قصص أطفال مصورة عن الشجاعة
الشجاعةُ صفةٌ يحبُّ الجميع الاتصاف فيها؛ لأنها تدلُّ على قوّة صاحبها ودائمًا ما يتسابق النَّاس ليتبيَّن كلٌّ منهم من هو الأقوى والأشجع وكيف يثبت ذلك وكان أشجع الخلق سيدنا محمد سول الله -صلى الله عليه وسلم- ،فيحارب الباطل مهما كان قويًّا ولا يخاف الطواغيت الجبارين بل يقف في وجههم؛ لأنّ الحقّ والشجاعة دائمًا ما تغلب الباطل والجُبن، وسيتحدث هذا المقال عن قصص أطفال مصورة عن الشجاعة -بإذن الله-.
رياض طفلٌ في المرحلة الابتدائية رباه والداه على نصرة المظلوم وإعانة الملهوف وتقديم يد المساعدة للآخرين دون أيِّ مقابلٍ فقط؛ لأنّه يحبُّ الخيرَ للجميع، فأحبّه أصدقاءه وجميع من حوله وفي يومٍ من الأيام كان يمشي في الطريق فوجد مجموعةً من الأولاد الذين يكبرونه سنًّا وحجمًا وقد أمسكوا بقطّةٍ من ذيلها وراحوا يهزونها منه وهي تصرخ بمواءٍ حزين ولا أحد يجرؤ على الاقتراب لتخليصها منهم، فهبَّ رياضٌ لنجدتها وضرب الولد الذي يمسك بذيلها فلمّا رآه الأطفال الآخرون يفعل هذا ركضوا لمساعدته وخلصوا تلك القطة المسكينة من بين أيديهم.
فأصبحت كلمة شجاع ترافق اسم رياض دائمًا فالجميع يعرفه برياض الشجاع فكان طيِّبًا كريمًا لا يتوانى عن مساعدة كل من يحتاج إليه، ولكنَّه وبعد مضيِّ الأيام بدأ يُقحمُ نفسه بالمشكلات حتَّى يحافظ على اسمه شجاعًا ففي أحد الأيَّام اتفق أطفال الحي على لعب الكرة وانقسموا فريقان فريقٌ رياض الشجاع وفريق سعيد وكانت مباراةً شيِّقةً ورائعة فاز فيها فريق سعي؛ وذلك لأنهم التزموا بتعليمات مدربهم وطبقوا ما قال لهم بالتحديد، ولكن عند فوزهم اغتاظ فريق رياض الشجاع كثيرًا وبدؤوا بتحريض رياض على الانتقام منهم وضربهم وإيهامه بأنهم فازوا بالغشّ ولا يستحقون ذلك الفوز.
بعد عدَّة محاولاتٍ منهم اقتنع رياض الشجاع بذلك، وانتظرهم حتَّى خرجوا من الملعب وأمسك برقبة سعيدٍ ورماه على الأرض وانهال عليه بالعديد من الضربات وما إن رآه مدرِّبه حتَّى أمسك يده وأوقفه عن ذلك، ودعاهم إلى مكتبه ليستفسر عن الواقعة بدأ سعيد بالكلام وقال له: إني لم أفعل له شيئًا وفور خروجي انهال علي بالضربات، فقاطعه رياض وقال له: هذا لأنك غشاش فتدخل المدرب قائلًا: بني لقد كانت مباراةً عادلةً ولم يغش فيها أحد، يابني عليك بالتفريق بين الشجاعة والاندفاع والتهور فإنَّ ما فعلته اليوم كان تهوُّرًا وطيشًا، أحس رياض بالخطأ واعتذر إلى سعيد وتعلم درسًا لن ينساه طوال حياته.
هذا المقال لا يمثل فقط قصص أطفال مصورة عن الشجاعة بل ليعلم كلَّ إنسانٍ أنَّ هناك خيطًا رفيعًا ما بين الأمر وضده عليه ألَّا يقطعه حتَّى لا تنقلب موازينه رأسًا على عقب.