١]
وتزوّجها النبي -صلى الله عليه وسلم- في شوال سنة أربع من الهجرة، فأصبحت أم سلمة -رضي الله عنها- أماً للمؤمنين جميعا، وأخذت حظاً وفيراً من أنوار بيت النبوة؛ علماً وفقهاً، فكان الصحابة يسألونها ويستفتونها في الكثير من المسائل -رضي الله عنهم جميعا-.[٢]
نسب أم سلمة رضي الله عنها
أم سلمة -رضي الله عنها- هي أم المؤمنين زوجة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومية، وهي بنت عم خالد بن الوليد سيف الله، وبنت عم أبي جهل بن هشام، فهي من أشراف قريش وأرفعهم نسباً، ومن أوائل الذين أسلموا والذين هاجروا في الإسلام.[٣]
أم سلمة وأبي سلمة رضي الله عنهما
زواج أم سلمة من أبي سلمة
تزوجت أم سلمة قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- بأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وهو أخو النبي -عليه الصلاة والسلام- بالرضاعة، وكانت هي وزوجها من أوائل من قام بالهجرة إلى الحبشة وأقام فيها، وأنجبت له ثلاثة أبناء: سلمة وعمر ودرة، وهم من الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته نحو المدينة المنورة.[٤]
قصة هجرة أم سلمة مع زوجها
أرادت أم سلمة وزوجها وأولادها الهجرة للمدينة، فسمع قومها بنو المغيرة بذلك، وقالوا له: "هذه نفسك غلبْتنا عليها، فعلام نتركك تأخذ أم سلمة وتسافر بها؟" فأخذوا أم سلمة بعيدا عن زوجها، فغضب لذلك بنو عبد الأسد قوم زوجها، وقالوا: "والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا"، وأخذوا منها أولادها، وظلت عند قومها من بني المغيرة، وهاجر زوجها وحده إلى المدينة.[٤]
وبقيت أم سلمة -رضي الله عنها- على هذا الابتلاء حزينة تتألم على فراق زوجها وأولادها قرابة سنة، وكانت كل يوم تخرج إلى بطحاء مكة تبكي وتتألم -والبطحاء هي الأرض المنبسطة والمرتفعة-، حتى رآها رجل من قومها، فرقّ لحالها، وقال لقومه: "ألا تطلقون سبيل هذه المسكينة؟ فإنكم فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها".[٥]
وعندها أجابوه لذلك وقالوا لها: "الحقي بزوجك إن شئت"، ولما عرف بنو عبد الأسد بذلك ردوا إليها ولدها، وانطلقت مهاجرة إلى المدينة المنورة، والتقت أم سلمة -رضي الله عنها- بزوجها في المدينة، ومكثت معه، وعندما خرج المسلمون لقتال المشركين في غزوة أحد؛ انطلق أبو سلمة للجهاد مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه، لكنه نتيجة لذلك أصيب بجراح عميقة، وتوفي بعد شهور متأثرا بجراحه.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:918، صحيح.
- ↑ "أم سلمة المخزومية رضي الله عنها"، إسلام ويب، 6/8/2003، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 202، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الصوياني، الصحيح من أحاديث السيرة النبوية (الطبعة 1)، صفحة 138. بتصرّف.
- ↑ خطأ استشهاد: وسم
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة
6dc5ebb0_9210_47c0_b8c6_a580e3ec1a51