قصص عن الزواج الإجباري
يعيشُ الناس ضمن مجتمعات إنسانيّة تتصف بمجموعة من الخصائص وفقًا للعادات والتقاليد والأعراف والموروثات الدينية والاجتماعية، وهذا ما يجعل المجتمعات تختلف عن بعضها البعض في التعامل مع متطلبات الحياة كافة ومراحلها المختلفة، وتعدّ مرحلة الزواج من المراحل المفصلية في حياة الإنسان، حيث يُبنى عليها علاقة دائمة بين رجل وامرأة تحل له بحكم الشرع، وهناك بعض الحالات في المجتمعات الإنسانية التي يتدخّل فيها الأهل ليُجبر الشاب أو الفتاة على شريك لا يرغب به أو لا يُفضل مشاركته هذه الحياة، وقد انتشرت في العديد من المجتمعات قصص عن الزواج الإجباري تحكي ما حدث في تلك المجتمعات، وكيف تم إجبار الشاب أو الفتاة على اختيار شريك الحياة.
وممّا رُوِيَ من قصص عن الزواج الإجباري ما حدث مع أحد الشبان الذي كان يعيش مع أبيه وأمه في بيت متواضع، وكان يرغب أن يتزوج إحدى فتيات الحي الذي يسكن فيه، لكن رغبة أمه كانت فوق كلّ شيء، حيث رغبت بأن تزوجه ابنة خالته بحكم وجود القرابة ومعرفة طبيعة هذه الفتاة وبعض عادات العائلة، وكان موقف الشاب واضحًا حيث رفض أن يُجبر على الزواج ممَّن لا يريدها، لكن حزن أمه على قراره أجهدها، فمرضت مرضًا شديدًا، وهنا رأى الشاب نفسه مجبرًا على التقدّم لابنة خالته، ليتزوّجها رغم عدم رغبته بها.
ومما روي أيضًا من قصص عن الزواج الإجباري ما حدث مع إحدى الفتيات التي تقدم لها صديق والدها الذي يكبرها سنًّا بعشرين عامًا، وكانت الفتاة حينها لم تبلغ من النضج والإدراك ما يكفيها لتتخذ قرار الزواج الصعب، بالإضافة إلى تشجيع والدتها لها على الإقدام على الزواج بحكم معرفة هذا الرجل من خلال والدها، بالإضافة إلى ثرائه الفاحش الذي كان محفزًا لها على قبول الزواج من هذا الرجل، وما هي إلا أيام بعد زواج حتى بدأت العلاقة بين الفتاة وزوجها بالفتور، وبدأ تتسع بينهما الفجوة الفكرية لتصل العلاقة بينهما إلى طريق مسدود، فلم يحتمل الرجل عدم وعيها بأمور الحياة، ولم تحتمل الفتاة طريقة تفكيره في كل ما يتعلق بهما، ليكون الطلاق الحل الأخير الذي لجأ إليه الطرفان.
والدروس المستفادة ممَّا ورد من قصص عن الزواج الإجباري أنّه ما يُكره عليه الإنسان لا يؤدي به في الغالب إلى السعادة، لأن سعادة الإنسان غالبًا ما ترتبط بما يتخذه في حياته من قرارات بحيث لا يُكره أو يُجبر عليها، لأن الإجبار يضع الإنسان في موضع لا يريده، ولا يُناسب أفكاره واختياراته، كما يُستفاد من هذه القصص أن قرار الزواج من أخطر وأهم القرارات في حياة الإنسان، لذلك يجب أن يُبنى على القناعة التامّة، وأن يكون لكلا الشريكين الرغبة التامة في الإقدام على هذه المرحلة مع من يجدانه مناسبًا لدخولها برفقته كي تكون السعادة عنوان هذه المرحلة التي يُفترض لها أن تستمرّ إلى الأبد.