قصة يعقوب عليه السلام

كتابة:
قصة يعقوب عليه السلام

قصّة يعقوب عليه السلام

نشأ سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- في بيت النّبوة وشرب من ينابيع الوحي والحكمة ما أهّله لأن يسير على درب من سبقه، فوالده هو نبيّ الله إسحق -عليه السّلام-، وجدّه هو إبراهيم -عليه السّلام-.[١]

ولقد كان يعقوب نبياً من أنبياء بني إسرائيل وكان له اثني عشر ولداً، منهم سيّدنا يوسف -عليه السّلام- الذي أحبّه حباً شديداً وتملّك قلبه، ولم يستطع سيّدنا يعقوب إخفاء هذه المحبّة لولده يوسف لذلك أضمر إخوته الشّرّ ليوسف وكادوا له حتّى جعلوه في غيابت الجبّ بعيداً عن أهله ووطنه.[٢]

ولقد كلّف الله يعقوب -عليه السلام- بالرسالة، وبعثه إلى قومه، وكان يوصي أبناءه بدين الله -تعالى-، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).[٣][١]

يعقوب عليه السلام

هو سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمّه تسمى رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر، ويُطلق على سيدنا يعقوب مسمى إسرائيل؛ لانتساب بني إسرائيل إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله -تعالى-: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).[٤][٥]

نشأ وكبر سيدنا يعقوب -عليه السلام- مع والده إسحاق -عليه السلام- في مدينة فلسطين، وقد أمرته أمه أن يغادر إلى خاله لابان في أرض حران؛ ليقيم عنده بعد أن حصل خلافٌ بينه وبين أخيه العيص، ومكث عند خاله مدّة من الزمن، وتزوج من ابنته الصغرى ثم الكبرى، ويُذكر أن زوجته راحيل أنجبت له يوسف -عليه السلام- وأخيه بنيامين.[٥]

دروس مستفادة من شخصيّة يعقوب

يستفاد من شخصية يعقوب -عليه السّلام- الكثير من الدّروس، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٦]

  • محبة الأبناء والخوف عليهم

سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- أحبّ يوسف وميّزه عن إخوته في الميل القلبي لمّا توّسم فيه صفات النّبوّة والخير على إخوته، لذلك ظلّ قلبه معلّقاً به حتّى في لحظات بعده عنه، فكان يذكره في كلّ حينٍ ويبكي عليه بكاء الثّكلى حتّى ابيضت عيناه من الحزن ففقد البصر.

  • اليقين بوعد الله -تعالى-

سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- لم ييأس ولم يستسلم لخبر فقدان ابنه يوسف، بل علم يقيناً أنّه سوف يراه ويلتقيه مجدداً لذلك ظلّ يحثّ أبناءه على تحسّس خبر يوسف وأخيه بنيامين لإيمانه بوعد الله -تعالى-.

  • الحكمة التي تتجلّى في مواقف كثيرة

أمر سيدنا يعقوب ابنه يوسف بألا يخبر إخوته برؤياه حتّى لا يكيدوا له، كما أدرك يقيناً أنّ ما فعله أبناؤه بيوسف ما هو إلا كيدٌ ومكرٌ برغم القميص الذي جاؤوا عليه بدمٍ كذب، وفي موقف آخر تجلّت حكمة يعقوب -عليه السّلام- حينما أمر أبناءه بالدّخول إلى مصر من أبواب متفرّقة.

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 184. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 500. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:132
  4. سورة آل عمران، آية:93
  5. ^ أ ب "نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام"، دار الفتوى، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2022. بتصرّف.
  6. "قصة يعقوب عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2022. بتصرّف.
5857 مشاهدة
للأعلى للسفل
×