قصص عن التفاؤل في الإسلام

كتابة:
قصص عن التفاؤل في الإسلام

قصص عن التفاؤل في الإسلام

تناول الإسلام قصصاً جميلة عن التفاؤل وحسن الظن بالله، نذكر منها:[١]

  • هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه

وذلك إلى المدينة المنورة، فقد لحق بهم المشركون يراقبون الطرق، ويفتشون في جبال مكة، حتى قادتهم أقدامهم إلى مكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه وهما في غار ثور، فيقول أبو بكر -رضي الله عنه-: (قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!).[٢]

  • (واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ)

وفي حديث الصحابي خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: (شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ).[٣]

(ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ).[٣]

  • غزوة الأحزاب

ما حدث في غزوة الأحزاب، وما حصل فيها من ظروف صعبة وشديدة؛ من نقص الغذاء وبرودة الجو، ومعاناتهم في حفر الخندق، والحصار الجماعي الذي قامت به القبائل العربية واليهودية على المسلمين، مع ذلك كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يغرس في أصحابه الأمل والتفاؤل، ويبشرهم بفتح بلاد فارس، والشام واليمن.

  • تغيير النبي لأسماء بعض الصحابة

وهذا دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب اليسر والسهولة، ويكره الحزونة والثقل والارتفاع؛ فقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (غيَّر اسْمَ الْعَاصِ، وَعَزِيزٍ وَعَتَلَةَ، وَشَيْطَانٍ، وَالْحَكَمِ وَغُرَابٍ، وَحُبَابٍ وَشِهَابٍ؛ فَسَمَّاهُ هِشَامًا، وَسَمَّى حَرْبًا سلْمًا، وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ، وَشِعْبَ الضَّلاَلَةِ سَمَّاهُ شِعْبَ الْهُدَى، وبَنِي مُغْوِيَةَ سماهم بَنِي رِشْدَةَ).[٤]

التعريف بمعنى التفاؤل

التفاؤل هو مصدر تفاءَلَ، وهو شعور داخلي يساعد النفس، ويُهيئُها لرؤية جانب الخير في الأمور والأشياء الموجودة في الحياة والاطمئنان لها، ويساعده أيضًا في تحمل مصاعب الحياة ومشاكلها، نقول: هذا الشخص دائم التفاؤل؛ أي من ينظر إلى الأمور بشكل جميل، وهو عكس التشاؤم.[٥]

من كلمات التفاؤل والأمل في القرآن الكريم

هناك كلمات قرآنية تدل على التفاؤل والأمل؛ ومنها "عسى ولعل"، وهي كلمات مساعدة للإنسان في نشر التفاؤل والاطمئنان في نفسه، وتعطيه شعوراً جميلاً بأن الحياة ستكون أفضل بإذن الله، قال -تعالى-: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).[٦][٧]

وقوله -تعالى-: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)،[٨] وقوله تعالى: (إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى).[٩][٧]

أهمية التفاؤل في حياة الإنسان

يساعد التفاؤل الإنسان على تحسين الصحة العقلية، فالشخص المتفائل يستطيع أن يرى الأشياء والأمور بصورتها الجميلة، فيعتدل بتفكيره، ويعمل على إيجاد حلول أخرى ليستطيع فيه كسب الموازين بعيداً عن تحكم التشاؤم والخوف؛ فيكون المتفائل سعيداً بكل لحظة تمر في يومه؛ فهو سعيد عندما يأكل وعندما يشرب، وينام، ويستمتع بالحياة.[١٠]

كما يساعد التفاؤل الإنسان على مقاومة الأمراض؛ فالشخص المتفائل فعالٌ في مجتمعه قادرٌ على الإنتاج بشكل يستطيع فيه على صناعة مستقبله؛ وذلك بإيجاد الحلول للمشكلات فالتفاؤل هو الحياة، حيث يقوم بتغيير منهج الإنسان، ويحقق له الطمأنينة والاستقرار في حياته؛ لأنه يتوكل على الله -تعالى-، يقول -سبحانه-: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه).[١١][١٠]

فوائد التفاؤل

يتجلّى في التفاؤل فوائد كثيرة، نذكر منها:[١٢]

  • يساعد الإنسان على تحسين ظنّه بالله تعالى.
  • فيه قدرة رائعة على جلبِ السعادة للقلب والنفس.
  • فيه مسرةٌ للمؤمن وراحةٌ له.
  • يقوي العزائم في النفس، ويبعثُ فيها الجد في العمل والمثابرة.
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان يتفاءل في حروبه وغزواته، قال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).[١٣]

المراجع

  1. إسلام ويب (14/7/2013)، "التفاؤل سنة نبوية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3653، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن خباب بن الأرت، الصفحة أو الرقم:3612، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  4. [خليل أحمد السهارنفوري]، بذل المجهود في حل سنن أبي داود، صفحة 355.
  5. "تعريف وشرح ومعنى التفاؤل"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية:52
  7. ^ أ ب د. عبد السميع الأنيس (28/8/2016)، "من كلمات التفاؤل والأمل في القرآن الكريم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022.
  8. سورة القصص، آية:22
  9. سورة طه، آية:10
  10. ^ أ ب د. سلمان العودة (9/10/2011)، "المتفائلون في زمن اليأس"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2022. بتصرّف.
  11. سورة الطلاق، آية:3
  12. مجموعة المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم اخلاق الرسول الكريم، صفحة 1049. بتصرّف.
  13. سورة الأحزاب، آية:21
5104 مشاهدة
للأعلى للسفل
×