قصص أطفال مصورة عن الوالدين
إن بِرّ الوالديْن من المسائل التي حضَّ الإسلام، عليها فهو مفتاحٌ لكلِّ خيرٍ مغلاقٌ لكلِّ شر وكثيرةٌ هي الآيات الت تأمر ببر الوالدين وفضلهما وعظيم شرف خدمتهما قال الله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [١]، ولأهمية هذا الموضوع سيتحدث هذا المقال عن قصص أطفال مصورة عن الوالدين.
يُحكى أنَّه في قديم الزمان كان هناك رجلٌ فقيرٌ عنده أرضٌ صغيرةٌ ولديه غنمةٌ واحدةٌ قد أعطاه إيَّاها والده بعد ما اشتدَّ عليه المرض، وكان يرعى والديه دون تأفف أو ملل فيطعمهما من حليب الغنمة وخضراوات الأرض وفي يومٍ من الأيَّام قلَّ حليب تلك الغنمة ولم تعد تستطيع إطعامهم جميعًا واحتار الولد في أمر والديه ففكر فيهم قبل نفسه ومرَّ يومان ولم يتغيَّر أيُّ شيء فأخذ الغنمة وذبحها وأطعم والديه منها، تعجب الوالدان من اللحم وكيف أتى به لكنَّه لم يرد إحزان قلبهما فقال: قد بعثه الله إلينا، فكان لا يأكل مخافة أن ينفذوا بل يطعم نفسه من فتات الخبز وما بقي في صحونهم من الطعام.
ومرَّت الأيام وحاله تَزدادُ سوءًا، فعرض أرضه للبيع فجاء رجلٌ يريد أن يشتريها، وأعطاه ثمنها لكن وعند خروجه لمح في وجه ذلك الشاب علامات الأسى والحزن، فسأله عن السبب واستحلفه بالله وأصرَّ عليه حتَّى قصَّ عليه قصته كاملةً فقال له: بني إنك رجلٌ بارٌّ بوالديه وإنَّ للبار عظيم الأجر من الله فهو يعطيه الخيرات ويصبها عليه في الدنيا قبل الآخرة وإني أحب أن أكون من عباد الله الذين اختارهم لمكافأة الناس على خيراتهم، فها أنا قد اشتريت أرضك ولكني الآن أهبها لك، مع مزرعةٍ عندي وأعطيك من المزارعين العدد الذي يستطيع الإقامة بهذ العمل وسأزوجك ابنتي؛ لأن الرجل البار لوالديه سيكون خيِّرًا لأهل بيته.
لم يصدّق الشاب ما حصل، ولكنَّه علم أنَّه أمر الله ففرح جدًّا وشكر الله على هذه العطايا وصحَّ والداه من مرضهما ودبَّت بهم القوة والحياة ورزقه الله من الأولاد والبنات وكانوا بارّين به تمامًا مثلما برَّ هو بوالديه إنَّ هذه الكلمات ليست فقط قصص أطفال مصورة عن الوالدين بل هي حروفٌ توضِّح حق الوالدين على ابنهما والجزاء الذي يعطيه الله -عزّ وجل- للولد البارّ؛ لأنه راعى حقوق الله في والديه فأكرمهما كما ربياه وسهرا عليه عندما كان صغيرًا.
المراجع
- ↑ سورة 23-24، آية: الإسراء.