قصة مثل إن وراء الأكمة ما وراءها

كتابة:
قصة مثل إن وراء الأكمة ما وراءها

قصة مثل: إن وراء الأكمة ما وراءها

لكلِّ أمةٍ من الأممِ تُراثها الخاصّ فيها والذي تمتاز فيه عن عن غيرها من الأمم، ومما أورثه العرب لبعضهم جيلًا بعد جيل هو الأمثال، وهي التي تُقال في واقعةٍ ما تُعبِّر فيها عن الموقف بالقليل من الألفاظ، ومن ثم يتداول النَّاس تلك العبارة في مواقف أخرى مُشابهة، وتتنوع الأمثال ما بين تلك التي تتحدث عن الشجاعة أو الكرم أو الرجولة أو الحمية أو غيرها، ومن بين الأمثال التي تداولها النَّاس بشكل كبير المثل القائل إن وراء الأكمة ما وراءها، والأكمة هي هي المكان العالي والمرتفع، وقد يُقال عن التل العالي الأكمة، و غالبًا ما يٌقال هذا المثل إذا أُريد به التعبير عن أمرٍ مخيف أو مريب، أو إذا أُريد به الإشارة عن أمرٍ غير معروفٍ بالضبط.[١]

أمَّا قصة مثل إن رواء الأكمة ما وراءها فيُحكى أنَّ إحدى النّساء أحبَّت رجلًا ما حُبًّا عظيمًا وكانت تلتقي به ما بين الحين والآخر، وفي يومٍ من الأيَّام عضَّها الشوق كثيرًا فواعدته أن تراه وتلتقي به وراء الأكمة إذا جنَّ الليل ولم يعد هناك رجلٌ في المكان، وكانت تلك الفتاة تقوم على خدمة أهلها ومساعدتهم في شؤون حياتهم وتعينهم على أمرهم.[١]

ولكن لكثرة مطالب أهلها فقد شغلوها عن الذهاب إلى ذلك الموعد الذي ضربته مع حبيبها وراء الأكمة، فلمَّا غلبها الشوق ولم تعد تستطيع الصبر على وصاله فضحت أمرها وقالت: إن وراء الأكمة ما وراءها، وفيما بعد أصبح ذلك المَثَل يُضرب إذا ما أفشى صاحب الأمر سره وأخبر عمَّا يخفيه، وليس في ذلك تعارضٌ إذا ما كان يُقضد بالمثل إفشاء المرء سر نفسه أو للتعبير عن أمرٍ مريب فكلاهما يصبَان في نفس البئر.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد سيد حامد آل برجل، حكايات الأمثال، صفحة 14. بتصرّف.
4076 مشاهدة
للأعلى للسفل
×