محتويات
قصة: ماهر وحلوى العيد
ماهر طفلُ في السَّابعة من عمره وهذه هي السنة الأولى التي يُشارك فيها أهله بصيام شهر رمضان المبارك، وقد كانت والدته تُشجعه كثيرًا على الصيام وفي كلّ يومٍ يصوم فيه تأتي له بهدية صغيرة، وآخر هديةٍ تلقّاها كانت قلمًا بألوان براقة جميلة، وقد أُعجب به جميع زملائه في الصف، ولكن رمضان سينتهي بعد يومٍ أو يومين ووالدته الآن تُعدّ حلوى العيد اللذيذة والمميزة، وقد تنوعت تلك الحلوى ما بين معمول العيد المحشو بالفستق الحلبي أو بالجوز أو بالتمر، والبرازق التي لا بدَّ لكلّ بيتٍ من أن يحتويها في هذه الأيَّام الجميلة.
قال ماهر لأمه: أمي، ما أروع هذه الحلويات التي تصنيعنها أرجوك دعيني أساعدك في صنع هذه الحلويات وأعدك أنني لن أفسدها أبدًا، نظرت الأم إلى ماهر ورأت عينيه الجميلتين فلم تُرِد أن تحزنه ووافقت على طلبه شرط ألّا يُفسد ثيابه وأن يُحافظ على نظافتها، بدأ ماهر بمساعدة والدته بتشكيل العجينة بيديه الصغيرتين وصار يحشوها بالتمر اللذيذ الذي يُحب، وعندما ينتهي من صنع واحدة منها يُعطيها لأمه حتى ترسم عليها شكلًا جميلًا، وهكذا حتى انتهيا من صنع حلوى العيد بأكملها.
وبدأت الآن المرحلة الثانية من إعداد الحلوى وهي الشوي، وفاحت في البيت تلك الرائحة العذبة التي أخذت بعقل ماهر، فركض إلى أمه قائلًا: أمي أمي، أرجوك دعيني أتذوق من تلك الحلوى فرائحتها جميلة جدًّا ولا أستطيع مقاومتها، قالت له أمه: نعم، سأدعك تتذوقها يا ماهر، ولكن بعد أن تبرد قليلًا؛ لأنَّني لو حاولت إخراجها الآن من بين باقي الحلوى ستتكسر جميعها، صمت ماهر ولكنّه لم يقتنع كثيرًا بما قالته أمه وأراد أن يُجرب الأمر.
انتظر ماهر أمه حتّى خرجت من المطبخ وركض إلى مكان الحلوى وحاول أن يأخذ واحدة ولكن يا للهول! لقد انكسرت خمس قطعٍ منها، خاف ماهر وفكر ما الذي يفعله الآن فقد حصل ما قالته أمه، ذهب واختبأ بغرفته حتى لا تجده أمه وتعاقبه على فعلته، وبعد مرور بعض الوقت بدأت الأم تسأل أين ماهر؟ هل رأى أحدٌ منكم ماهرًا؟ فكر ماهر أنَّه لو حاول الاختباء أكثر فستصبح العقوبة اثنتين، فخرج وقال: أنا هنا يا أمي، نظرت الأم إليه نظرة فيها بعض الغضب وقالت له: هل أنت مَن أفسد الحلوى يا ماهر؟ صمت ماهر ولم يُجب أمه بأي كلمة.
ثم قال لها: أعتذر إليك يا أمي، قالت له: هل من الأمانة أن تفعل ذلك يا ماهر؟ إنَّ الأمانة يا بُني ألّا تقترب من أي شيء يخص الآخرين دون إذنهم، وأنت اقتربت من الحلوى دون إذني، اغرورقت عينا ماهر بالدموع واعتذر إلى أمه وقال لها: أعدك يا أمي أن أكون طفلًا أمينًا وألّا أقترب من أشياء الآخرين دون إذنهم.
