قصة فرعون للأطفال

كتابة:
قصة فرعون للأطفال

من هو فرعون؟

لقد عاش في قديم الزَّمان في مصر ملك ظالم لُقب بفرعون وقد عُرف عنه الفساد والجبروت والظُّلم، فقد ظلم شعبه وعاملهم كأنَّهم عبيد عنده، بالإضافة إلى ذلك فقد كان فرعون يدَّعي أنَّه الإله المتفرد وعلى الجميع أن يقوموا بعبادته، وعلى الرُّغم من أنَّه كان يملك الكثير من القصور والبساتين والأموال، إلَّا أنَّه لم يعطِ شعبه شيئًا، وفرعون هذا هو الذي تربى النَّبي موسى -عليه السَّلام- في قصره، ولكنَّ الله حماه من كفر فرعون.[١]


دعوة سيدنا موسى فرعون

على ماذا تقوم دعوة النَّبي موسى عليه السَّلام؟

بعد أن تكبر فرعون كثيرًا وعذَّب بني إسرائيل الموجودين في مصر وأمرهم بأن يعبدوه، أراد الله أن يبعث لهم نبيًا لينقذهم من هذا الظلم والبؤس الذي يعيشونه، فاختار الله لهذه المهمة رجلاً قويًا وعظيمًا اسمه موسى، ومن أجل ذلك دلَّ الله -عزوجل- موسى -عليه السلام- على طريق وادٍ عظيمٍ وطاهر اسمه طوى، هناك حيث سيكلمه الله ويطلب منه أن يذهب إلى فرعون ذاك الرجل الظَّالم الذي يأمر النَّاس أن تعبده، وأمره الله أن يدعو فرعون كي يقلع عن هذه الذنوب ويؤمن بالله وحده، ويتوقف عن كلامه الكاذب بأنه هو الرَّب.[٢]


وقف النبي موسى -عليه السلام- بانتصابٍ وخشوعٍ أمام كلام الله تعالى، ووافق على هذه المهمة العظيمة، ولكنَّه طلب من الله أن يكون أخوه هارون نبيًّا معه، فيواسيه ويسانده عند تعبه، وذهب موسى وهارون عليهما السلام، إلى فرعون ليخبره موسى بأن يترك بني إسرائيل ويتوقف عن أذاهم ويدعهم وشأنهم ليعبدوا الله وحده ويسارعوا إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحة، ودعا فرعون أيضًا كي يؤمن الله ويتوقف عن اختلاق الأكاذيب والادعاء بأنه هو إله المصريين وبني إسرائيل.[٢]


ماذا فعل فرعون حيال دعوة سيدنا موسى؟

بعد أن سمع فرعون الطاغية كلام النَّبي موسى -عليه السلام- ودعوته لتوحيد الله، غضب فرعون غضبًا عظيمًا ووبخه لقوله هذا الكلام الغريب الذي جاء به، ثم قال له: ألم يكفك أنَّك ألحقت الأذى برجلٍ من رجالنا، ولم نحاسبك على فعلتك تلك، ولقد ربيتك كابن لي ومن ثم تأتي وترد الجميل لي، بأن تحرض القوم على الكفر بي، فحاول موسى أن يكون لينًا ولطيفًا معه ويدعوه إلى وحدانية الله بكل حب لعلَّه يؤمن معه، ولكن فرعون ازداد كفرًا وتكذيبًا لموسى.[٣]


طلب فرعون من سيدنا موسى أن يثبت صدق دعواه

ما هي المعجزات التي جاء بها موسى -عليه السَّلام- دليلًا على صدق نبوته؟

استمرَّ النَّبي موسى -عليه السلام- بدعوة فرعون إلى الدِّين الجديد، واستمرَّ فرعون بالغضب والتَّكذيب إلى أن خطرت لفرعون فكرة ظنَّ أنَّها ستكون القاضية لموسى، فابتسم فرعون ابتسامةً شريرةً وطلب من موسى أن يثبت صدق ما يقول بمعجزةٍ أو بدليلٍ، فوافق موسى على طلبه وأجابه بأنَّه يملك الدَّليل على صدق ما يقول.[٣]


