قصة مقولة من جد وجد ومن زرع حصد

كتابة:
قصة مقولة من جد وجد ومن زرع حصد

قصة مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد"

تُعد مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد" من أشهر الأقوال المنتشرة بين الناس، وقصة هذا المثل فيما يأتي: 

طلب الملك جمع الثمار من الوزراء

في زمن من الأزمان القديمة كان هناك ملكاً في أحد البلدان قام باستدعاء ثلاثة من وزرائه وطلب منهم طلباً عجيباً؛ فقال لهم: "على كل واحدٍ منكم أن يأخذ إحدى هذه الأكياس الكبيرة، ومن ثم عليه أن يتوجه إلى بستان القصر وأن يقوم بجمع الثمار، واحرصوا على اختيار أطيبها وأجودها، وإيّاكم أن تطلبوا المساعدة والعون من أيّ شخص آخر".[١]

كيف نفذ الوزراء أمر الملك؟

توجه الوزراء نحو البستان لتنفيذ أمر الملك، وفي وجه كل منهم تظهر علامات الاستغراب والدهشة، وكان بال كل منهم مشغولاً في كيفية تنفيذ أمر الملك، فقام الوزير الأول بجمع أجود وأشهى أنواع الثمار بعناية فائقة وبحذر شديد؛ طمعاً منه بنيل رضا الملك وأن يحظى شرف القرب منه.[٢]

أمّا بالنسبة للوزير الثاني فلم يكن مهتماً بالأمر كحال الوزير الأول، فكان يختار الثمار بشكل عشوائي دون الاهتمام بجودة الثمار أو نوعها، فملأ الكيس بثمار مختلفة معظمها فاسدة، وكل ما يُفكر به أنّ الملك لن يهتم لأمر الثمار ولن يتفحصها أبداً، وكان حال الوزير الثالث أكثر سوءًا من حال الوزير الثاني؛ فلم يكترث لأمر الملك أبداً، وملأ الكيس بالحشائش والأوراق التي لا فائدة منها.[٣]

نهاية القصة

في اليوم التالي أمر الملك الوزراء بإحضار الأكياس والقدوم إليه، وعند قدومهم أمر الحراس بحبس كل منهم في حبس انفرادي لمدة ثلاثة أشهر، مع منع الزيارة أو تقديم الطعام والشراب لهم، وكان الأمر بالنسبة للوزير الأول سهلاً ولا مشكلة فيه؛ لأنّ ما جمعه من ثمار كان لذيذاً وطازجاً وكان كافياً ليسد جوعه فترة الحبس، لهذا لم يذق طعم الجوع أبداً.[٤]

أمّا بالنسبة للوزير الثاني فوجد بعض الصعوبة في تدبر أمره؛ لأنّ الثمار الفسادة لم تنفعه ولم يستطع تناولها، فتدبر أمره بصعوبة بالغة وضيق شديد، وبالتأكيد كان الأمر أكثر صعوبةً على الوزير الثالث؛ فمات من الجوع والعطش قبل مضي الشهر الأول؛ لأنّه لم يجد ما يأكله.[٥]

هذه القصة تختصر الواقع الذي نعيشه، فما تفعله اليوم سترى نتيجته في الغد وسينعكس على مستقبلك، وعلينا أن نجتهد لتحقيق ما نحلم به، فالأهداف والأحلام تحتاج لسعي وعمل جاد ومتقن، وبالتأكيد لن تتحقق لوحدها دون تعب ومجهود، ولن يخلو الأمر من بعض الكد والسقوط والنهوض من جديد.

المراجع

  1. محمد الفريح، كتاب فن إدارة المواقف، صفحة 51. بتصرف.
  2. محمد الفريح، كتاب فن إدارة المواقف، صفحة 51. بتصرف.
  3. محمد الفريح، كتاب فن إدارة المواقف، صفحة 51 - 52. بتصرف.
  4. محمد أبو فرحة، كتاب أسرار النجاح، صفحة 142. بتصرف.
  5. محمد أبو فرحة، كتاب أسرار النجاح، صفحة 142. بتصرف.
5225 مشاهدة
للأعلى للسفل
×