قصة: عمر والمحفظة
كان عمر طفل في الثامنة من عمره وكان يحب الحلويات ورقائق البطاطا الجاهزة كثيرًا، وفي يومٍ من الأيّام صار يؤلمه بطنه كثيرًا فأخذته والدته إلى الطّبيب فأخبرها أنّه لا بدّ أن يتوقف عن أكل الحلوى فقد تضررت معدته منها، ونصحهم الطبيب ببعض الأغذية التي من الممكن أن يستعيضوا بها عن الحلوى مثل الفواكه الطازجة كالموز والفراولة وغيرها من الفواكه اللذيذة.
وكان لعمر أخًا يكبره بخمسة أعوام؛ أي: في الثالثة عشرة من عمره، وكان هذا الأخ يسمع كلام والده دائمًا، وقد بدأ منذ مدة قصيرة بادّخار بعض مصروفه حتى يشتري دراجة صفراء مثل تلك التي عند زميله رائد، بدأت الأم بمنع جميع الحلويات من الدّخول إلى المنزل، وصارت تُقدّم لابنها عمر الفواكه اللذيذة، ولكنّ عمرَ كان عنيدًا ولا يقبل أن يأكلها، وأصرّ على أكل الحلويات، ولكنّ أمه كانت حازمة في هذا الأمر وأخبرته أنّه ممنوع من أكل الحلوى مهما فعل.
بدأ عمر بالتّفكير في الطريقة التي من الممكن أن يستطيع من خلالها شراء الحلوى وأكلها دون علم والديه، خاصة وأنّ والديه قد حرموه من المصروف المالي مؤقتًا ريثما تعود إليه صحته كما كانت، بدأ عمر بالتفكير كيف يُمكنه أن يشتري الحلوى مجددًّا دون علم والديه، ولمّا كان جالسًا في سريره لمح أخاه سامرًا وهو يدخر بعضًا من ماله في محفظته، فلمعت في ذهنه فكرة، وفكر كيف يُمكن أن يأخذ من مصروف أخيه بعضًا من المال بحيث لا ينتبه، وبدأ بالتفكير الطويل حتى خطر في باله أن يتسلل ليلًا إلى المحفظة بعد أن ينام الجميع ويأخذ منها بعض الأموال.
انتظر عمر نوم الجميع وتسلل بهدوء شديد إلى المحفظة وأخذ منها ثلاثة دنانير ثم أغلقها وعاد إلى نومه وهو يحلم بالحلويات التي سيشتريها في اليوم التالي، ولمّا استيقظ أخبر والده أن صحته تحسنت ويريد أن يذهب إلى دوام المدرسة، وفعلًا سمح له والده بالذهاب ولمّا وصل عمر إلى المدرسة ذهب فورًا إلى المتجر واشترى البسكويت المغطس بالشوكولا ورقائق البطاطا بطعم الجبن وأنفق الدنانير الثلاثة كاملة.
ولمَّا عاد رأى أخاه يبكي فعلم في نفسه أنّه علم بالدنانير التي فُقدت من محفظته، نادت الأم عمرَ إلى غرفة الضيافة، خاف عمر كثيرًا من غضب أمه ولكن ما باليد حيلة فيبدو أنّها علمت أنّه هو مَن أخذ تلك الدنانير، قالت له أمه: عمر هل أنت مَن أخذ الدنانير من محفظة أخيك؟ صمت عمر فكررت أمه السؤال عليه مرة أخرى، فقال: نعم، ولكنني لم أقصد السرقة يا أمي، قالت له أمه: إذًا أنت خائن للأمانة أليس كذلك؟ بدأ عمر بالبكاء وقال لها: أرجوك سامحيني يا أمي، قالت له أمه: لست أنا مَن يجب أن يُسامحك، اذهب واعتذر لأخيك وعِدهُ بأن تُعيد له ماله.