وقذف عصاه أمام قدمي فرعون وإذ بها تتحوَّل لحيةٍ تزحف أمامهم، وأثناء ذهول فرعون والسَّحرة وضع موسى يده في جيبه، وأخرجها وهي تشعُّ نورًا وبياضًا، وظنَّ موسى أنَّ فرعون سيؤمن به بعد هذه العلامات والمعجزات، ولكن رفض فرعون هذه المعجزات وصرخ بقومه وبالسَّحرة الموجودين حوله بأنَّ هذه الأمور هي سحرٌ وافتراءٌ، ويجب عليهم أن يروه شيئًا من سحرهم ردًا على ما جاء به موسى.[٣]


مبارزة سيدنا موسى والسحرة!

بماذا شعر موسى لما رمى السحرة عصيهم؟

بعد أن حدد فرعون الظَّالم اليوم العظيم من أجل أن يتبارز موسى -عليه السلام- مع سحرته المخادعين جاء هذا اليوم، واجتمع أهل المدينة بالآلاف لينظروا ما هي نتيجة هذه المبارزة وكيف تجرأ موسى وأخوه هارون لوحدهما أن يقفا بوجه السحرة وعلمهم وفنهم، فوقف السَّحرة أمام موسى عليه السَّلام، وهم يستهزئون به ويطلبون من فرعون أن يعطيهم الكثير من المال إذا ما ألحقوا الهزيمة والخسارة بموسى وأخيه، ابتسم فرعون الطَّاغية ووعدهم بالجوائز والمكافآت العظيمة بعد فوزهم عليه.[٤]


فجاء أحد السَّحرة إلى موسى عليه السَّلام، وقال له بما أنَّك وحيد هل تريد أن ترينا ما معك من سحر أم نبدأ نحن ونريك، فردَّ عليه موسى -عليه السَّلام- وطلب منه أن يبدأ هو ويريه ما لديه مع أصدقائه السَّحرة، فضحك السَّاحر ساخرًا ورمى هو وأصدقاؤه الحبال والأسلاك الحديدية التي كانت بأيدهم، وإذ بها تخدع عيون المتفرجين وتتحرك، والنَّاس ينظرون بخوف وهم يصرخون بأنَّها تتحرك فلقد أصبحت أفاعي ولن يستطيع موسى أن يتفوق عليهم.[٤]


وفي هذه الأثناء شعر موسى -عليه السَّلام- بشيءٍ من الخوف، وإذ بموسى عليه السلام يشعر براحةٍ وطمأنينةٍ عجيبة، فقد قذف الله الرَّاحة والأمان بقلبه وأوحى له بأن يرمي عصاه ولا يخف منهم وسيكون الله معه، فتعاظمت شجاعة موسى وهو واثقٌ بأنَّ ربه معه وقذف عصاه إلى بين أخشاب السَّحرة، والنَّاس ينظرون بذهول وجمود وهم ينظرون إلى تلك العصا وهي تتجول بين أسلاك السحرة وتأكلها، حقًا إنَّ عصا موسى تحولت لأفعى حقيقة وهي تلتهم ما رمى السَّحرة منذ قليل، وحلَّ الهدوء والخوف في ساحة المبارزة بعد هذا المنظر العجيب.[٤]


ماذا كانت نتيجة المبارزة؟

بعد أن انتهت المبارزة بين موسى والسَّحرة بالفوز لصالح النَّبي موسى عليه السلام، وقف النَّاس ينظرون ما الذي سيفعله فرعون الظَّالم وخاصة أنَّه هو من اختار مكان المبارزة، وكان يريد لموسى أن يخسر أمام هذه الجموع، وما الذي سيفعله السَّحرة بعد أن ظهر خداعهم، وفي هذه الأثناء إذ بالسَّحرة يعلنون إسلامهم وإيمانهم بموسى -عليه السَّلام- نبيًا وبالله وحده ربًا، وكفروا بفرعون بعد أن كشف الله كذبه أمام النَّاس جميعا.[٥]


