النبي آدم
في الحديث عن قصّة قابيل وهابيل للأطفال لا بدَّ من الإشارة إلى النّبي آدم، وهو أول من خلق الله من البشر مع زوجه حواء، وأمرهما بالسّكن في الجنة والاستمتاع بكل ما فيها، على ألّا يقربا شجرةً قد سماها لهما الله، ولكن إبليس قد شعر بالغيرة والحسد اتجاه آدم لأن الله أمره بالسّجود له، فرفض وأقسم بأن يغري الإنسان بالذنوب، وهذا ما فعله مع آدم، وبدأ بالوسوسة له بنفع هذه الشّجرة وأقسم على ذلك، فاقترب آدم عليه السلام من الشّجرة فعصى ربه، ولكنه تاب بعد ذلك عن ذنبه في حين إبليس لم يتب وزاده تكبره عصيانًا، ونزل كلٌ من آدم وإبليس إلى الأرض لتبدأ مسيرة الحياة، فكان أول ذنبٍ على الأرض نتيجة الحسد أيضًا، وسيطرح هذا المقال قصة قابيل وهابيل اللذان جاءا بعد نزول آدم وزوجه إلى الأرض.[١]
قصة قابيل وهابيل
قصة قابيل وهابيل كانت القصة الأولى التي حدثت مجرياتها ع الأرض بعد نزول النبي آدم وحواء إلى الأرض، وكانت هذه القصة نتيجة الحسد والطمع والذي سيوضحها هذا المقال، بدأت مجريات القصة وأحداثها حينما، كان آدم يزوج كل صبي من أخته التي تكبره بسنة، فأمر قابيل بالزواج من أخت هابيل فأبى، لأن أخته أجمل وأراد أن يستأثر بها، فأمرهما أن يقدما قربانًا إلى الله، فقدم هابيل نعجة سمينة وجيدة وكان صاحب غنم، وهي من أفضل الموجود عنده وكان يحمل في قلبه التّقى والصّدق والإخلاص، أما أخاه قابيل فقدم زرعًا رديئًا وكان مزارعًا قدمه بنفس خبيثة تنطوي على الضغائن والحسد وعدم الرضى عن الله - سبحانه وتعالى- ومن الأمر الطّبيعي أن يتقبل الله ما بُني على الإخلاص والصدق والطاعة، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتقبل الله قربانه ولم يتقبل قربان قابيل.[٢] شعر قابيل بالحسد والحقد على أخيه لأن الله تقبل منه، فحاول هابيل أن يوضّح لقابيل سبب تقبل قربانه هو التقوى وصفاء النّية، لكنه لم يستمع لأخيه هابيل بل زاد حسدًا وقال له سوف أقتلك لأن الله لم يتقبل مني، وهنا بدأ الأخ بنصح أخيه وتذكيره برابطة الدّم والنسب وواجب البرّ بينهما، إلا أنّ قابيل صمَّ أذنيه عن كلام هابيل واقترب منه ليقتله، وفي هذه اللحظة قال له هابيل إن اقتربت مني لتقتلني لن أقترب منك ولن أرتكب هذا الجرم الفظيع، فاقترب قابيل وقتل أخاه منهم من قال أنّه قتله بصخرة كانت بجانبهما ومنهم من قال أنه قتله بحديدة، ولكن العبرة في هذا أنّ أول من سنّ سنة القتل على الأرض هو قابيل والذي سيحمل خطايا القتل إلى يوم القيامة، وبعد أن قتل قابيل أخاه وقف ينظر إليه وهو جثة هامدةٌ لا حراك فيها، ولم يكتف قابيل بهذا الذنب الفظيع الذي أضاع به دنياه وأخرته، وإنما وقف تاركًا أخاه عرضةً لهوام الأرض ووحوشها من غير أدنى تأنيب لضميره، ولكنّ الله - سبحانه وتعالى- يرعى عباده الصّالحين أينما وكيفما كانوا، فبعث الله غرابًا وبدأ بمحاولة حفر الأرض أمام جثة هابيل ليقوم بدفنها، هنا شعر قابيل بالنّدم والحزن على قتل أخيه، وجعل يلوم نفسه على ما اقترفت يداه، وكيف أن هذا الغراب يملك من المشاعر الإنسانية ما لا يملكه هو، ولكن النّدم لن يفيده بعد ارتكابه هذا الذّنب الفظيع.[٣]
المراجع
- ↑ "قصة آدم عليه السلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-09. بتصرّف.
- ↑ "البداية والنهاية/الجزء الأول/قصة قابيل وهابيل"، ar.wikisource.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-09. بتصرّف.
- ↑ " قصة هابيل وقابيل في القرآن "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-09. بتصرّف.