ذهب عمر إلى أخيه سامر ووعده أن يجمع تلك الدنانير الثلاثة من مصروفه الخاص، وأن يُعطيه إياها، وطلب منه أن يُسامحه، وبالفعل سامحه أخوه سامر شرط ألّا يعود لذلك الفعل مرة أخرى، وأعاد إليه نقوده بعد أسبوع من تلك الحادثة، وعلم عمر أنَّ الأمانة هي صفة الأطفال الطيبين ويجب أن يحافظ عليها المسلم دائمًا.
لقراءةِ المزيد من القصص، اخترنا لك هذه المجموعة: قصص أطفال قبل النوم عن الشجاعة
قصة: سهى وأمانة المجلس
سهى فتاة في السادسة من عمرها كانت هي أصغر إخوتها والفتاة الوحيدة في المنزل، فقد كان لها ثلاثة إخوة وهم حسان -وهو أكبرهم- ورامز ومأمون، وكانت سهى هي الطّفلة المدللة في المنزل، وجميع ما تطلبه يحضره له والداها أو إخوتها ولكن ومع أنّها مدللة إلّا أنّ والدتها تحاول دائمًا أن تربيها أحسن تربية، وتعلمها الأخلاق الحميدة التي يجب أن يحملها كل إنسان في نفسه.
وفي يومٍ من الأيّام جاءت الجارة إليهم وهي تشكو لأم سهى ابنها الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، وتسألها عن ابنتها وعن أحوالها، وكانت سهى تجلس معهم في نفس الغرفة وتستمع إلى ما يدور من الحوار بين أمها وجارتهم، قالت الجارة للأم: ما رأيك يا أم حسان؟ وما الحل مع ابني إنّه يبكي دائمًا لأتفه الأسباب، ويُريد أن يشتري كل شيء تقع عينه عليه؟ انصحيني يا أم سهى ماذا عليّ أن أفعل؟ صمتت أم سهى قليلًا وقالت لها: لا بدَّ من أن يكون هنالك حلٌّ لمشكلتك، ولكن دعيني أفكر لبعض الوقت علّ الله -تعالى- أن يُلهمني بعض الحلول.
وفي اليوم التَّالي جاءت الجارة إلى والدة سهى ومعها ابنها الصغير؛ حتى يلهو مع سهى فهما بنفس العمر، فجلس الطفل الصغير مع سهى ووالدته ووالدة سهى في الغرفة وصارا يلعبان معًا بالألعاب الجميلة والمكعبات الملونة، وفجأة قالت سهى لمازن: هل تعرف ماذا تحكي عنك أمك في غيابك؟ قال لها ماذا؟ قالت له: إنَّ أمك تقول عنك إنك طفلٌ مشاغبٌ ولا يسمع الكلام ويحب دائمًا أن يشتري كل شيء له وحده.
حزن الولد جدًّا وصار يبكي وذهب إلى أمه وقال لها: هل حقًّا قلت عنّي إنّي ولد مشاغب؟ هكذا قالت لي سهى، وبدأ بالصراخ والبكاء، أخذت الأم سهى إلى الغرفة الثانية وقالت لها: كيف خنت الأمانة يا سهى؟ قالت سهى: الأمانة؟ لم أخن الأمانة يا أمي؛ فأنا لم أسرق، قالت أمها: وهل تظنين أنّ الأمانة في الأموال فقط؟ أين أمانة المجلس وأمانة الحديث؟ قالت سهى: ما معنى أمانة المجلس والحديث؟ قالت الأم: أمانة المجلس يا ابنتي ألّا تنقلي الكلام الذي يدور بين اثنين إلى أي أحد، وما فعلته الآن هو قلة أمانة يا سهى.
حزنت سهى كثيرًا من كلام أمها، وذهبت إلى الجارة واعتذرت إليها ورجتها أن تُسامحها؛ فهي لم تكن تعلم أنّ ذلك الفعل خطأ، واعتذرت من الطفل الصغير مازن وتعلّمت أنَّ أمانة المجلس يعني عدم نقل الكلام الذي يدور بين اثنين إلى أي أحد آخر؛ لأنَّ ذلك سيؤدي إلى إيذاء مشاعرهم.