غضب فرعون من سيدنا موسى والسحرة

ما هو العقاب الذي سينزله فرعون بالسَّحرة الذين آمنوا؟

وما إن سجد السَّحرة لرب العالمين، حتَّى غضب فرعون منهم ومن موسى غضبًا شديدًا، وأقسم فرعون بأنَّه سيقوم على تعذيبهم وسيربط أجسامهم الطَّاهرة بشجرة النَّخيل، حتَّى يعلموا أنَّ عذابه أعظم من عذاب جهنَّم، وذلك بعد أن أخبروه أن يؤمن معهم بموسى -عليه السَّلام- حتَّى ينجو من عذابجهنَّم.[٦]


خروج سيدنا موسى وأتباعه من مصر

متى خرج موسى بقومه هاربين؟

وبعد أن زاد فرعون في عذاب أتباع النَّبي موسى -عليه السَّلام- وظلمهم، أوحى الله للنَّبي موسى أن يجتمع مع أتباعه ليلًا ويغادروا تلك الأرض هربًا من فرعون وظلمه، ويحاولوا الاختباء منه أثناء الهروب حتَّى لا يراهم فيمنعهم.[٧]


لحاق فرعون بسيدنا موسى متوعدًا

لماذا لحق فرعون بأتباع النَّبي موسى؟

أحسَّ فرعون أنَّ موسى ومن معه قد هربوا من أرض مصر خوفًا من عقابه وعذابه، فغضب غضبًا شديدًا وأمر جنوده بأن يجتمعوا ويطاردوا موسى وأتباعه، فهم قد سخروا منه ومن ديانته، وخرجوا يبحثون عنهم واستمرُّوا باللحاق بهم حتَّى وصل موسى ومن معه إلى البحر.[٧]


سيدنا موسى يضرب البحر!

بماذا ضرب موسى -عليه السَّلام- البحر حتَّى انقسم؟

لحق فرعون نفسه بموسى، وعندما قارب فرعون إلى الوصول من موسى -عليه السَّلام- مع المؤمنين ازداد خوفهم، فطمأنهم موسى عليه السَّلام، بأنَّ الله لن يتركه يصل إليهم وسيحميهم منه، فضرب موسى البحر بعصاه التي بيده بعد أن أوحى الله له بذلك الأمر، فانقسم االبحر إلى قسمين عظيمين وظهرت في منتصفه طريقًا سالكةً قطعوا بها البحر ووصلوا إلى الطَّرف الأخر بسلامٍ.[٧]


غرق فرعون وأتباعه

كيف غرق فرعون؟

عندما شاهد فرعون موسى وأتباعه يقطعون البحر بسلامٍ وأمانٍ إلى الطَّرف الأخر، أمر جنوده بالنُّزول في طريق البحر ونزل قبلهم، ولكن عندما وصل فرعون الظَّالم إلى منتصف الطَّريق أمر الله البحر بأن يغرق فرعون وجنوده جزاءً على أعماله السَّيئة.[٧]


ماذا تعلمنا اليوم من قصة فرعون؟

لقد حملت قصة موسى عليه السَّلام الكثير من العبر منها:[٨]

  • أنَّ الله يحبُّ عباده الصَّالحين وينصرهم على من يحاول ظلمهم حتَّى ولو بعد فترةٍ من الزَّمن.
  • أنَّ الهداية من الله، فعلى الرُّغم من نشوء موسى في بيت فرعون إلَّا أنَّ الله اختاره نبيًّا.
  • أنَّ عناية الله بعباده تفوق أي عناية مهما كانت.


في الليلة القادمة ما رأيك أن نقرأ قصة البقرة كاملة؟ بالاطلاع على هذا المقال: قصة بقرة بني إسرائيل للأطفال

المراجع

  1. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 287 288. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 281 281. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد محمود حجازي، التفسير الواضح، صفحة 750 -755. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 1530- 1535. بتصرّف.
  5. أسعد حومد، أيسر التفسير لأسعد حومد، صفحة 2409-2410. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، التفسير الميسر، صفحة 316. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث محمد محمود حجازي، التفسير الواضح، صفحة 497-498. بتصرّف.
  8. سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 8. بتصرّف.
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×