قصص أطفال مصورة عن الأمانة
الأمانةُ خصلة خُلقيّة ثمينة قلَّ مَن تَخَلّق بها، فهي تحتاج إلى مخالفة النَّفس الأمَّارة بالسوء وأعظم من كان أمينًا هو سيد الخلق وإمام العالمين محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان يسمَّى بالصادق الأمين وهاتان الصفتان لا يحوز عليهما كلُّ الناس، وفي هذا المقال عرض قصة من قصص أطفال مصورة عن الأمانة.
سامر تلميذٌ في الصف الرابع الابتدائي نشيطٌ ومهذَبٌ ويساعد جميع أصدقائه، ولكنه يمتلك صفةً سيِّئةً تنفِّر منه أصدقاءه فقد كان يأخذ أشياءهم في الحصص الدرسية من قلمٍ وممحاةٍ ومبراةٍ دون استئذانهم فيستعملها وينساها في مقلمته ويذهب إلى المنزل، ويبدأ ذلك المسكين بالبحث عن أشيائه والبكاء خوفًا من عقاب والدته لأنه فرط فيما يملك، وفي يومٍ وكعادته سامر أخذ من أحمد كتاب الرياضيات ليرمم منه بعض التمارين ولكنَّه لم يستأذنه.
ونسي سامر أنَّه وضع الكتاب في حقيبته دون إذن ودخل معلم الرياضيات فجأةً وأخبر التلاميذ باختبار فجائيٍّ لمادة الرياضيات في الغد وغادر التلاميذ إلى بيوتهم وبدأ كلٌّ منهم بالتَّحضير إلى الامتحان، تفقَّد أحمدٌ كتابه لكنَّه لم يجده وبدأ بجولة بحثٍ علَّه يجده فلا يُوبَّخ من والدته والمعلم، ولكنَّ محاولاته جميعها باءت بالفشل وفجأةً خطر في باله صديقه أحمد فهو الوحيد الذي يجلس معه في المقعد وهبَّ راكضًا واتصل به ثم سلَّم عليه وقال: سامر إنِّي لا أجد كتاب الرياضيات هل رأيته؟ انفجر سامر ضاحكًا وقال له: نعم لقد أخذته منك لأرمم بعض التمارين ونسيت إعادته أعتذر يا صديقي، وأغلق سامرٌ السماعة وبقي أحمد حزينًا بدافع دموعه.
وحان الاختبار في اليوم التالي وبدأ المعلم بتوزيع الأوراق على التلاميذ كان كلٌّ منهم غارقًا في ورقته ما بين وطرح وضرب وتقسيم ولكن لفت انتباه المعلم أنّ أحمد لا يكتب فسأله عن السبب فقصَّ له ما جرى معه في يوم أمس، صمت المعلم ولكنَّه صمم على تأديب سامر، انتهى الاختبار وسُلِّمت جميع الأوراق فوقف المعلم قائلًا إنَّ الأمانة يا صغاري ليست فقط عدم سرقة الأموال أو الابتعاد عن المال الحرام بل للأمانة أشكالٌ عديدة فأخذك كتاب زميلٍ لك دون إذنه هو قلّة أمانة، واسترسل المعلم في حديثه وسامر لا يفارق نظره الأرض وأحس بالحزن الشديد وتأنيب الضمير، ثم ذهب واعتذر من أحمد ووعده بألَّا يُكرّر ذلك، فكان صادق الوعد فعلًا وتعلم درسًا من دروس الأمانة.
هذا المقال لا يتحدث فقط عن قصص أطفال مصورة عن الأمانة بل هو قصةٌ فيها عبرةٌ على كل قارئٍ أن يصطفيها ويعمل بها ليكون أمينًا محبوبًا من الله ثم جميع العالمين.