قصة: سارة وواجب الرياضيات
سارة طفلة في الصف الرابع الابتدائي، مجتهدة في دروسها وتُحاول دائمًا أن تُحافظ على المرتبة الأولى في صفها، ووالدتها تُساعدها دائمًا في واجباتها الصعبة، أمّا الواجبات السهلة فتحلّها سارة وحدها، وفي يومٍ من الأيَّام أعطتها معلمة الرياضيات هي وزملاءها في الصف واجبًا من صفحة واحدة في كتاب الرياضيات حتى يحلّوها ويأتوا بها في اليوم الثاني، ولمَّا عادت سارة من المدرسة وجدت والدتها تًعدّ لها ثياب الخروج من المنزل، فسألتها والدتها: هل لديك اليوم أيّ واجبات يا سارة؟ قالت سارة: لماذا يا أمي؟ قالت لها: اليوم هو عيد ميلاد ابنة خالتك ليلى، فإن كان لديك أية واجبات فسنحلها معًا قبل الخروج من المنزل.
فكرت سارة قليلًا وقالت في نفسها: لو أخبرتها أنّ لدي واجب رياضيات فإننا سنتأخر عن عيد الميلاد، لا لا لن أخبرها، قالت سارة: لا، ليس لدي واجبات اليوم يا أمي، وبدأت بتجهيز نفسها للخروج مع أمها إلى حفلة عيد الميلاد تلك، وفعلًا ذهبت مع أمها واشتريا لليلى هدية جميلة، وعادوا إلى المنزل فرحين، وكانت سارة متعبة كثيرًا فنامت فورًا ولم تستيقظ إلا في اليوم التّالي على صوت أمها في الساعة السابعة صباحًا.
استيقظت خائفة وقد تذكرت واجب الرياضيات، فقالت في نفسها: سأنقله من زميلتي هدى، هي مجتهدة وعلاماتها دائمًا كاملة في مادة الرياضيات، وذهبت فعلًا إلى المدرسة واستعارت من هدى كتاب الرياضيات ونقلت حلّ الواجب كاملًا، ولمَّا دخلت المعلمة وجدت كتاب الرياضيات الخاص بهدى عند سارة، فسألتها أين كتابك يا سارة؟ فقالت لها ها هو معلمتي وأخرجته من حقيبتها، فقالت لها: إذًا ماذا يفعل كتاب هدى عندك؟
صمتت سارة ولم تتكلم بشيء، فأخذتها المعلمة وسألتها: سارة ما بك يا ابنتي؟ أخبريني عن الأمر، فقالت لها: الحقيقة يا معلمتي أنّني...، وبدأت تتلكّأ بالكلام وخافت، فصارت تبكي، فهي الطالبة المجتهدة التي لم تكذب قبل الآن لا على أمها ولا على معلمتها، فقالت المعلمة: ما الأمر يا سارة؟ قالت: الحقيقة يا معلمتي كنت أنقل واجب الرياضيات من زميلتي هدى، فلم أستطع البارحة أن أحله، قال المعلمة: ولماذا لم تستطيعي؟ قالت لها: لقد ذهبنا إلى عيد ميلاد ابنة خالتي، قالت المعلمة: وهل من الأمانة يا سارة أن تسرقي جهد غيرك؟ هدى تعبت البارحة في حلّه وأنت الآن تسرقين جهد زميلتك بهذا الفعل.
حزنت سارة جدًّا لأنها لم تكن خائنة في يومٍ من الأيام ولا سارقة لجهد غيرها، فأخذت الممحاة ومحت الواجب واعتذرت إلى معلمتها ووعدتها ألا تكرّر ذلك الفعل طوال حياتها، وسامحتها المعلمة لأنّها أول مرة تفعل ذلك.
لقراءةِ المزيد من القصص، اخترنا لك هذه المجموعة: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق