قصص عن أدب الاختلاف بين علماء الأمة

كتابة:
قصص عن أدب الاختلاف بين علماء الأمة

قصص عن أدب الاختلاف بين علماء الأمة

كثُر أهل العلم في الإسلام، ومع تنوّعهم واختلاف مذاهبهم وتصادف كونهم من الأقران المتقاربين في العمر وطلب العلم، فإنه عند مطالعة سيرهم وكيفية تعاملهم مع غيرهم من العلماء، سواء كانوا أصحاب مذاهب أخرى أو غيرهم ممن يشاركهم في طلب العلم؛ لا نجد سِوى الأدب العظيم في التعامل مع بعضهم، وقد وردت عدة نماذج وقصص في هذا وثقتها الكتب.

أدب الاختلاف بين أصحاب المذاهب الأربعة

لقد ذُكرت العديد من قصص أدب الاختلاف بين العلماء، ومن القصص التي تلفت الانتباه مواقف أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة مع بعضهم، مثل: الإمام مالك والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك، بالإضافة لقصة الإمام أبي حنيفة والإمام مالك، وبيان شيءٍ من هذه المواقف فيما يأتي:[١]

  • مالك والشافعي

كان الإمام الشافعي يذكر الإمام مالك دوماً بكلّ خير أدباً معه وحباً له، فيقول عنه إنه معلمه، ويصنّفه بين العلماء بالنجم، وأما فيما يتعلّق بالحديث وأخذه منه، فقد كان يقول للناس: إذا جاءك الحديث من مالك فشدّ به يديك، فقد كان مالك بن أنس إذا شكّ في الحديث طرحه كله.

  • أحمد بن حنبل ومالك

بيّن أحمد بن حنبل في عدّة مواقف تعظيمه وحبه للإمام مالك، فعند تعدّد روايات حديثٍ ما كان يختار رواية الإمام مالك ويقول: "مالك أكثر في قلبي"، وحتى حين تخييره بين الإمام مالك والعلماء الآخرين كان يختار الإمام مالك قائلا: "مالك أحب إليّ"، مضيفاً أن الإمام مالك لا ينبغي أن يقارن مع غيره من أهل العلم، حتى إنه كان يشير على السائلين بحفظ الحديث عن طريق الإمام مالك، وهذا من تقديره وحبّه له.

  • أبو حنيفة ومالك

روى القاضي عياض في كتابه المدراك أقوالاً لكلا الإمامين بعدة مواقف؛ ومن ذلك قول الإمام مالك لليث بن سعد بعدما تحدّث بالعلم يوماً مع الإمام أبي حنيفة، فقال: إنه لفقيه يا مصري، وذكر الليث بعد لقائه هذا أنه لقي الإمام أبا حنيفة، فذكر ومدح قول الإمام مالك عنه، فقال أبو حنيفة مادحاً الإمام مالك أيضا: ما رأيت أسرع منه بجواب صادق، ونقد تام.

أدب الاختلاف بين علماء الأمة بين الأقران

ذكر أهل العلم مواقف تدلّ على أدب الاختلاف بين الأقران من أهل العلم الذين تقاربوا في العمر وطلب العلم، ومن هذه المواقف: قصص عن الإمام مالك وابن عيينة؛ إذ كان ابن عيينة قريناً للإمام مالك ونِدّا له حسب الإمام الشافعي.[٢]

ومع هذا كان ابن عيينة يقدّر الإمام مالك ويحترمه، ومما قاله عنه مما يوضّح أدب العلماء مع بعضهم: كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا، ولا يحمل الحديث إلا عن ثقاة الناس، وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك بن أنس.[٣]

المراجع

  1. طه العلواني، أدب الاختلاف في الإسلام، صفحة 124-129. بتصرّف.
  2. جمال الدين المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، صفحة 116. بتصرّف.
  3. ابن دقيق العيد، شرح الإلمام بأحاديث الأحكام، صفحة 485. بتصرّف.
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×